العربان وتجربة الحرب البرية على اليمن
    الأربعاء 1 أبريل / نيسان 2015 - 14:12
    أحمد كاطع البهادلي
    هذه الأيام تمرُّ الأمة الإسلامية ـ وعلى رأس قائمتها الأمة العربية ـ بموقف لا تُحسَدُ عليه، فحالة التشظي التي تعيشها هذه الأيام ناتجة من القرارات المتخبطة التي أخذها بعض من تسنم زمام شخصنة أو حلحلة قضايا الأمة المصيرية.. تجدها قرارات مهزوزة وليست مدروسة؛ لأنها نابعة من أفق ضيّـق مريض ومعقد ناتج من شذوذ فكري أحمق طائفي مقيت عاشه بعض ممن يحسبون على الإسلام والعروبة زوراً وبهتاناً, فهذه الشخصيات سحبت الأمة العربية نحو مصير مجهول في عدة مرات ونوبات، وكانت في أحيان من الزمان على شكل مؤامرات منها: بيع قضية فلسطين والأراضي العربية الأخرى في تقسيمات "سايكس بيكو وكامب ديفيد" فكانت المقررات في تلك الفترة سرطاناً يسري في جسد الأمة إلى يومنا هذا، فمن باع أرضنا بالأمس يقتلنا اليوم بحجة الشرعية، فهم أول من زنى بالشرعية والقانون، فهم من جلب أساطيل الغرب بخيلهم ورجَالتهم إلى المنطقة، وجعلوها ساحة؛ لتصفية الصراعات بين أوربا القديمة ومن تحالف معها والمعسكر الاشتراكي القديم الحديث ! فكانت المنطقة وما زالت تعيش الأزمات تلو الأزمات؛ نتيجة بعض الأهواء والأفكار المريضة التي تعيشها بعض القبائل المتوحشة وبعض الشعوب المريضة التي تحكمها تلك العقلية القذرة المريضة, فاليوم تمرُّ الأمة بمنزلق خطير من خلال حصول إجماع لتلك العقلية العفنة المريضة بشن حرب على بلد آمن مطمئن وهو اليمن، و هذا الاعتداء يمثل وصمة عار في جبين الأعراب الهمج الذين قطعوا كل وشائج الأخوة والألفة والمحبة؛ نتيجة عدم تحكمهم للعقل وارتمائهم لأحضان الطائفية المقيتة التي باتت تحركهم وتنكِّس رؤوسهم في وحلها، إذ تتعرض اليمن اليوم لقصف بمئات الطائرات من إخوة يوسف! بحجة الشرعية الواهية التي غابت شماعتها عنهم في اجتماعاتهم الأخيرة، فكان تصريحهم المباشر بأن أعداءهم اللدودين هم الحوثيون وحزب الله والسوريون والعراقيون، بيد أن عقدتهم الأكبر وقرحتهم التي لا تبرأ إيران , فما زالت طائراتهم الغاشمة تنزل الموت والدمار على الأبرياء في اليمن، فتقتل من تقتل وتدمر وتحرق كل ما يمشي على الأرض من زرع وضرع وحال ومال, وهم واهمون أن فعلهم هذا سيُركِّع الشعب اليمني، إذ قد جرَّبوا معهم الصولات والجولات وكانت النتيجة سحق المعتدين الغزاة، فشعب اليمن لا يلين وعوده لا ينكسر, ولكنها الطائرات، فوالله  لو أنهم توهموا وجربوا أن يقتربوا من الحدود أو حاولوا أن يشنوا حرباً برية، فسيجدون ليوثاً فارقت عرينها تُزَفُّ إلى الموت كما يُزَفُّ العريس إلى عروسه، فو الله إن الرجال من اليمن ولا ينتهي ذكر مآثرها، فهم أهل مالك الاشتر النخعي وهم خبروا الحروب ولاكوا الأسنة، فليتورط عربان العار وليجربوا الدخول أو الولوج في شق أو جبل، فو الله ستجدون حينها الرد المزلزل لعروشهم والقامع لجبروتهم، فحينها لا تنفعهم أمُّهم أمريكا ولا أبوهم الصهيونية، فستحترق الأرض من تحت أقدامهم، والقادم سينبئكم بمآثر نسل مالك الأشتر، فهم أصل العرب العاربة فهم من علم الفروسية فنونها والشجاعة عصبصبها  ولوغاها عبوستها فلتجرب ولتقدم يا سلمان، ولات ساعة مندمِ!!!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media