المنطقة العربية يكفيها ما فيها من أزمات وحروب، وليست بحاجة للمزيد من التصعيد وإشعال حروب جديدة في بلدان جديدة،  ونفخ لنار الحرب الطائفية البغيضة، وزيادة رقعة دخان العداء والحقد والكراهية والعنف والقتل، على حساب روح المحبة والتسامح والسلام والحوار والتفاهم، والبحث عن الحلول السلمية للازمات بعيدا عن لغة القتل والدمار والحروب العبثية.

هجوم القوات السعودية وحلفائها، على اليمن بعشرات الطائرات في وقت متأخر من الليل، بحجة الدفاع عن شرعية الرئيس هادي، و بخطاب إعلامي  تصعيدي لعملية الهجوم التي أطلق عليها عاصفة الحزم لأستحضار حرب عاصفة الصحراء، قد شكل صدمة مفاجئة للمواطنين في دول الخليج والمنطقة العربية، حيث ان الشعوب الخليجية واليمينة لم تتوقع حدوث هذا التصعيد المخيف إلى هذه الدرجة، وان تبادر السعودية والخليج في سابقة خطيرة بشن الحرب في ظل عدم اطلاق أي رصاصة لتكون بداية اعلان حرب بين الجانبين، فالمسألة كانت في حدود الكلام عبر وسائل الإعلام، إعلان الحرب هو عبث باستقرار المنطقة، وتلاعب بشعوبها، والزج بهم في صراع لا ناقة ولا جمل لهم فيها، وهدر للمال العام في حروب عبثية في ظل أوضاع أقتصادية صعبة، وان الخاسر فيها هم العرب وبالخصوص أهل الجزيرة العربية اليمن ودول الخليج.

أهل الخليج واليمن شعب واحد جزء من الشعب العربي، واليمنيون منا أهلنا، وكنا نأمل كشعب خليجي وعربي ان يعمل الجميع بما فيه فائدة ومصلحة وخير لكل فئات الشعب اليمني، بما يساهم في تقريب وجهات النظر، لتشجيع الحوار والتوافق بينهم ، بعيدا عن لغة القتل والدمار، وان لا يحدث التدخل العسكري والهجوم على اليمن وشعبه، باسم إستهداف تيارات محددة، فالحرب قتل ودمار وفوضى للجميع، وتوسيع لفجوة الاختلافات، والكل فيها خاسر وبالخصوص الدول التي اعلنت الحرب.

حتما الشعب الخليجي المسالم - المغيب في إتخاذ القرارات العادية والمصيرية مثل قرار شن الحروب على الاخرين-  يرفض التدخل في شؤون الآخرين وشن الحروب، وذلك حسب ما هو موجود في الدستور لبعض الدول الخليجية التي فيها دستور، لأن الشعب الخليجي هو من سيدفع الثمن لحرب لم يأخذ أحد رأيه فيها.

لا شك ان المبادرة بشن الحرب-  مهما كان المبرر-  يعني غياب العقل والحكمة، وسيطرة الجهل والحماقة والتهور، والنزول إلى مستنقع الدماء والدمار، لتحقيق مصالح خاصة في ذلك البلد، وسيكتب التاريخ عما حدث بانه اعتداء مسلح سافر عبثي على بلد عربي لم يبدأ بالحرب. نعم انه اعتداء لأنه وقع على دولة لها سيادة ومستقلة ومن حق شعبها تقرير مصيره دون تدخل خارجي في شؤونه.

إن العدوان على اليمن هو توريط وفخ للسعودية ودول الخليج بتشجيع أمريكي، للسقوط في مستنقع خطير، دول الخليج وشعوبها في غنى عنه. إنها حرب و ليس معلوم ولا أحد يعلم عما ستسفر  عنه، وكيف سيكون الخروج منها، انها نفق مظلم.

 

من المؤسف جدا أن الجيوش العربية في السعودية والخليج وبعض الأقطار العربية، لا تتحرك إلا لقتل العربي، والسلاح العربي لا يستخدم إلا لتدمير بلاد العرب، فالطائرات السعودية عندما تقصف مواقع يمنية يعني هناك تفجير وتدمير وحرق وقتل وضحايا.

قرار السعودية ودول الخليج بالهجوم على اليمن سيكون مصيره الفشل، ومهما خططوا ومهما كانت لديهم أسلحة وجلبوا قوات من الخارج لتساعدهم في مشروعهم عبر صرف المليارات على دول تلك القوات، التي تضحي بابنائها في حرب عبثية وقتل للأخوة.  كما ان للقوات السعودية تجارب من الفشل في خوض الحروب وبالخصوص في اليمن.

 الحقيقة الواضحة التي ستتضح أكثر في المستقبل القريب، ان الهجوم السعودي على اليمن - عبر سقوط المزيد من الضحايا والدمار -، هو فخ وتوريط للسعودية ودول الخليج والعرب في حرب عبثية، تم التخطيط له والتشجيع عليه من قبل أعداء الأمة العربية، والأيام القادمة حبلى بالمفاجات الكبيرة لحرب عبثية ستخلف الدمار وبالخصوص على المعتدين.

لا للحروب العبثية - التي ستخلف فقط الدمار والفوضى وخسائر مادية وقتلى وجرحى - ، في معالجة الازمات والاختلافات، نعم للحوار والإعمار والسلام ، والحكمة.

حمى الله أوطننا من كل شر.

علي ال غراش