الشاعر رمزي عقراوي بين الاهمال و الأبداع
    الأربعاء 1 أبريل / نيسان 2015 - 21:40
    تأبط وطنا
    00ان شاعرنا  الكوردي المخضرم- رمزي عقراوي رجل قليل المثال نادر الطراز بين الرجال أعطى لآمته ولآرضه باليمين أضعاف مضاعفة ما أخذه باليسار- أعطى عصارة فكره وهشاشة قلبه وأعز أيام شبابه ونضوجه – كتب بنجيع الدم القاني أكثر مما كتب بالمداد الآسود فاذا أستطاع الغوغاء من حواليه أن يهمل أو يقضي على ابداعه ومؤلفاته ودوره المشهود في الدفاع المستميت عن  هذاالعراق المبتلى وعن الكورد وكوردستان ليس الا فلن يستطيع هذا الشغب وهذاالحسد المقيت وهذه الانانية الحزبية الضيقة و هذه التكتلات الشخصية الباهتة أن يطوي صفحات عمله الغزير وأدبه الثر وأشعاره الحارقة – الخارقة--- تلك الصفحات المشرقة التي توج بهامات الاخلاص والتفاني والتوجيه الرصين لشعبه المظلوم خلال ستة عقود من عمره المديد حافلة بالعطاء المثمر—علاوة على أن شاعرنا المغبون قدألف السباحة ضد التيار الخانق على ما فيها من الرهق والعناءوهذا السلوك
    بطبيعته لم يخلق له الاصدقاء بقدر ما خلق له من الخصوم والأعداء!!!!!!!!!
    = أيها  الشاعر العقراوي المخضرم –اني أراك مثالا صارخا على الأنسان الذي لم يحصل على حقه وأستحقاقه في الحياة – انك جوهرة نادرة في غير زمانها ومكانها ----
    ============================
    000ان مشاعر الود وذرف الدموع لسقي وردة الحياة والشعور بالارتياح النفسي وراحة الضمير واستقرار الوجدان نتيجة المداراة وحب الناس جميعا بنظرة انسانية شاملة دون أدنى تمييز وهذه كلها تبعثرت هباءا--- ويصبح شاعرنا المغبون 0رمزي عقراوي0 تراجيديا مباشرا تجتمع عنده مأسي هدر الحقوق والحرمان وعدم تحقيق الآماني والطموحات وثقل الواجبات فيخرج (( من المولد بلا حمص ))--- تجري أهاته الحرى وتضيع أتعابه سدى وتصبح الحصيلة صفرا على الشمال حيث صار حبه للحياة والشعب والوطن مجرد أوهام وخيالات فضيع أماله – المنافقين والمتسلقين على أكتاف الآخرين –واندحرت أحلامه حين أهمل في زاوية ميتة فتلاشى على نفسه يمضغ مأساته لوحده – ولم تتحقق ما كان يصبو اليه من أهداف عظيمة لوطنه ولشعبه في حياته الطويلة – عبر ستين سنة- وهو على قيد الحياة =وينطبق على حال العقراوي هذا القول المأثور(( أنه لاكرامة
    لنبي في أهله)) فحبذا لو تدارك ذلك من يهمهم الأمر من أولي الأمر قبل فوات الاوان؟؟!!
    00ان الشاعر رمزي عقراوي شخصية متميزة ما زال يحمل بين شغاف قلبه وثنايا تكوينه النفسي والفكري براءة الطفولة وعفويتها وطهارتها من أدران الحياة 0 انه انسان صريح صراحة قصائده الشعرية لا يعرف اللف والدوران والمداهنة- هادئ الطبع- بسيط يتحرك وكأنه يمثل قصيدة شعرية- انه بأختصاريجسد الشعر في شخصيته!

    ================================= واليكم احدى قصائد الشاعر رمزي عقراوي كنموذج حي وخالد على فكره المبدع الخلاق وهي بعنوان0 تراجيديا الزمن الردئ0 لعلها تفي بالغرض المطلوب وبالاعجاب

            قصيدة(تراجيديا الزمن الردئ)
    للشاعر والاعلامي رمزي عقراوي من كوردستان- العراق
    مرت على بلادنا …
                   أقسى سنة!
    لم تنفض عنها غبار كل هاتيك الأزمنة
    اين معجزة الصبر والنضال المستميت؟
    بل اين ثمرات الصمود والقلوب المؤمنة؟!
    اين صارت منية المستضعفين
     والضعفاءالمرتهنة ؟!
    بل اين يد الرفاه على العراق…
    متى تصبح مهيمنة ؟!
    (كيف ادعي فخرا باني شاعر
    وحقك المشروع أيها  العراقي
    لم تنطق به الألسنة!)
    كيف اغتيلت نتائج التغيير؟!
    كيف لم تنزل شامخة بين زوايا الامكنة ؟!
    اين تلاشت …
             احلام ابن العراق  المكفنة؟!
    وماذا عن فرح المثقف المنكوب؟!
    حيث لم يعد يلمع بالغضارة وجهه
    من بعد عيش بالمخاوف غضنه!
    (لم يزل لا يمتلك ارضا ليبني كوخه
    في ظل من ملكوا الوف الافدنة ) !!!
    بيوتهم من الصفيح وصرائفهم وخيمهم
    تقام من غير نوافذ او مدخنة!
    فمتى يتحقق العدل والاصلاح للجميع
    ليزيل ما كان التعسف قد ارسنه!
    (لم تكن للحرب على العراق ) حرية
    بل خرجت الى العالم باقبح شنشنه!
    وعصابات فاسدة أبدا لاترحم
    تنشر بين المواطنين اراء متأفنه!
    وبها الرؤوس الفارغات والضمائر الميتة
    لم تكن منها بالحقائق والاخلاص معنونة!
    حفظت اراجيف الكلام واكاذيبه
    وعاشت في معمعة الامراض المزمنة!
    جهلت – عمدا – حقوق الكادحين لانها
    للامر من – وحي –الطواغيت مذعنة!
    ظنت تدوم مدى الحياة لانها …
    بظل (الارهاب) محصنة !
    لم تلق من سنن الفضائل سنة
    من نهجها اما الرذائل فهي متقنة !
    لبست من البغي والفساد حلة
    ظلما ، وظنت انها – متدينة !!
    ورجالها لزموا التعنت شيمة
    كانت على غير الحياء موطنة !!
    ايام قد وجدوا (الطائفية ) حجة
    في وجه من رفع الكفاح واعلنه !
    قد كان حجة هؤلاء اذا رأوا
    في  العراق من يشكو الحياة المحزنة
    وصفوه بالارهاب وليك مؤمنا
    حتى ولو ادلى باعظم بينة!!
    فكأن هذا الدين جاء لكي يرى
    ذل الجموع لقلة – متفرعنة!!
    واذا انتقدت العملاء كنت معرضا
    للسجن مقترنا بأبشع قرصنة!
    هل كان ذلك للعراق تحررا
    ام كان ذلك للمآثم مطحنة!
    (و فلان) في السلطة يفعل مثل ما
    فيه (السفير) على السياسة مرنة!
    واذا رأى حقا طلبت انجازه…
    القى عليك اللوم فيه فأونه !!
    واذا رأى كذبا – اتاه مؤيدا
    واذا رأى صدق المقالة خونه !
    يختال بين (العشائر) ينظر شامخا
    ويذوب ذلا للدخيل ومسكنة!
    وأسف باللبق الذكي وجاء
    بالنذل الغبي على الفهاهة كونه !
    (ورعا رصيدا للتفرق ان شكا
    خللا اعد له السبيل ومونه )!
    وهناك ذيل الذيل من فئة…
    سرت تحت النفاق نفوسها المتلونة !
    -        مترهل (الكرش) من سحت ومن
    بذخ تمدد طويلا في الحرام فبدنه !
    قد فك لغربان الجوار منافذا
    منها العراقي الاصيل يندب – موطنه!
    اما المناصب فلا تعطى لاصحابها –
    فقط لمن جعل الفساد – ديدنه!
    و شعوب العراق بين مطالب في سجنها!
    تسعى بكف في القيود مقرنة!!
    او من تباله لا يجيش برأسه
    حسّ كأن هوى البلاهة كفنه !
     تجاهلوا الاسلام ومنبعه الاصيل
    لكنهم لبسوا لسلب الناس ثوب  الرهبنة !!


    بقلم الشاعر –تأبط وطنا - من كوردستان
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media