السياسيُّ العربيُ (أعورُ)
    الخميس 23 أبريل / نيسان 2015 - 05:21
    محمد سعيد المخزومي
    جاء رجل إلى الإمام علي عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين إني أحبُّك وأحبُّ فلانا، وسمّى بعض أعدائه فقال له الإمام : (أما الآن فأنت أعور، فإما أن تعمى وإما أن تبصر) .

    فالسياسيُّ العربيِّ (أعورٌ) خصوصا من يدور في فلك الحكام العميان اللاهثين وراء السلطة والسلطان.

    لأنه يرى الأمور بعين واحدة والأخرى عمياء، وبالتالي فإن الذي خلقه قد خلقه ليبصر الأمور بكل ما بين يديه من مساحة، فلا يغفل أو يتغافل عن الرؤية بسعة كل ما هو أمامه. وإلا فهو نصف اعمى ونصف مبصر، فتكون النتيجة أن يرى شيئا ويتغافل عن اشياء حتى يستولى عليه العمى إذا ما استرسل، أو يصحح نظره ليبصر الأمور بعينين ليصبح إما اعمى بشكل تام أو مبصرا بشكل تام. إذ من غير الممكن أن يستوعب مسرح الحياة بعين واحدة.

    ولقد عج لفيف غير قليل من الحكام العرب ومن حولهم من السياسيين والإعلاميين والمحللين ومن يحسبون أنفسهم أصحاب دراسات استراتيجية وأمثالهم مبررين للهجوم السعودي وحلفاءهم العرب على بلد عربي أكثر عروبة وأصالة منهم وهو (اليمن) ولمدة ثلاثة اسابيع متواصلة من القصف الجوي العنيف الذي استهدف قتل الشعب اليمني رجالاً ونساءً واطفالاً، منازلَ واسواقا، مدارسَ ومستشفيات ومحال تجارية ومخازن أغذية وغيرها من مرافق البنى التحتية للشعب اليمني الصامد.

    ولقد رأينا السياسيين العرب الذين أصابهم (العور) يصرخون دفاعا عن شرعية الرئيس اليمني المستقيل (عبد ربه هادي) ، بحجة أنه منتخب من قبل الشعب ؟؟

    وهنا يتبين عَوَرُ السياسي العربي لزعمه الدفاع عن شرعية (هادي) الفاقد للشرعية بإستقالته، ولو سلمنا جدلا بما تقول فإن منطق قاعدتك يا أعور ألم يكن الرئيس المصري (مرسي) منتخبا ؟ فلماذا لا تدافعون عن الشرعية في مصر لأنه جاء بانتخابات كما تنطقون، علما اني لست مدافعا عن مرسي ولا مع الاخوان ولكن اقول لا يكون أحدكم أعورا ينظر بعين ويعمى عن أمور بعين أخرى. فلا تستغفلوا العقل العربي الذي يعاني من عقدة التسطيح الفكري تاريخيا.

    محمد سعيد المخزومي
    23/04/2015 المصادف  5/ رجب/ 1436 هجرية
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media