السعودية في اليمن على خطى اسرائيل في غزة...
    الجمعة 24 أبريل / نيسان 2015 - 21:28
    علي تعبان
    صحت شعوب الدول الخليجية وجدت  نفسها في قلب عاصفة الحزم ثم نامت وصحت فوجدت ان تلك العاصفة قد هدأت ..
    يقول لي احد اصدقائي من دول الخليج متهكماً "اني مولع بمتابعة نشرات الاحوال الجوية على القنوات الفضائية وذلك لغاية في نفسي فلم اسمع عن عاصفة ستضرب منطقتنا في ذاك اليوم" ... نعم فشعوب  دول الخليج والمنطقة العربية عموماً ليس لهم رأي في القرارات المصيرية  فلا برلمان  يؤخذ رايهِ ولا مجلس وزراء منتخب ولا مراكز بحوث معتمدة تُستشار ويؤخذ برأيها في قرارت مهمة مثل قرار الحرب او السلم  او الاتفاقات الستراتيجية  ويبدو ان هذه الشعوب تعيش في سبات عميق او هي غائبة عن الوعي فلا نريد ان نذهب بعيد الى  الدول الاوربية وبرلماناتها التي تحكم البلاد وعلينا النظر الى تجارب الاقربون  في الجغرافيا والدين  باكستان التي اعطت درساً مجانياً لشعوب الدول العربية في كيفية حكم الشعب من خلال مناقشة استمرت ثلاثة ايام  لقرار مصيري  الزمت بعدها رئيس الوزراء بالأمتثال لقرار البرلمان خلافاً لرغباتهِ..جاءت الانتقادات كثيرة لقرار الباكستان  من الاعلام الخليجي ومن اعلى رجالات الحكم في هذه الدول صابين جام غضبهم على نواز شريف متناسين انهُ قرار الشعب وليس قرار الحكومة وهذه هي الحقيقة التي غيبها عن قصد الاعلام الخليجي لانها حقيقة تصيب صميم الحكم الخليجي عموماً وتفتح ابواب جهنم عليه.. قد يجادل البعض بوجود  مجلس امة كويتي  لكن هل يقارن هذا المجلس بالبرلمان الباكستاني وهل صوت على قرار المشاركة في حرب اليمن انه ليس  اكثر من مجلس قبلي يمتهن التسقيط بالآخر من خلال  ممارسات اقل ما يقال عنها انها صبيانية....
    توقفت عاصفة الحزم   بينما لا يزال  العميد احمد العسيري يسهب في شرحه اليومي لمجريات هذا اليوم من الحرب وكيفية القضاء على القدرة الباليستية لجماعة الحوثي وتدمير امكانياتها لمهاجمة دول الجوار واشك في ان الناطق احمد العسيري كان على علم  بقرار وقف الحرب والحال كذلك بالنسبة لبقية المنتشين بالنصر  بينما كان اول من اعلن عن نهاية هذه الحرب هو مساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان وذلك قبل ثلاث ساعات من اعلان السعودية انتهاء عاصفة  الحزم وأطلاق عملية " اعادة الامل "... لم يكن بمقدور السعودية الاستمرار في  طلعاتها الجوية بعد نفاذ بنك الاهداف اليمني وخروج اكثر من تقرير يؤكد ان الطيران السعودي كان يستهدف المدارس والملاعب والتجمعات المدنية وبعد تخلي الدول التي كان يُعول عليها بالهجوم البري لذلك هي بحاجة ماسة لِسُلم تنزل بهِ من اعلى الشجرة لكن يبدو انها ستنزل الى بُركة عريضة فالسعودية لا تتحمل ان تجرح بكرامتها  في انهاء حرب لم تحقق اهدافها في القضاء على الحوثيين وعودة الشرعية لذلك هي ابقت على حصارها البري والبحري والجوي مع قصف منتقى وتحديداً على الحوثيين  وتجمعاتهم... السعودية تتوغل في الوحل اليمني مرغمة وليس بأرادتها ومقارنة ما تفعلهُ السعودية بصعدة مع ما تفعلهُ  اسرائيل بغزة هو أكثر ما يفرح ايران واعداء السعودية الآخرين.. وقريباً سنرى اعلاماً يقارن السعودية بأسرائيل وصعدة بغزة ... والأيام بيننا.....
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media