لمحات تحليلية في سيسيولوجية الملوك السبعة
    الأحد 26 أبريل / نيسان 2015 - 19:33
    عبد الجبار نوري
    سبعة ملوك للسعودية خلال 83 سنة أي بعدل خيالي 12 سنة في أحتكار" تخت " الدم والغدر والشؤم والحرب والكراهية وأستعمال القوة المفرطة في تجيير المواقف المحلية والأقليمة لصالحها بغياب العقل والمنطق ، فالهياج والصخب والصراعات المريرة خلال دهاليز قبو القصرتمرْ بسرعات خاطفة رهيبة بشكلٍ خافت وبسرية تامة عليها خط أحمر ، ويتسرب خلال الصندوق الأسود أحياناً بعض من هذهِ المؤامرات وسرعان ما أن يخرج الأعلام الموجه في تكذيبهِ ، ويبقى الزيف لامعاً في الأفق لشدة الصراعات المؤطرة بالخيانة وفقدان الثقة حتى بين الأبن وأبيه أو الأخ وأخيه وتنقلب إلى ترجيديا مأساوية كما في أغتيال الملك الثالث فيصل آل سعود على يد أبناء أخيه .
    وأصلاً بنيت مملكة الكراهية بالسيف والحديد والنار فالمعارض يُرمى من الطائرة في الربع الخالي ، وكانت الفترة التأسيسية من 1920-إلى 1932 مليئة بالغزوات والحروب ولأكثر من ثلاثين حرباً تسعاً منها مع  المنافس"آل رشيد" في حائل ، وحدث صراعاً في عائلة آل رشيد في 1920 بين محمد أبن الطلال الرشيد وبين عبدالله المتعب أمير حائل الذي خسر المعركة وفرّ إلى الرياض  (دخيلاً) وسرعان ما أستلم الحكم أول ملك في 1932عبد العزيز آل سعود غدر بالدخيل الرشيدي و700 من قبيلته ومريديه وأتباعه نحراً بمكيدة غادرة في سنة 1946 في الرياض وهي أول أشارة على ما يحملهُ  الملك من أضطرابات نفسية مغلفة بالحقد والكراهية .
    ومن تحليلات الشخصية الملكية أنّ أغلب السبعة ينتخبون من كبار السن كما يقول المثل الشعبي العراقي (رحم الله من زار أو خفف) فالأول عبد العزيز آل سعود 77 عام والثاني ألأبن سعود أبن عبدالعزيز 67 عام والثالث فيصل 69 عام والرابع فهد 82 عام والخامس خالد 69 عام والسادس عبدالله أبن عبد العزيز 90 عام والسابع الحالي الملك سلمان أبن عبد العزيز 79 عام .
    والملاحظة الأخرى الأفراط بالهوس الجنسي الفرويدي الصحراوي ، فكلٌ منهم لم يفوّتْ حقهُ الشرعي من الكتاب والسنة فمثلاً الملك الأول عبد العزيز آل سعود تزوج من أكثر من 38 أمراة وأنجبن أكثر من 70 أبنٍ وأبنةٍ ، وعلى أساس الولد على سرّ أبيه فكلٌ منهم تزوج أربعة للتحالف مع القبائل وتقوية موقفهِ --- والباب مفتوحٌ مشرعنٌ في معاشرة وأيواء عشرات الجواري والسراري ومن ما ملكت أيمنكم فالأفراط في هذا النهج وتقدم العمريسرع بالرحيل وهي مسألة علمية .
    والملاحظة البارزة للسبعة الذين حكموا مملكة الكراهية مشغوفون ومهوسون (بالحرب) مثلاً الملك فهد أبن عبد العزيز أصبح عُرّاب البوابة الشرقية في النفخ في الطبل الأجوف صدام إلى أشعال وأستمرار الحرب بين العراق وأيران وهو صاحب المقولة الشهيرة  (منك الرجال ومنا الريال)، وكان للملك الخامس خالد أبن عبد العزيز والسادس عبدالله أبن عبد العزيز دور ماشة نار في تأجيج ما سمّي بالربيع العربي الي أدى إلى تخريب تونس وليبيا ومصر أضافة لدورهما في تقوية القاعدة بالسلاح والمال في أحتلال الموصل وصلاح الدين والأنبار في العراق وأدلب والرّقة في سوريا .
    وكان لسوء طالع الملك الجديد سلمان أن ينحر الشعب اليمني الحفاة العراة أصحاب بيوت الصفيح بقنابل النابالم وب180 طائرة ميراج وأف 16 و18 من أحدث الأسلحة الفرنسية والبريطانية والأمريكية تيمناً بأستلام كرسي الدم وظاهر الحال انّ الرجل فاقد للهوية القومية والدينية عندما كان على قمة الأستخبارات السعودية دكت أسرائيل غزه ولمدة 21 يوم والضحايا أكثر من ستة آلاف فلسطيني بين قتيلٍ وجريح ومفقود ماذا كان ردهُ؟ الجواب لدى ذاكرة تأريخ الشعوب المناضلة .
    ثمة شكوك ووساوس بأعماقي حول مصداقية ما كتبت وأذا بي أمام كتاب مهم ورهيب غمرني رضاً وقناعة وهو كتاب مملكة الكراهية للكاتب الأمريكي " دور غولد " ترجمة محمد جليد – بيروت – منشورات الجمل 2014 ، ويقع الكتاب ب 446 صفحة جُلّ فصولهِ حول عدوانية السعودية الوهابية وملوكها المصابين بلوثة عقلية ذبذباتها عقدة الكراهية والحقد على المثل والقيم وما توصلت أليها البشرية من أرثٍ حضاري ، يستعرض الكاتب رود حولد قراءة سايكولوجية للسلوك التأريخي للوهابية السعودية بحيث يوصلك إلى أنّ هذهِ الدولة مؤسسة على كراهية دينية تجعل من كل البشر أعداء ، وأنّ هذه العائلة المالكة الحاقدة لن تصمد بدون شرعنتها ببصمة مدرسة محمد عبد الوهاب وأبن تيمية ، وأنّ سمة " الشرك "التي ألصقها الشيخ محمد عبد الوهاب وأتباعه من بعده بكافة السالكين لغير طريقه أنطوت على على سونامي وطوفان تقذف بحممها في تدمير قبور الصحابة وأئمة البقيع وزوجات الرسول ، كما قام أحفادهم في 11-6-2014 في نسف الشواهد والرموز التأريخية في الموصل .

    عبد الجبار نوري/ستوكهولم/ السويد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media