زحفنا المُقدس وإشتراطات ألنصر
    الأحد 17 مايو / أيار 2015 - 22:32
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    مجموعة ارهابيين يسقطون محافظة بمجلسها وعشائرها وشرطتها والقوات الامنية المُرابطة فيها، يمثل انتكاسة جديدة  تستدعي التوقف وخطوة اخرى اثبتت فشل ستراتيجية الحكومة الامنية وأجبرتها على رفع قرارها الخاطيء بتجميد فصائل الحشد الشعبي ،، وعلى الرغم من سعادتنا بقرار إشراك الحشد الشعبي في تحرير الرمادي لكننا نطالب بأخذ  تعهدات مكتوبة من مجلس محافظة الانبار وقائمة اتحاد القوى، تعهدات تعتبر كل من يتطاول على أبناء الحشد بالكلمات الجارحة او يهدد باستخدام السلاح  كما حصل في تكريت  يعتبر خائن للوطن وفي خندق داعش،، ويجب ان يشمل  الاتفاق أيضا إشراك  قيادة الحشد في الترتيبات الامنية لما بعد التحرير،،،
    نحتاج الى ارادة سياسية واضحة تحمي كرامة ابناءنا من دواعش السياسة وتحمي ظهورهم من البنادق المأجورة،، خصوصا إن  هنالك اصوات في مجلس محافظة  الرمادي واعضاء من إتحاد القوى  يجب لجمها  لأنها لاتجيد الا المفردات الطائفية المُسيئة  لابناء الحشد الشعبي وفصائلهِ المقاومة ،... كما يجب  على حكومة السيد العبادي ان تترك خصوماتها الداخلية وعليها ان تتحرر من املاءات امريكا وحلفائها في المنطقة وان تُصدر قراراتها الوطنية بمعزل عن هذه الاملاءات والضغوطات التي اصبحت لاتطاق  وأن تستعين  بالاصدقاءِ والحلفاء وعلى رأسهم الجارة ايران التي اثبتت التجربة ان الجمهورية الاسلامية تُمثل عمقاً ستراتيجياً للعراق في حربِهِ ضد الارهاب ،،،
    ودعوة لكل الاخوة المُلتحقين بركب الحكومة والذين يحاولون ان يجعلوا من د. حيدر العبادي مُنقذاً لايُمكن انتقاده مثلما صنعوا من السيد المالكي زعيماً لايُخطيء ،،،، نريد أن نهمس في آذانهم،،،، حكومة د حيدر العبادي لم تتشكل بناء على استحقاق ديمقراطي أو رغبة شعبية،، بل جاءت بناء على صفقة داخلية وأقليمية ودولية ، كان يجب بموجبها أن يتم دعم العراق بالسلاح في معركته ضد الارهاب وان تتحرك قوى اقليمية وعربية لدعم العراق سياسياً واعلامياً واستخباراتياً  وكان يجب بموجب الصفقة  ايضا تخفيض سقف المطالب الكردية والسنية والعمل على تقوية الحكومة داخليا،،، وخلال الاشهر الماضية من عمر الحكومة تنصل الجميع من وعوده،،، لم تزودنا واشنطن بالسلاح ،، ولم تُدعم الحكومة سياسيا من الاقليم أو من دول الخليج،،، ولم ينخفض سقف المطالب الكردية بل ازداد الكٌرد  تمرداً على بغداد،،، ولم ترفع النخب السنية يدها عن خيار العنف والارهاب،،، لذلك فأن جمهور التحالف الوطني من عراقيي الوسط والجنوب لديهم خيارات اخرى مازالت قائمة،، وابناء الحشد الشعبي يراقبون سير الاحداث بحذرٍ  ولديهم خطوط حمراء لايمكن  للاخرين تجاوزها،،، ولاأعتقد انهم سيقبلون بان يكونوا بندقية عند الطلب،،، أو الطرف الاضعف في ظل استمرار أجندات التقسيم واصرار الشركاء على الاستقواء بالخارج،،،  وأنا هنا لا أُحمل د. حيدر العبادي لوحده مسؤولية مايحصل، بل انها مسؤولية جميع القوى السياسية التي تشكلت منها الحكومة،، اجواء سقوط الموصل تُعاد من جديد ،،، مدن مهددة بالانهيار  ، وقوى وطنية تقف على التل،، وحكومة تبدو  ضعيفة وغير قادرة على تغيير المعادلة ،،،
    امامنا فرصة حقيقة لايقاف هذا التداعي وإشراك  الحشد الشعبي لتغيير كل هذه المعادلات الخاطئة...  نحتاج الى توحيد الجهود لاستنهاض كل طاقات الوطن لهزيمة الارهاب ومشروعه الشيطاني بعيداً عن الخصومات وحسابات الربح والخسارة ،، لان الارهابيين لايفرقون بيننا ولان التأريخ والشعب لن يرحم احداً فرط بالوطن في زمن المحنة ......

    ابو فراس الحمداني
    كاتب واعلامي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media