فراسة البدوي وبعض شركاء الوطن
    الجمعة 22 مايو / أيار 2015 - 18:00
    جواد المطير
    يحكى ان شاباً آلتْ اليه زعامة قبيلته بعد وفاة والده اول ما فعله هو البحث عن اشخاص مهمتهم الخدمه في المضيف , عثر على ضالته بشاب بدوي متفرغ يجيد  الزراعه وركوب الخيل وعمل وتقديم القهوه ؛ بدء ذلك الشاب وابدع بكل ما كلف به عرف كل طبائع الشيخ وماذا يريد اصبحت بينهم رابطه قويه اخذ الشيخ يبادله الاحترام لأنه كان متفاعلاً مع الضيوف والاقارب اصبحت له خبره واخذ يبدي رأيه ببعض المسائل يشارك في المشوره ,, مرت سنوات والخادم يكبر شانه في نظر الشيخ وزواره , في احد الليالي نادى الشيخ على خادمه وقال له انت لم تفارقني طيلة هذه الفتره خدمتني ولبيت كل طلباتي ’ لكنني اريد اسألك  ماهو انبطاعك عني ؛ وما رأيك بتصرفاتي وافعالي مع عموم الناس ؟ همومهم ومشاكلهم وشكاويهم ؟  صمت الخادم والحيره تأخذه وقال للشيخ ( آني عندي كلام قوي بس اخاف احجيه و يزعلك اريد منك الامان والعهد ) قال له الشيخ : لك ما اردتْ , قال الخادم : من خلال قربي ومراقبتي اليك كل هذه الفتره تبين لي ومن خلال فراستي انك (( نغلْ )) ارتعدت فرائض الشيخ ازبد وارعد توعد وهدد , ذكره الخادم بالعهد وببرود هداه الى حل بسيط قال له : شيخنا اذهب الى والدتك واخبرها بالامر القي عليها البينه وهذا الامر يبقى سر بيننا ان شاء الله وانا مستعد لكل ما يترتب عليْ  في حالة كذبي في هذا الموضوع . ذهب الشيخ وافصح  لوالدته الامر , امتعضت كثيراً وهددت بالانتحار وقالت : ( انت مو ابن شيخ فلان , اذا يبقى الخادم يشتم الهوه ) قال لها يا والده : لماذا نقتل وتكبر المشكله ويعرف الناس الامور . لا احد يعرف  بألامر غير نحن الثلاث وانا من جانبي اعطيك الرأي والامان نحن نريد حقيقة الامر وكيف وصل الخادم لذلك ,, قالت له بعد ان اطرقت رأسها واصابها الانهيار التام : نعم يا ولدي الشيخ كان ذلك صحيحاً في احد السنين عندما كان والدك الشيخ في سفر ,, اصابت الشيخ صدمه كبيره انهارت قواه ووقع مغشياً عليه نادى بطلب الخادم واجلسه بقربه طمأنه وذكره بالعهد الذي بينهم وقال له  : اريد منك شيئان الاول ان يبقى هذا الموضوع سراً بيننا قال الخادم على العهد امراً وطاعه , والامر الثاني وارجوا ان تكون صريحاً وتخبرني كيف اهديت لهذا الامر , قال الخادم : تعرف يا شيخ بأني رجل بدوي املك الفراسه والنباهه وعرفت ذلك من خلال معاشرتي اياك فتصرفاتك وافعالك مع عشيرتك وضيوفك جعلتني على يقين تام بهذا الامر ,, قال : وكيف اهتديت له ؟ قال البدوي عندما تتعرض العشيره واعمامك الى تهديد او مشكله كبيره ارى في عيون الموجودين ذلك الاصرار والعزم والوعيد والثأر ارى عيونهم تكاد تخرج من مكانها وعند نظري اليك الاحظ برود اعصابك قلة عزمك اراك بعيداً عن همومهم وغالباً ما يكون رأيك مخالفاً لهم فقلت مع نفسي ان هذا الشيخ لا تربطه بأعمامه واخوانه وعشيرته رابطة العرق والاصاله لأن دمـــك بـــارد ولست حريصاً كما هو حرصهم وبعيد جداً عن اطوارهم واخلاقيات الزعامه والمشيخه , ( رباط السالفه ) الى كل من شرب ماء دجله والفرات واكل من خيرات  العراق وتربى وعاش على ترابه الى كل من شرب حليب الام العراقيه الطاهر الى كل العراقيين ديانات وقوميات واطياف وبدون استثناء من لم يقف مع العراق في هذه المحن والابتلاءات ومن يتأمر ويخون شرفه وعرضه ولا يحترق قلبه ودمه على العراق فحاله حال  ذلك الشيخ , فليبحث عن اصله وفصله ونسبه , وانا متأكد وعلى يقين تام انه من احفاد هند ومن سلالة معاويه وعمرو ابن العاص زياد ابن ابيه وصدام حسين ’ وغيرهم من الشواذ اللذين طرزوا التاريخ بالسواد والعهر والخيانه على مر الزمان ..

    جواد المطير 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media