دولة كلمن بكيفه
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 11:40
    أياد السماوي
    عندما زار رئيس الوزراء حيدر العبادي إقليم كردستان في 6 / 4 / 2015 , كنت قد وجّهت له رسالة مفتوحة جاء فيها ( بادئ ذي بدء هذه الرسالة موّجهة بالدرجة الأولى إلى إلرأي العام العراقي , ومبعث هذه الرسالة كما نزعم هي مصلحة بلدنا وشعبنا أولا وأخيرا , ولا يدّعي كاتب هذه الرسالة أنّه من المؤيدين أو المناصرين لسياسات حكومتك , أو حتى لحزبك الذي تنتمي إليه , لكن وكما تقول القاعدة الفقهية (الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها) , وليس هنالك ضرورة أكبر وأهم من المصلحة الوطنية العليا , خصوصا إذا كانت هذه المصلحة تتعلق بوحدة البلد أرضا وشعبا ففي هذه الحالة تكون مضاعفة , وقد تناقلت وسائل الإعلام يوم أمس خبر عن زيارة مرتقبة لكم إلى أربيل ولقاء مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان , من أجل التباحث حول جميع المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل , وجميعنا نعرف أنّ المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل شائكة ومتشعبّة ومن غير الممكن حلّها في لقاء واحد , حتى لو تجاوز عدد اللقاءات إلى الألف ما لم تتم الإجابة على سؤال واحد فقط من قبل جميع القيادات الكردية , وهو هل أنّ إقليم كردستان جزء من الدولة العراقية وتسري عليه سياساتها العامة وقوانينها النافذة ؟ فنحن نعتقد يا سيادة رئيس الوزراء أنّ الإجابة على هذا السؤال هو مفتاح الحل لكل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل ) .

    وها نحن يا جناب رئيس الوزراء نعيد عليك نفس السؤال , هل أنّ كردستان جزء من الدولة العراقية وتسري عليها سياساتها العامة ؟ , طبعا ليس بمقدورك يا جناب دولة الرئيس أن تقول نعم أنّ كردستان هي جزء من الدولة العراقية وتسري عليها سياسات الدولة العراقية العامة ومنها السياسة الخارجية , فجوابك بنعم سيكون مجالا للسخرية والتنّدر , فما حصل لوفد إقليم كردستان المشارك في منتدى دافوس الاقتصادي المقام في العاصمة الأردنية عمان , ولقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني برئيس دولة إسرائيل شمعون بيريز , يدعو للتوّقف عنده مليا , فمنذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة كنّا ولا زلنا ننبه إلى خطورة الزيارات التي يقوم بها رئيس إقليم كردستان إلى دول العالم المختلفة من دون أن يكون هنالك تنسيق مع الحكومة الاتحادية حول طبيعة وأهداف هذه الزيارات , وكنّا نقول باستمرار أنّ صلاحيات رئيس الإقليم الدستورية تنتهي عند حدود العراق الدوّلية , وكلّ ما يتعلّق خارج الحدود الدوّلية هو من اختصاص الحكومة الاتحادية باعتباره يمّثل السياسة الخارجية للدولة العراقية , ووصل الأمر إلى الحد الذي تستقبل فيه بعض الدول , شخصيات عراقية وكأنّها شخصيات رسمية تمّثل الحكومة العراقية , كالسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدر والسيد اياد علاوي حين كان خارج السلطة وحتى بعض الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي كالهاشمي والعيساوي , من دون أن تحرك الحكومة العراقية ساكنا أو تعترض على الحكومات التي تقوم بهذه التصرفات, التي تخدش السيادة الوطنية العراقية والمنافية للأعراف والقوانين الدوّلية , وبسبب سكوت وتغافل الحكومة الحالية والحكومات التي سبقتها على هذه التصرفات المخالفة للدستور العراقي والأعراف الدبلوماسية , لم تبقى دولة واحدة تحترم السيادة الوطنية العراقية , وأصبح رئيس الإقليم يصول ويجول ويعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية مع دول العالم وكأنّه رئيس دولة مستقلّة ذات سيادة , وكل هذا يتمّ على مرأى ومسمع الحكومة الاتحادية التي لم تحرّك ساكنا , وكذلك الحال بالنسبة للقيادات السياسية السنيّة التي هي الأخرى أصبحت تتصرف كما يتصرف رئيس حكومة إقليم كردستان , فها هم قادة السنّة السياسيين يصولون ويجولون في دول العالم المختلفة ويجرون اللقاءات مع حكومات هذه الدول ويتباحثون حول مستقبل العراق , ورئيس الوزراء ووزير خارجيته المفوّه لم ينبسوا ببنت شفه , وكأنهم لا يرون ولا يسمعون , والحقيقة لم أجد توصيفا دقيقا ينطبق على ما تناقلته وسائل الإعلام عن لقاء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع رئيس دولة إسرائيل شمعون بيريز وتصريحه للقناة الثانية الإسرائيلية عن أهمية إعادة العلاقات مع إسرائيل إلى سابق عهدها , غير توصيف ( دولة كلمن بكيفه ) .

    أياد السماوي
    المنتدى الإعلامي الحر في العراق
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media