السيد عمار الحكيم يؤكد ان العراق جسر للتواصل ونقطة التقاء دول المنطقة ويشدد على ضرورة الاهتمام بالنازحين وإزالة الالغام عن مناطقهم
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 17:58
    بغداد (الفرات نيوز) - أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان " المرحلة الحالية التي يمر بها العراق هي مرحلة مصيرية والمعركة فيها معركة وجود " ، مبينا ان " التشظي والتفكك ليس مشروعا وإنما سيأخذ العراقيين جميعا إلى الفوضى والتحديات الضخمة ، ومن شأنه خسارة جميع المكونات العراقية الكريمة " .
    وقال السيد عمار الحكيم خلال مهرجان الولاء للوطن الثالث لدعم القوات الأمنية والحشد الشعبي الذي عقد ببغداد اليوم السبت ، ان " العراق ليس أول دولة تتعرض الى مثل هذه التحديات والمشاكل وان التأريخ البشري ملىء بالتجارب لشعوب استطاعت ان تتجاوزها " ، مبينا ان" هناك الكثير من الدول التي تعيش التعدد المذهبي والطائفي لكنها تشهد الاستقرار والأمان ، داعيا القوى والمكونات العراقية الى التحدث بلغة الدفاع عن الوطن واتخاذ الخطوات الواضحة والصريحة ؛ لتجاوز الازمة وتعزيز اللحمة الوطنية ".
    واشار الى ان " اولويات المرحلة الحالية انما تتمثل في مواجهة التحدي الامني والسياسي والمجتمعي وبناء الدولة وتوفير الخدمات ، فضلا عن بقاء العراق متفاعلا ومؤثرا في علاقاته الاقليمية والدولية من خلال اقامة العلاقات الطيبة مع الدول العربية والإسلامية المحيطة ، وتخفيف مخاوفهم وهواجسهم من التجربة العراقية والاوضاع الداخلية للبلاد ، إضافة إلى تعميق الشراكة مع البيئة الإقليمية " .
    وشدد السيد عمار الحكيم على أن" التحدي الأمني انما يحتاج إلى رؤية إستراتيجية واضحة وسياسات وخطط ناجعة تبنى على اساس تلك الرؤية الاستراتيجية ، فضلا عن اولويات محددة في تحديد خارطة الطريق في مواجهة الارهاب ، مؤكدا الحاجة الى الادوات الكفوءة والوطنية والمهنية والشجاعة التي تقف وتذب عن الوطن ، و تنسيق الادوار وتكاملها بين المؤسسات الامنية المختلفة من الجيش والشرطة والحشد وابناء العشائر والبيشمركة ".
    كما دعا السيد عمار الحكيم الى "تسوية تاريخية و مشروع سياسي جامع ومطمئن ضمن سقف الدستور ، مبينا ان اي تسوية بين العراقيين يجب ان تبتني على مبدأ ماذا يعطي كل مكون لشركائه قبل ان يتساءل ماذا يأخذ " ، داعيا الى " تحقيق نظرية الربح للجميع وان يكون الجميع مرفوعي الرأس " .
    واكد الحاجة الى " رؤية شاملة لما يحصل عليه كل طرف وما يقدمه للشريك وتحديد ضمانات لكل المكونات في ان يلتزموا بإعطاء ما عليهم ان يعطوه ، مشددا على الحاجة ايضا الى ضمانات حقيقية في الاستقرار و الامن وفي الايمان بالعملية السياسية وفي الالتحام الوطني في بناء المشروع الوطني " ، مؤكدا على ضرورة ان " تكون مطالب الاطراف الوطنية ضمن اطار بناء دولة عصرية عادلة واشراك جميع المؤسسات في الدولة العراقية في هذا المشروع ، مبينا ان هناك من الخطوات ما هي تشريعات وعلى البرلمان ان يتحملها وهناك ما هي خطوات اجرائية يجب على الحكومة ان تتحملها ، وهناك ما هي خطوات قضائية على القضاء يجب ان يتحملها وهناك امور القوى السياسية معنية بها وهناك شؤون تخص منظمات المجتمع المدني وهناك امور تخص الاعلام وغيرها ويجب على الجميع ان يشارك ويفرز السلبيات والتحديات " .
    ودعا الى "معالجة مشكلة النازحين الذين يعيشون ظروفا صعبة فيما يخص معالجة مشاكلهم الآنية من حيث المسكن وتوفير الخدمات الضرورية لهم ، فضلا عن العمل والاستعداد لاعادتهم الى مناطقهم بعد تحريرها من داعش الاجرامية ، مؤكدا الحاجة الى عمل دؤوب وسريع لازاحة الالغام وتطهير المناطق المغتصبة منها ، مشددا على فلترة والتأكد من خلو المواطنين العائدين الى مناطقهم من الدواعش المندسين " ، داعيا الى " تعميق التعايش بين المكونات العراقية ومعالجة المشاكل والازمة المجتمعية بين المذاهب والقوميات التي شهدتها مناطق النزاع ، مشددا على وضع حد للتحريض الطائفي والقومي ومتابعة ورصد ومحاسبة بمن يقوم بمثل هذه النبرات الطائفية البغيضة ، داعيا وسائل الاعلام للقيام بدور كبير في ترسيخ ثقافة الاعتدال وتجنب المانشيتات المثيرة للاشكالات بين ابناء الشعب " .
    وبخصوص فتح باب الاستثمار ومكافحة الفساد وتنشيط القطاع الزراعي والصناعي دعا السيد عمار الحكيم الى" توفير الخدمات الملائمة لابناء الشعب كونها جزءاً مهما من ارضاء الشعب العراقي وشعوره بالكرامة الوطنية " ، لافتا الى ان " جزءاً من الحل الامني انما هو حل تنموي " ، مؤكدا الحاجة الى " خطوات واضحة في بناء الدولة من خلال الثورة الادارية و تخفيف العوائق والمعرقلات الاستثمارية عن طريق فتح باب الاستثمار واعطاء فرصة للمجتمع ان يتحرك ويتحمل بمسؤولياته ، مشددا على ضرورة الالتزام بمبادىء حقوق الانسان واحترام الحريات ومكافحة الفساد ورفع الحرمان وتنشيط القطاع الزراعي والصناعي وتوفير فرص العمل، حاثا على وضع الخطط والآليات المناسبة لمعالجة المشاكل والتحديات وتحسين الاوضاع في البلاد ."
    الى ذلك دعا السيد عمار الحكيم الى" بقاء العراق متفاعلا ومؤثرا في مجال العلاقات الاقليمية والدولية وبناء علاقات طيبة مع الدول العربية والإسلامية المحيطة ، والتخفيف من مخاوفهم وهواجسهم من التجربة العراقية وأوضاعها الداخلية وتعميق الشراكة مع البيئة الاقليمية " ، مشددا على ان " يكون للعراقيين كلمة واحدة ويتحدثون بمنطق واحد ولغة واحدة ومطلب عراقي وطني واحد ومن منطق القوة ".
    واكد السيد عمار الحكيم " قدرة العراق على تسهيل حل المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة وان يكون جسرا للتواصل بين دول المنطقة ومحطة التقاء"، مشددا على ان " يكون للعراق دور في تقريب وجهات النظر الاقليمية ، مؤكدا سماحته ان العراق سينهض وسينتصر على الارهاب ويبني دولة مؤسسات ، وان الشعب العراقي سيفتخر بدولة قادرة على ان تحميه وتقدم الرعاية والخدمات الملائمة له وتفوت الفرصة على اعداء العراق في تحقيق مآربه الدنيئة " .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media