بين سذاجة العقل القيادي الشيعي ...والدهاء السياسي الخؤون للكتل السنية ...!! -2-
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 20:57
    أ. د. حسين حامد حسين
    متى يفهم السيد حيدر العبادي انه ونتيجة لصمته وتخاذله السياسي في الرد على تحديات حواضن الدواعش في الاقليم والحكومة والبرلمان ، ومن يواليهم من بعض الكتل الشيعية، فانه أصبح اليوم سوى مصدرا مخيبا للامال العراقية ؟ وانه ضعيفا ومترددا ويفتقر الى الشكيمة وقرارات الحسم العسكري والسياسي ، والى درجة ، انه يسئ الى المنصب والسيادة العراقية ويخذل الجميع . بل ويساهم من حيث يعلم او لا يعلم ، في كسر روعة وبهاء انتصارات قواتنا المسلحة والحشد الشعبي؟ وان السيد حيدر العبادي ، وبكل المهارات والخبرات السياسية والقيادية القليلة التي يعتقد انه يمتلكها ، فانه لم يستطع الاعلان عن نفسه كقائد ممن كان يطالب به شعبنا . وان الادوار الكبرى التي كان يتطلع لها العراقيون في مجيئه ، قد خبت، لانها فشلت في خلق التأثيرات المضادة لمجابهة الاحداث الجسام ، وخصوصا لوقف الكتل السنية عند حدودها. وان هذه الهزائم "المفاجئة" للقوات العراقية الاخيرة في سقوط الرمادي، ماهي سوى ردود افعال تتسم باللامبالات بالسلطة وبوجوده بالذات لعدم قدرته على عقاب الخونة في القوات المسلحة . وان السيد العبادي ، أصبح دوره ليس سوى "ناعورا"، يدور حول نفسه، يملئ نفسه بالماء ، ثم لا يلبث ان يسفح هذا الماء جانبا ، ليستمر نحو نفس المسير!!؟؟؟
    معذرتي لكم يا سيادة رئيس الوزراء ، فليست مبادئ الديمقراطية وحدها من تجعلنا نكتب بغضب هكذا و بدم قلوبنا من اجل هذا الشعب المضيع، ولكنه أيضا، هذا القدر الذي يمسك بتلابيبكم ومكمما فمكم لاسكاتكم عن قول الحق، وواضعا القيود في اصفادكم ، ومانعا اياكم من الضرب بيد من حديد.
    يا سيادة رئيس الوزراء ، انت عراقي ، وواحد منا. وانت تعلم جيدا بسايكولوجية الفرد العراقي الذي اوصلته قناعاته منذ القدم ، ومنذ بدايات نضاله من اجل العيش بسلام ، وتطلعه لحسم الامور لصالح حقوقه من قبل حكامه، فيسمي "الامام" الذي لا يمتلك الكرامات و"الشارة" "أبو الخرك"......!! فاين عراقيتكم هذه في الامتثال لارادة هذا الشعب والرد على الخونة من هذه الكتل السنية البعثية ومن المتجحفلين معهم من بعض الكتل الشيعية، في هذا التماهي مع هؤلاء ، وعلى حساب الملايين العراقية من شيعة وسنة ومسيحيين ويزيديين وطوائف واديان اخرى غيرهم ، ممن يتطلعون لدوركم لفرض نتائج حاسمة من اجل شعبنا، وهل تحتاجون من يذكركم بمسؤولياتكم هذه؟؟  
    فيا ترى من تحاولون يا سيادة رئيس الوزراء أن تخدعوا ، أنفسكم ام العراقيين؟  فالنتيجة الوحيدة المؤسفة التي أوصلتمونا اليها ، هو أنكم لستم بالضبط من يحتاجه العراق في هذا الظرف العصيب!! فعلى الرغم من هذه الدماء الطاهرة التي استحالت الى سواقي في كل معركة شرف ، لم تجرؤا حتى على محاسبة ضابطا او حتى شرطيا أو جنديا واحدا من هؤلاء الخونة ممن كانوا مهيؤون نفسيا كخونة للتخلي عن شرفهم الوطني وعدم الثبات لمقاتلة الدواعش كما يفعل أبطالنا الشجعان في القوات المسلحة والحشد الشعبي ، بينما هو الواجب المطلق لهم من اجل افتداء الوطن والتراب والعرض والشرف . كما ولم تجرؤا أيضا في محاسبة خونة العراق من سياسيين ، لا يبالون بالشرف الوطني، ولكن ، يبدوا انهم قد سنحت لهم "فرصة" اشباع شغفهم عن ما كانت تمنعهم بعضا من الضوابط الاجتماعية ، لكن الفرصة حانت لهم اليوم ، لتكحيل عيونهم في رؤية ولقاء المجرم الصهيوني " بنيامين نيتنياهو" ومصافحته، بينما نجدهم الاكثر صخبا عن الوطنية والوطنيات ، فأي خذلان للوطنية هذه التي لا يستطيع من خلالها السيد رئيس الوزراء ، من محاسبة امثال هؤلاء؟؟؟ وهل في تمرير موقفا كهذا في عدم احالة هؤلاء للقضاء سيسعد شعبنا؟ وهل يستوي رجلا شهما وطنيا كنائب رئيس الوزراء السيد بهاء للاعرجي ، الذي ترك قاعة  المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البحر الميت بالأردن بعد حضور رئيس الوزراء الصهيوني " بنيامين نيتنياهو" ، بينما بقي الاخرون ، كرئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ونائب رئيس الجمهورية أياد علاوي وصالح المطلك وسليم الجبوري وغيرهم من شراذم البعث واستمروا في الجلسة. وهل يستطيع هؤلاء بعد كل الذي حصل ، ان يدعوا بان حزبه المتهرء يستطيع التحدث عن النضال من اجل استعادة فلسطين مثلا؟؟!!
    فمنذ بدايات مجيئكم لرئاسة الوزراء ، بعد تلك المؤامرة الخسيسة والانقلاب على الشرعية التي افتدى ديمقراطيتها وصنع ملحمتها ، الابطال العراقيون في خروجهم الى صناديق الاقتراع وتحديهم للارهاب ، لم نرى منكم جانبا "وطنيا" يعتد به شعبنا. بل على العكس كان تبنيكم لشعارات عار "المقبولية" التي بدأها شريككم في ذلك الانقلاب ، المجلس الاسلامي ، لم يحصد شعبنا من نتائج هذه "المقبولية" سوى نتائجا غير فاضلة ، تمثلت في اثارة غضب شعبنا وتحميلكم اياها نتائج اذلالكم لكرامته. فلقد جرحتم يا دكتور العبادي كرامة ملايين العراقيين في تخاذلك السياسي وعدم امتلاككم من حق في ذلك. فدعونا نستعرض معا بعض نتائج مقبوليتكم هذه:
     1- لقد انقلبتم على الحكومة المنتخبة وازحتموها من طريق من كان خائنا زنديقا يرفع شعارات سحب الثقة عن حكومة السيد المالكي ، لا لشيئ سوى ان المالكي ، كان شوكة في عيون هؤلاء جميعا ، وبعد أن اوصلتموه في تحالفاتكم المشبوهة الى نقطة اللارجعة سياسيا ، بينما المالكي باعتقاد الاكثرية من شعبنا ، هو التاج فوق رؤوس الجميع . لقد فعلتم ذلك لنصرة "السادة" المتخاذلون المتطلعون الى تقسيم العراق ، ومن قيادات السوء "تحت العالم الارضي" ، كالسادة رئيس الاقليم وعمار الحكيم ومقتدى الصدر واسامة النجيفي واياد علاوي وصالح المطلك وظافر العاني وحيدر الملا ، واخرون!! أفهذه الوطنية التي تفاخرون فيها؟ 
     2- المجيئ بوزير دفاع خائن ومنحاز الى طائفته ضد الشيعة ، فكان لكم ما أردتموه، أعقبها حصول انكسارات عسكرية ، كذلك في سعيه لافراغ وزارة الدفاع من القادة العسكريين الشيعة . 
    3- تنازلاتكم المهينة للاقليم من خلال اتفاقية نفطية ودفع التعويضات لهم ، في حين ، لم تجنوا من كل ذلك ، سوى لا مبالات بكم كرئاسة للحكومة ، واخرها، كانت "المصافحة" الحارة بين رئيس الاقليم ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتينياهو!! فهنيئا لشعبنا الضحك عليه . 
    4- تصرفكم بسياسة هوجاء ضد مصير شعبنا من خلال عدم مطالبتكم الاقليم بدفع موارد وحصص الحكومة الاتحادية من بيع الاقليم للنفط رغم اتفاقية العار فيما بينكما. 
    5- لقد قاد صمتكم الشائن الى تشجيع مسعود برزاني للاعلان جهرا الى اعادة علاقته مع اسرائيل وسعيه الى ما كانت عليه من عصر"ذهبي" في الثمانينات...!!
    6- تجاوزاتكم على مباديئ الدستور باعطاء الوعود للكتل السنية البعثية من خلال "عار" المصالحة ، والوعود باعادة النظر بقرارات دستورية كاجتثاث البعث والمسائلة والعدالة ارضاء لهم؟  وهنا نريد أن نطرح تساؤلا عليكم:
    ما الذي فعلته الحكومات من اضطهاد ومنذ 2003، للبعثيين لكي تكون هناك مصالحة معهم؟؟  في حين كانوا هم الة التدمير والخراب الذي حل بالعراق؟ فحتى قادة النظام المقبور من العسكريين الكبار لا يزالاون احياءا في السجون بعد وساطات الاقليم واخرون في الابقاء على حياتهم، وعلى الرغم من ادانتهم قضائيا؟ وهل تعتقدون يا رئيس الوزراء ، أن في اعدام المجرم صدام وأبنائه أوبرزان أوعلي حسن المجيد أوعبد حمود ، قد تم اعتباره "خطأ" ومسوغا للمصالحة مع البعثيين، او ربما كنوع من "اعتذار"؟  وماذا عن المقابر الجماعية؟ وماذا عن افراد الحرس الجمهوري قادة داعش اليوم الذين يذبحون العراقيين ؟ وماذا عن حواضنهم من الكتل البعثية في البرلمان والحكومة وما يفعلونه بالشرفاء الخيرين من العراقيين اليوم ؟ وماذا عن دعواتهم الى عدم اشراك الحشد الشعبي لتحرير الاراضي العراقية؟ وهل هؤلاء الجبناء جديرون بالمصالحة ، لا لشيئ ، سوى ان الادارة الامريكية قد أمرت بذلك؟ فهل ولائكم يا حيدر العبادي ، "يا رئيس الوزراء العراقي" ، اهو للعراق أم للولايات التحدة؟ وبمن أنتم تأتمرون، أبسلطة الشعب ام بسلطة ادارة الرئيس اوباما؟؟  وماذا عن خضوعكم المطلق للادارة الامريكية ، وكأن الحياة والموت والفناء والبقاء ليس لله العلي القدير سبحانه وحده، بل لادارة الرئيس اوباما؟؟  
    7-  لقد وصل الحد في الاسفاف ان يتم رفع شعار "المقبولية" ، الى التعامل مع المضحين من ابطال الحشد الشعبي ، تعاملا سلبيا وانتقائيا وفوقيا من اجل كسر معنوياتهم . والى درجة سمحتم لانفسكم الى السكوت على تصريحات الخائن اثيل النجيفي الذي كان السبب الاول في سقوط الموصل ، سمحتم له ان يعلن ، انه سوف لن "يسمح" لدخول الحشد الشعبي لتحرير الموصل؟  
      8-  سماحكم لمنطلقات الكتل السنية الهادفة لتقسيم العراق والتزامكم بالسكوت امام مطالب الكتل السنية وخصوصا مطلب الاقليم السني ، كان شعار "المقبولية" واحدا من اهدافها . 
    9- واستمراركم في تسليح العشائر من حواضن داعش في الانبار على الرغم من ادراك حقيقتهم انهم خونة داعش وأنهم سيبيعون السلاح لنصرتهم.
    يبقى الحديث ذو شجون ، يا سيادة رئيس الوزراء. لكننا سنبقى بعون الله تعالى ، غاضبون ونكتب عن كل اسائة لشعبنا نجدها تمثل منطلقا لدعم الكتل السنية البعثية وجحافل المنتفعين منهم على حساب سلامة العراق ووحدته. فهذا أقل ما يمكن ان نقف به مع شعبنا ، حتى يأتي الله تعالى بأمره، وهو خير الناصرين .
    حماك الله يا عراقنا السامق ... 
     
        
    الجزء الأول من المقال
    1. بين سذاجة العقل القيادي الشيعي ... ودهاء السياسة الخؤونة للكتل السنية ...!!! - أ. د. حسين حامد حسين
      21/05/2015 - 20:46 مقالات
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media