لا يختلف اغلب ساسة العراق من كل الأطراف  بعضهم عن البعض الآخر. يتساوى بعضهم في الخسة والدناءة والدونية والتآمر والخضوع وعدم تحقيقهم إي منجزات لناخبيهم ، لكن ساسة السنة منذ إطاحة صدام للان قدموا لناخبيهم  "منجزات" لم يتمكن  الآخرون  من تحقيقها لناخبيهم . تسلم ساسة السنة ومرجعياتهم الدينية مدنهم بعد إطاحة حبيبهم  صدام عامرة ، لم تطلق في اغلبها إطلاقه واحدة ، لأنهم سلموا مدنهم للجيش الأمريكي  دون قتال .

 أول منجزات ساسة السنة هذا الخراب والدمار في مدنهم ، ما جرى في الموصل من تدمير  تام للآثار والمراقد والجوامع والمزارات الدينية يكفي لقياس حجم الكارثة .

ثاني منجزاتهم النزوح الكبير والتشرد لأغلب سكان مدنهم وما يصاحب التشرد من ذل وجوع وبؤس ، لكن المفيد في هذه الحالة ان من نزحوا لمناطق الشيعة تبين لهم حجم الكذب والتضليل الذي سمعوه من ساستهم ، لما لاقوه من احتضان وحفاوة وكرم  .

 ثالث منجزاتهم ألكم الكبير من الجرائم التي ارتكبت بحق سكان محافظاتهم وما ينتج عن هذه الجرائم من أعداد من القتلى والشهداء وأفواج من الأيتام والأرامل .

 رابع منجزاتهم بحاجة إلى توضيح ، بعد طرد تنظيم القاعدة من الرمادي اكتشف ساسة الرمادي الحجم الكبير لمأساة منعتهم الأعراف من الإعلان عنها ، في الرمادي وحدها خلفت القاعدة أكثر من ثلاثة آلاف لَقيط "نغل"،  ادعت أمهات هؤلاء أنهن تزوجن قسرا أو اغتصبن من قبل أفراد التنظيم .
ترى كم ستكون أعداد اللقطاء "النغولة "بعد أن تتحرر مدنهم من الدواعش ؟.

خامس منجزاتهم حالة العداوة بين العشائر والانشقاق بين أفراد العشيرة الواحدة بين مؤيد لداعش ومعارض لها . وكلما كثرت حالات القتل والسبي والاغتصاب تزداد العداوة ، هذه الحالة تحديدا سوف لن تسمح بعودة حالة التعايش والاستقرار السابقة التي نعمت بها مناطقهم .

سادس منجزاتهم  وأخطرها تمدد  الفكر التكفيري  الذي سبب كل ما سبق من جرائم بين سكان مناطقهم ، وما سبب ويسبب من حالة التنافر والتقاتل الطائفي وتكفير الغير . هذه الحالة تحديداً سوف لن تنتهي بسرعة وستظل آثارها لزمن بعيد.

سابع منجزاتهم هو ضرب حالة التوافق وحالة النضال المشترك بين الكورد والشيعة ، وما صاحب هذه الحالة من توتر بين ساسة الإقليم وبعض ساسة الشيعة ، مما سمح بوجود المحرضين على القتل والفتنة ينعمون في الأمن بأربيل .

رفع ساسة السنة يافطات طائفية ،حتى ان الطائفيين المكشوفين من ساسة السنة وشيوخ دين  طالبوا بعدم دخول الشيعة مدنهم تحت شعار ممنوع دخول عبد الزهرة الانبار .

من منجزات ساسة السنة الحقيقية وفق مبدأ رب ضارة نافعة إنهم نتيجة لسياستهم الحمقاء التي مارسوها أحدثوا فرزا بين من يريدون وحدة العراق والتآخي والمواطنة وبين غيرهم . سياستهم وحدت اغلب العراقيين وكشفوا حجم المؤامرات التي مورست والتي تمارس من اجل مصالح ضيقة لأشخاص ينفذون أجندات خارجية .

ستون ألف عبد ألزهره سيحررون الانبار ، ليس بعنوانهم الطائفي الذي أراده البعض في ساحات أنجبت داعش ، وإنما بعنوانهم الوطني ، تحت خيمة كبيرة ضمت أبناء الوطن من كل الشرائح وهي الحشد الشعبي ، الذي أضحى  أمل كل العراقيين في دحر الإرهاب والإرهابيين. وسحق الساسة الفاسدين والمتآمرين من كل الأطراف . رسمت دماء أبناء الحشد الشعبي خارطة لوطن اتسع لعبد ألزهره وعمر ونجدت وخدر وآشور وجوزيف وزهرون ودلشاد .هؤلاء الذين ضمهم الوطن من قبل في رخائه وضمد  جراحهم وانتخاهم في شدته ولبوا النداء ليصدوا ويردوا قادرون الشيشاني و عبد العزيز السعودي والحمودي التونسي والحمارنه الأردني والليبي والفلسطيني والصيني وثيران العشائر العراقية ومخلفات البعث ، كل هؤلاء أقاموا ويقيمون دولة تكفيرستان  التي كان لساسة السنة السبب الأول في وجودها .

لا أعفي ساسة الشيعة من المسؤولية لان اغلبهم شركاء  في الجريمة ،  بسبب سكوتهم وجبن البعض وتخاذلهم  وعمل البعض على إنشاء إمبراطوريات مالية . نهاية كل هؤلاء على يد أبطال الحشد الشعبي بعدما ينتهوا من تصفية داعش .

"إذا نسيت أنك أسد فلن ينسوا أنهم كلاب "

السبت 23 / 5 / 2015
Hassan.a.alkhafaji@gmail.com