قراءة الشعوب تُغني عن المكتوب؟!!*
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 22:20
    د. صادق السامرائي
    الأمة تمرّ بظروف صعبة وقاهرة , وهذا أمر لا جدال فيه.
    فهل تستكين؟
    وهل لإنسانها أن يعلن الحداد على نفسه ويتوارى ويستهين؟!!
    الأمم تواجه تحديات مصيرية , وأمتنا تواصلت في مسيرة المواجهات القاسية  لمئات القرون , وعشراتها . وأمم الأرض واجهت أدهى وأقسى مما يحصل في ديارنا.
    وفي التأريخ القريب , أثناء الحرب العالمية الثانية , عانت أمم وشعوب الويلات الجسام , والخراب والدمار , وذاقت الموت الزؤام , لكنها تجاوزتها وإنطلقت في ميادين صناعة الحياة , وتعلمت أن القوة في التعايش والتكافل والسلام.
    فما عانته دول أوربا من الصراعات والحروب لا يقارن بما تعيشه المنطقة الآن , لكن الإعلام السلبي , والحرب النفسية الشعواء , التي تشن من جميع الوسائل والمواقع والجهات والأبواق والأقلام , تلعب دورها السلبي القاتل في تحطيم الوجود وإبادة الإنسان.
    فلا أفظع من هجمة المغول التتار على هذه الأمة  , لكنها تجاوزتها وإنتصرت عليه , ومثلما إستنهض "قطز" الأمة من حضيض يأسها وإبلاسها ورعبها , ستلد الأمة مَن ينتشلها من واقعها القاسي الذي تعانيه وتتضمّخ فيه.
    الأمة ستنتصر حتما , لأن معادلات السلوك الإنساني تقضي بذلك , ولا يمكن لهجمة أن تطول وتتطور , فإرادة الوعي أقوى من إرادة التداعي والخمول , وصوت الحق يظهر مهما تعالى الضجيج , والبشرية تصنع مسيرتها بما فيها من طاقات وقدرات وتضحيات.
    مشكلة الأمة في يأسها وكآبتها وآليات الإستثمار في أحزانها ومحنها , وجوهر سوء أحوالها في قياداتها , التي وُجِدَت لتعاديها لا لتحقيق تطلعاتها وأمانيها.
    لكن الشعوب تنتصر على قياداتها , فالصاعد هابط , والمحصلة النهائية , أن التفاؤل يحقق مشاريعه المتوهجة بالآمال والأحلام والأهداف النبيلة السامية.
    ولن ينهزم الإنسان , ولا بد للحياة أن تستقيم , وتنكمش إمتداداتها المتطرفة إلى مركز ذاتها السائد.
    وبمقارنة بسيطة بين ما جرى لمدينة وارسو في الحرب العالمية الثانية , وما هي عليه الآن , تتأكد الحياة للإنسان , والمسيرة بما فيها من آلام وتضحيات , تلد الإبداع والمحبة والسلام!!

    د-صادق السامرائي

    *من وحي تعليق الأستاذ الأسدي على مقالة "نريد حلا" , قبل أن يصحح كلمة "الويلات".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media