تكنولوجيا نووية وأخرى . . .
    السبت 23 مايو / أيار 2015 - 22:21
    كاظم فنجان الحمامي
    أدركت الدول النامية أن اقتران نقل التكنولوجيا بمسألة التصنيع والإنتاج يعد علاجاً لمشاكل التخلف، وعاملاً أساسياً يسمح بسد الفجوات التكنولوجية القائمة بينها وبين الدول المتقدمة، فتولدت لديها قناعات قوية بالدور الحاسم الذي تلعبه التكنولوجيا في عملية التنمية، لأنها تمثل القفزة المصيرية اللازمة لإعادة إنتاج الحضارة، ولهذا فإن الاستمرارية الحضارية للأمة. أي قدرتها على استعادة مجدها والحفاظ على وجودها. رهن بالفعالية التكنولوجية. أما ضمور القدرات التكنولوجية فيؤدي إلى الاغتراب والاضمحلال الحضاري، وهكذا يصبح الإبداع التكنولوجي الذاتي من أقوى أدوات النهوض الحضاري، وتصبح المطالبة بنقل التكنولوجيا النووية من أهم حقوق البلدان الساعية نحو الاستعانة بالطاقة التي لا تنضب في المجالات السلمية، وما أكثر الأقطار النامية التي استفادت كثيراً من التكنولوجيا النووية في مجالات الزراعة والصناعة والصحة والبيئة. لكننا لا نجد مثل هذا التوجه في سياسات البلدان العربية المترفة والمتبطرة، التي اقتصرت أنشطتها في تغذية منابع الإرهاب، وفي ممارسة الرذيلة ونقل التكنولوجيا المنوية.
    المؤسف في هذا الموضوع، حسبما ذكرته الفضائيات العربية، ونشرته صحيفة (الأحداث) المغربية، هو الوجهة الجديدة التي أصبحت تستقطب الفتيات المغربيات، فقد أضحت (إسرائيل) هي الوكر المتخصص باستجلاب المغربيات عبر المنافذ المصرية، ولعل ما كشفت عنه قضية ضبط شبكة لتهجير الفتيات المغربيات مؤخراً، يعد أخطر إفرازات التكنولوجيا المنوية.
    من ناحية أخرى تشير التقارير إلى قيام شبكات متخصصة بتهجير آلاف الفتيات المغربيات إلى مختلف دول الخليج العربي، التي اعتادت على استقبال الأعداد الهائلة للعمل في الملاهي الليلية بصيغة عقود عمل صورية. تقضي بتشغيلهن في وظائف مختلفة، كالعمل في الفنادق وصالات الحلاقة، أو كمساعدات طبيات، أو العمل في البيوت وبالخصوص لدى العائلات الراقية، قبل التحول نحو ممارسة مهام أخرى مرتبطة بموضوع التكنولوجيا المنوية.
    وأجمعت معظم الصحف العربية على أن 90% من الأوكرانيات الوافدات على الخليج يمتهن الرذيلة، كما رسمت (جوي نغوري إيزيلو)، المقررة الأممية المعنية بالاتجار بالبشر، صورة قاتمة عن الأوربيات (الشرقيات، اللواتي يعملن بالدعارة في المدن الخليجية الكبرى، وعلى رأسها (دبي)، التي تبدي تساهلاً كبيراً في هذا الشأن. فقوانين بعض الدول العربية المتظاهرة بالتشدد، تخفي تحتها عالما واسعا من تجارة الرقيق الأبيض. حتى باتت مدن الإمارات مقصداً ليلياً للباحثين عن المتعة الجنسية الرخيصة، حيث تنتشر بائعات الهوى من الفتيات الأوربيات الشرقيات في الشوارع والفنادق، جنباً لجنب مع مثيلاتهن من البلدان العربية.
    أرأيتم كيف برعت البلدان العربية في التكنولوجيا المنوية ؟، وكيف تحولت مدنها إلى مستودعات إقليمية لنشر الرذيلة ؟. وكيف صارت في الوقت نفسه من أوسع الأوكار المتخصصة بتصدير الإرهاب الطائفي في كل الاتجاهات. فالمتاجرة بالفقه المخيف، والمتاجرة بالجنس اللطيف وجهان لعملة واحدة في البلدان، التي صارت فيها أسواق التكنولوجيا المنوية أوسع وأكبر وأضخم من دكاكين التكنولوجيا النووية.
    والله يستر من الجايات.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media