"الدويلات" العراقية في دافوس
    الأحد 24 مايو / أيار 2015 - 10:36
    بغداد (المسلة) - تهافت زعماء عراقيون لحضور مؤتمر دافوس في الأردن تهافت "الزنابير" على العسل، فيما الإرهاب يتمدّد في بلادهم.

    يعود الوزراء والمسؤولون الى بلدانهم لأدنى مشكلة، لمواساة الشعب، والسير على النسق الذي يتطلبه الحدث. لكن المسؤولين العراقيين يشكلون استثناءً، فلم يعد يهمهم الحدث الجلل في بلدهم، فيجدون في دافوس ما يرضي الغرور والجوع، الى الجاه والاهتمام.

    ممثل حكومي واحد، هو رئاسة الوزراء والخارجية، كان سيكفي ممثلاً للعراق في دافوس، تجنبا لهدر المال في وقت لم يعد في الخزينة راتبا لمقاتل، او لشراء سلاح.

    ماذا فعل هؤلاء على هامش مؤتمر الاعمال، وما الذي حققوه سوى اجترار الاجتماعات والتفاهمات، فهذه الدولة تبدي التعاطف مع العراق، والأخرى تؤكد الاستعداد لتسليحه، والأخرى تندد بتنظيم داعش، والرابعة تؤكد الدعم المطلق.

    لقد حضر المئات من كبار رجال الأعمال في الشرق الأوسط الى الأردن، لأجل مصالحهم، لا لأجل مصلحتك يا وزير، ويا نائب، وكانت مصلحتك تقتضي البقاء في بلدك لتشارك في حل مشاكل المهجرين، على الأقل، ان لم تكن قريبا مما يحدث في الجبهات.

    لقد افسدتم المشاركة العراقية، وأثبتم العالم ان العراق بلد مقسم، يتحكم فيه زعماء طوائف، ولهذا فقدتم احترام تلك الدول لكن ولبلدكم، وجعلتم من المواطن العراقي مثل راكب البحر،  إن سلم من الغرق لم يسلم من المخاوف.

    لن تنفعكم منتجعات شواطئ البحر الميت، ولا الحوارات مع رجال الاعمال، الذين يبحثون عن المال، ويضيقون ذرعا بكم اذا ما وجدوا بلدكم، بيئة غير مهيّئة للاستثمار.

    ومربط الفرس، ان دافوس سوف يطردكم على ابوابه في العام القادم، اذا ما تمدّد داعش في بلدكم، واستولى على مدنكم، ليحتل كراسيكم في دافوس، من يلبي حاجات تجار المنتدى، اكثر منكم، حتى ولو كان داعش ذاته.

    وليس الرأي بعد اليوم، الجلاء عن الوطن، في المنتديات والفنادق، وليس من الحكمة، إبقاؤه على ما هو عليه من سوء الحال وقسوة الهجمة التي يتعرض لها، كما ان "التنّزه" في دافوس، يقتضي النظر في الأسلوب الذي يعالج فيه المسؤولون، "اللا مسؤولون"، الوضع العراقي القلق.

    والختام.. تدوينة لـ"عراقي" يعبّر فيها بعفوية عن مشاعر العراقيين من الفتح العراقي في دافوس:

    "اكثر دولة في العالم ارسلت مسؤولين في مؤتمر دافوس للاقتصاد، هي العراق، من المطلك الى بهاء الاعرجي واياد علاوي وسليم الجبوري، وبيان جبر، ومسعود برزاني، وآخرين كثر، الوفد (محتاج) الى ابو علي الجايجي ومحمد الكصاب".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media