ينرادلـهه .. صفنة !
    الأثنين 25 مايو / أيار 2015 - 00:21
    حسن أحمد
    قال ناصح : خداع الناس اسهل من اقناعهم انهم قد تم خداعهم .

    والصفنة في المصطلح الشعبي  .. تعني التدّبُر في مسارات الامور وعواقبها , ومئالات  الخطط والبرامج والتدابير في ادارة مؤسسات دولة مثل العراق .. ولهذا استحدثت الدول مراكز الدراسات ..  ومؤسسات الاستطلاع لقياس الراي العام  والوقوف على مؤشراته .. كمرتكزاَ اساسيا في توجيه صانعي القرار في عالمنا المعاصر , وفي كافة المجالات .. ولقد ورد في الاثر عن النبي الاكرم (ص) , وقد طلب منه اعرابي النصيحة , وكرر طلبه على النبي لثلاث مرات .. فقال (ص) : (إذا همّمّت بأمرٍ فتدبّر عاقبته )  ..  قطعاً التدبُّر من كلمة الدُبر , وهوما يُقابل وجه الامر , والحديث يوصي بالنظر في عواقب الامور .. ولعلي (ع) : إن الفتن اذا اقبلت شبّهّت , وإذا أدبرت نبّهّت .

    بعد هذه المقدمة .. اقول اننا وقعنا في بحر من الازمات والفتن منذ التغيير والى اليوم .. ويُفترَض بالدولة ومؤسساتها البحثية ومجلس الوزراء صانع القرار فيها , انه قد اخذ الدروس والعبر من هذا الكم الكبير من الازمات والفتن التي مرّت بالبلاد , وبالخصوص عصابا داعش والصدمة الكبيرة في سقوط محافظة نينوى .. والتي فضحت الاشتباه الفضيع الذي وقع فيه صانع القرار الامني آنئذ .. لكن وان لم يكن للحكومة من عذر في الذي حصل .. يُفتَّرّض انها اخذت درسا بليغا ونبهتها لما كانت غافلة عنه او مشتبهة فيه من احترازات واحتياطات .. والذي حصل ان تكرر نفس السيناريو وسقطت محافظة اخرى هي الانبار !  هنا .. يحتاج للحكومة ورئيسها صفنة عميقة جدا وان تطرح الكثير من الاسئلة حول ذالك .. اين الخلل في العدة والعدد , او في نوعية الرجال القادة ؟؟! وهل ما جرى من حركة لحكومة السيد العبادي في الاشهر الماضية كان في المسار الصحيح ؟  هل يجب اعادة النظر في العلاقة مع اميركا الحليف الكاذب دوما , والتوجّه بحلف ستراتيجي مع روسيا صاحبة المصداقية في التعامل مع العراق ؟ هل القادة الكرد صادقون في تعاملهم مع بغداد ام انهم حليف المكائد والمؤامرات عليها ؟ هل قادة العرب السنة المتصدين للمشهد وجماعة الفنادق خمس نجوم .. يُنفّذّون مايريده الخارج - الخليج وتركيا - ومن منطلق طائفي لزعزعة الاوضاع في العراق مادام يحكمه  (حسب زعمهم المكوّن الشيعي )  ام انه خلاف ذلك ؟ والدلائل لاتُبرّء ساحتهم وهم العملاء في العلن !! مالحل اذن ؟ هل يجب اعادة النظر بالمحاصصة الكارثة واللجوء الى الديمقراطية الحقيقية ( قرار الاغلبية في الحكم ) يصحّحّْ مسارها معارضة ايجابية في الظل ؟ هل الدستور ذو القراءات المختلفة من قبل كاتبيه الفعليين -الموجودين حاليا -   هو المشكلة الاولى في العراق , ويجب اعادة النظر في الكثير من تفاصيله ؟ والسؤال الاخير : لولا الحشد الشعبي المقدس الى أين انتهت بغداد وحكومتها؟

    لك الله يابغداد

    المهندس حسن احمد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media