لماذا فقدنا الموصل والأنبار بدقائق ؟؟؟!!!
    الأثنين 25 مايو / أيار 2015 - 00:22
    عبد الجبار نوري
    وآمنا بعدم الأستغراب لكون الحروب سجال مرّة لك ومرّة عليك ، ولكن بهذه السرعة الخاطفة يختزل بها الزمن وتنزل الفاجعة بالهزيمة المنكرة التي هي واحدة من مدلهمات وعوادي الزمن التي تركتْ شرخاً عميقاً في الذاكرة العراقية طالما هناك حياة في كوكبنا ، وللحقيقة المرّة لا يمكن هضمها ولا أستيعابها ، ولم ولن تحدث مع أية دويلة في أحدى جزر المحيط الهادي النائية أو في غابات الأمزون ، فتعرض وطننا لسونامي كاسح مدمر من قطعان وبهائم أرهابية متوحشة خارج التغطية الحضارية والأنسانية تحمل السيف بيد والمعول باليد الأخرى وأستعملت نظرية الأرض المحروقة لأزالة الحرث والنسل والمقابر الجماعية بالأستنساخ البعثي ، وتكفير الجميع وهدر دمائها ، ومرّ أجتياح موجات الجراد بأسرع زمن قياسي غير مسبوق في عالم الحروب ولغة الزمن لم نشاهدها في صفحات تأريخ الشعوب مهما كان العدو ومهما كانت الأمة الخاسرة ومن الصعوبة تشخيص أسباب هذا الأندحار والهزيمة النكراء آلا بتشكيل خلية أزمة مكونة من فطاحل علماء النفس السايكولوجي ومدوني التأريخ البشري وقادة عساكر وضباط العالم الأحياء منهم والأموات لكي نكتشف ما وراء الأكمة من أسباب رفض العراقي لهويته الوطنية والأنسلاخ من أبناء جلدته وعمومته وحتى أسرته بهروبهم إلى أربيل وعمان وترك محارمهم وأعراضهم وممتلكاتهم وسلاحهم للعدو، (قالت وزارة الدفاع الأمريكية  : أنّ الجيش العراقي خلف وراءه عند هزيمته من الرمادي ستة دبابات معظمها صالحة للأستخدام ، وعدد مماثل من المدافع الثقيلة إلى جانب عشرات ناقلات الجند ، وما يقارب المئة عربة هامفي مدرعة ، والأخطر من ذلك كميات غير معروفة من الذخائر والأعتدة الخفيفة والمتوسطة ) ومن تسريباتٍ خبرية منتشرة على أن الشرطة المحلية وأبناء العشائر المتطوعين لحماية أرضهم وعرضهم قد باعوا أسلحتهم لداعش وفق صفقة مشبوهة تلعنها شياطين الأرض والسماء ، ومن خضم فلسفة هذه الأرهاصات أستعرض بعض من هذهِ الأسباب وأترك لقناعة القاريء المجال لأنّها قابلة للصح والخطأ :
    1-العقيدة / ومهما كانت هذه العقيدة خيّرةٍ أم شريرةٍ فهي تعمل عملها الديناميكي في التأثيرعلى غسل أدمغة المقاتل فيكون روبوت أسير قادتهِ يسيرونهُ كيفما يشاؤون ، فكيف تمكنت النازية من أجتياح العالم بموافقة ( الرايخشتاغ ) وتأييد 80 مليون ألماني، والحروب الصليبية حين  دفعتْ الكنيسة  الناس ممنية لهم صكوك الغفران فأندفع آلاف المقاتلين المسيحيين بحجة حماية بيت المقدس ، واليوم داعش الأرهابي تمكن من سلب أرادة مؤيديها وتنويمهم مغناطيسياً بأيهامهم بسراب الهوس الجنسي بأنتظاره سبعة عشر حورية ، ولم أستغرب عند سماع أخبار أحتلال الأنبار  بستين أنتحاري فهذه الأدلجة السلبية الشيطانية ترقى إلى دافع شديد ومشوّق لأداء مهمته ولا يجد سوى  أعطاءالموت الزئام  مقابل أوهام سرابية لا وجود لها ألا في عقولهم العفنة .
    أما العقيدة العسكرية والسياسية والمهنية مفقودة عند الجيش العراقي لأن أفراده من جيش العاطلين الذي وجد جميع الأبواب مقفلة أمامه فوجد العسكرية باباً من أبواب الرزق لذا شاهدنا هروب 20 ألف من الشرطة المحلية تخلت من سلاحها وعتادها تاركة أرض المعركة من أول طلقة من داعش .
    أما الجانب المشرق الذي ظهر على مقاتلي جيشنا وبروز تغيير نوعي في تشكيلاتهِ بعد سقوط الموصل بتطعيم الجيش العراقي برتلين {عقائديين هما { الحشد الشعبي والبشمركه } ---- فالحشد الشعبي دخل سوح الجهاد والقتال بفتوى الجهاد الكفائى الصادر من المرجعية الرشيدة في 9-6-2014 دخلت معترك الشرف للدفاع عن الأرض والعرض ونيل الشهادة بها فحررالحشد آمرلي وجرف الصخر  وبيجي والمصفى والطارمية وحزام بغداد وجبال حمرين وصلاح الدين وتكريت  وهم اليوم زحفوا بكل شجاعة وأقتدار لتحرير الأنبار --- أما قوات البشمركة أبطال الجبال الأشداء والمؤدلجين بهدف تحرير شعبهم الأربعين مليون والممزق بين أربعة دول شوفينية ، وسجلوا أنتصارات في تحرير قرى جنوب كركوك وسهل نينوى وهم اليوم يقتربون من تخوم الموصل .
    2-الأشاعة / : أنّها سلاح رهيب لا ترى بالعين المجردة ذات مفعول فتاك ، تعتمد في الحروب ضمن فيلق الأعلام أو خلال الرتل الخامس ، فهي تشكل 50 % من المعركة لأنّها فن صناعة الكذب ضمن منظومة فكرية كمدرسة يكون فيها المتخرج كادر متخصص في مجال حرب التسقيط ، ولأنّها لا تخضع للقواعد الأخلاقية وقيم الفروسية ولأنّها أصلاً شرعنت من قبل رواد الحروب ومريديها ، وأكتسبت مؤخراً صبغة الحداثة في صناعة الأشاعة بأشكالٍ أكثر دقة وفن في صناعة الدعاية الموجهة المتلازمة مع موجة الأتصالات الألكترونية والتواصل الجتماعي  (الفيسبوك والتويتر ) والأقمار الصناعية وطائرات بدون طيار، فهي الفلسفة المسيطرة في الحروب ، وأدرك الساسة والعسكريون والأعلاميون وعلماء النفس { أنّ الهزيمة الحقيقية ليست الهزيمة العسكرية لوحدها بل وجوب خلق أنهيارات نفسية ومعنوية لدى الجانب الآخر لرفع الرايات البيضاء، لذا قالوا في الأشاعة ( الأشاعة أفعى تفقس في أعشاش العدو ويربيها الجهلة في بيوتهم ) .
    3- الخلايا النائمة والمستيقضة والحواضن التي ترعى الأرهابيين وتؤويهم وتلمع صورتهم البشعة ضمن نضال فنادق اربيل وعمان في حين نرى الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي اجراء ضد هذه الخلايا السرطانية في جسم الدولة العراقية ، وشاهد الجميع أحتفال الجمهور الموصلي بأنتصار داعش في الرمادي --- وأتساءل هنا هل أن 5-2 مليون من سكان الموصل غير عراقيين حتى يمزقوا هويتهم الوطنية ويبتهجو في قضم داعش الغريب ربع مساحة وطنهم العراق ؟؟؟ !!!{ عجيب أمور غريب قضيه } ومن ضمن الخلايا المستيقضة أنّ 1600 ضابط رفيع الرتبة والدرجة من فدائي صدام الحرس الخاص والمدربين أرفع وأعلى تدريب والمشحونين بالحقد والكراهية لحد النخاع لفقدانهم أمتيازاتهم التسلطية والنفعية يديرون معارك داعش ضد وطنهم وشعبهم .
    وأخيراً ليس آخراً // كبى الفارس العراقي وسوف ينهض من كبوتهِ لكونه فارس أصيل يحمل جينات سلفهِ الأبطال المدججين بسلاح الأيمان والقوة والعزيمة مع أرثٍ ثرٍ من خزين النضال والتحدي ، فعراقنا العظيم يحمل ديمومة الخلود الأبدي والحصانة عند تعرضهِ لعاديات الزمن ، ونحنُ قادمون أليك يا أنبارنا المقدسة بسواعد جيشنا الباسل وأبطال الحشد الشعبي وقوات البيشمركه الأبطال وأبناء العشائر الغيورة لدحر المعتدي الغاشم ورفع علمنا العراقي الحبيب على ترابها المقدس.------------ المجد لشهداء الحركة الوطنية ---- وألف تحية لصانعي الحرية والسيادة لهذا الوطن الغالي.


    عبد الجبار نوري / ستوكهولم- السويد
    في 22-5-2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media