الموقف من هزيمتين !
    الأثنين 25 مايو / أيار 2015 - 00:42
    هاني الحطاب
    ليس لكل الهزائم نفس الطعم ، رغم أنهم كلهم بالتأكيد يخلفون مرارة وحسرة . فبعضها يمكن تحملها وتجد  له التبريرات ومسكنات  ، ونتقبلها ،  على أنها ليس نهاية المطاف . بل أن بعض الهزائم تصبح مهماز وأداة شحذ للقوى ولإرادة  الانتصار .  وتسقط كأنه منة من السماء  . ولكن ثمة هزائم لا تجد له عذر  ، ولا تقبل وتخلف في النفس مرارة ، تصل حد الاختناق ، تغدو سماً ، لأنها ، ليس مبررة  وغير محتملة ،  وتصبح وباء  .   لكونها مصنعه صنع وبيادي كانت تحسب على القوى الوطنية . في المثل هذه الهزيمة ، تنكسر المعنويات وتتضاعف المرارة وتسود  الآفاق  وتضيع الثقة وتخور العزائم ، وتبث في النفوس روح الاستلام . ويجعل من التردد والانكفاء الروح  السائدة ، فتكرر الهزائم وتتراكم ، حتى ينهار كل شيء كعمارة  من ورق  . وعندئذ ، وإذا أريد التخلص من ذلك المطب وشحذ الهمم من جديد وعود الروح ، يجب أن يجد البحث عن اصل ما حدث وعن الجذر الذي يغذي روح التخاذل ليستأصل من عرقه ، لتعود الثقة وليطمئن  من يقاتل على أن لا يطعن في الظهر . وفي عراقنا ، حدثت هزيمتنا في  تلك الفترة الداعشية ، أحداهما من الصنف الأولى ، أي تلك التي يمكن تبريدها ، وتجد لها عذر ، وقد تعد من البعض  هبة من السماء ، أم الهزيمة الثانية ، تلك التي لا تجد لها عذر ، أي من صنف الوباء الذي  يشيع المرض بكل ما يحيط به ، وينشر التخاذل ورح الانهزام  .  ورغم ما بين هذين الهزيمتين من  تشابه ، ولكن ليس لهما نفس الطعم . ولا تقبلا نفس التبريرات ، ولم يخلفا  نفس الأثر . فهزيمة المالكي ، هزيمة الموصل ، نكبة الموصل ، رغم كل هولها وصدمتها ، ونتائجها الكارثية ، وكل ما رافقها من قتل لم تخلف في النفس شعور بالانسحاق والانهزام مثلما خلفته هزيمة العبادي ، هزيمة الرمادي  . وإذا الانتصارات تحسب في جزء كبير منها لقادتها ، فان الهزيمة في قسمها الأكبر تعود لقادتها أيضاً . ولعل المقارن بين هزيمة المالكي والعبادي تفرض نفسها هنا . ونحن في هذه المقارن سوف لا نجعل من حجم الخسائر المقياس في قياس اثر الهزيمة على النفوس والمعنويات . فهزائم كبير وخسائر فادح ، في بعض المعارك لا تترك اثر في روح ومعنويات الشعوب بل قد تكون هي الداعي ليقظة من غفوة ومبادرة للعمل . وتلك عادةً  ما تسمى خسارة معركة في القاموس العسكري وليس خسارة حرب ، لأن الحرب كر وفر . فهي في هذه الحالة تعد الخسارة  شيء طبيعي وأمر عادي نتيجة خطأ  في هذا التكتيك أو في المناورته . فيما ، يبقى  ، كل شيء  اخر في كل الأصعدة على حاله . ولكن ربما تسبب هزيمة بسيطة وعادية أفدح الأضرار . فتقلب الموازين رأساً على عقب . لأنها جاءت من الداخل ، فقطعت كل نسيج الترابط بين الاطراف . ولنرجع لمقارنتنا ، ونرى ، أيهما اشد وطئة على النفوس والمعنويات ، هزيمة المالكي ، نكبة الموصل أم هزيمة العبادي ، نكبة الرمادي . وفي أول الأمر ، لسنا في حاجة هنا ، أن نقول ، أننا لا نريد أن نجمل صفحة المالكي في ما يخص نكبة الموصل  ، فهو حدث أول من اقر بهوله وعدها نكبه .  وكذلك لا نرمي ، من ناحية تسويد صفحة العبادي التي كثرت اخطأها . ولكن ما ثار حفيظتنا ، بغض النظر عن الحدث بحد ذاته ، هو مرور الحدث وكأنه حدث عادي جداً ، مثل انفجار سيارة في احد الأحياء . مقارنة ، بما آثارته واقعة الموصل . فمع اعترافنا مسبقاً بفداح حدث الموصل ، غير أن ما كشف عنه احتلال الرمادي ، هو أن حدث الموصل لم يكن مهول وفاجع لأن مدينة ومحافظة مهمة سقطت بيد الدواعش ، لدى العديد من يكتبون في الشأن العراقي  ، وإنما لأن نكبة الموصل كانت مرتبط مع حكم المالكي ، فوجد فيها مناسب وفرصة ذهبية لتحميل المالكي كل تبعيتها . فقد ستهدف الماكي بها أكثر من البكاء على مدينة وجريمة ارتكبت ، وطالب في محاكمته فوراً وتجريمه  . ولم يحمل أحد غيره مسؤوليتها ، وطلب منه على الأقل  ان يستقيل كموقف أخلاقي  كمسؤول عن حدث فظيع . في حين لم ينظر من نفس الزاوية لسقوط الرمادي ، رغم دلالتها وما قد تتضمنه على وحدة العراق في القريب العاجل ( لو أنها كما يذهب بنا الظن )  ، من أضرار كبيرة  ، لكون العبادي عزيز على قلوب كثيرة وقدم خدمات كثيرة لأنصار الدواعش . ولو تركنا تلك الالتفاته ورجعنا ، لموضوع المقارن بين النكبتين ، وحاولنا أن نبين حجم مسؤولية كل من المالكي والعبادي عن تلك الجريمتين وأيهما أكثر مسؤولية وأيهما أحق في المعذورية أو الإدانة  ، ومن يمكن لنا نقدم له  أحكام مخففة . فقد دفعنا الصمت عن هزيمة العبادي البحث عن  السر في عدم التشنيع عليه ، ولماذا يلوذ الكل بالسكوت ونجد حتى البعض من نوه  بجسام الحدث يلقي اللوم على غير العبادي أو لا يجعله المسؤول الأول  والأخير عن ما وقع مثلما فعلوا مع المالكي . فنحن نرى أن الكثير من انتقدوا المالكي بهذا الخصوص لم يفعلوا ذلك لوجه الله وحب بالوطن وإنما لأنها كانت  جزء من الحملة على المالكي . وبما أن قصدنا في هذه المقالة ليس فقط تحميل العبادي وحده مسؤولية الحدث بيد في جانب منها أيضاً أن نشير عابرين  عن تواطئ  الكثير الوسط الثقافي الذي يتعاط مع الكلمة وتحليل الاخبار ، بأنه لا يقل داعشية عن الدواعش حتى بين أكثر المتطرفين وزعيق عن الوطن المضاع ، فهم ألقوا كل اللوم على الضباط والجنود وعدم ثباتهم ، وكأن الجند ما ثبت في كثير من المعارك وأنه هذا الجيش من طبعه الهزيمة  . فلو نظرنا بعد ذلك لهذين الحدثين وبينا فقط حجم ومدى مسؤولية كل من العبادي والمالكي عليهما ومن يستحق بالتالي الإدانة والتجريم ، وفعلنا مثلما تفعل لجنة التحقيق في سقوط الموصل ،في تقصي المعلومات  . ولنبداء في تناول كلا من الحدثين على حده ، ونظر فيهما بحيادية تامة بعيداً عن الانحياز ، لأن بدون هذه النظر المحايدة  سوف لن نصل للحقيقة ، التي هي مرادنا وليس تزكية وبراءة احد الأطراف وإدانة وتجريم الآخر .  فكلا من سقوط الموصل وسقط الرمادي ، في التحليل النهائي يجب أن تنسب لأكبر مسؤول في الدولة ،  الذي هو رئيس الوزراء ، فلا يصح مثلاً أن نسب هزيمة الموصل للمالكي بينما تنسب هزيمة الرمادي لوزير الدفاع أو قائد الشرطة بالرمادي . ولنشرع مع المالكي ونكبة الموصل  ، ولا حاجة بنا هنا أن نكرر ما قلنا تواً . فالمنطق يقول بأن ما حدث في الموصل ينسب في نهاية التحليل للمالكي . فإذا تفقنا على  ذلك ، فلنظر من ثم ، في الظروف المخففة عن كاهل المالكي والعبادي ، والذين هم مرادنا من هذه المقالة . لأننا نقر منذ البدء بمسؤولية كل منهما على ما حدث . واننا هنا نبحث فقط عن  الاعذار والظروف التي احاطة بتلك الهزيمتين . ومعروف هي الظروف التي اكتنفت احتلال الموصل ، فلم يكن هناك ما ينذر بوجود داعش وتهديدها للعراق بشكل مباشرة ، سوى حدوث العمليات الإرهابية في كل أنحاء العراق والتي  نظر لها على أنها امر عادي  ، وان العراق يخوض فقط حرب مع أرهاب داخلي ولم يكن هناك اثر لوجود داعش على الحدود . فلقد فجاءت  غزوة داعش للموصل الكل  وما صاحب ذلك الدخول المفاجئ من انهيار في القوات المسلحة ، نتيجة لخيانة كبار القادة وهروب أكثرية الجنود وما تبع تلك من سلسلة درامية من الانهيارات وتداعيات في كثير من المحافظات الأخرى . والترتيب لتلك  الهجمة تمت  كلها في السر ونتيجة تأمر شاركت في طراف داخلية وخارجية .  أي أن المالكي لم يكن هو المسؤول عنها بشكل مباشر ، اعني الهجمة ، فهي كلها تمت كما يتم الانقلاب العسكري  ، في ظلمة الليل  وبغفلة من كل رقيب . ومع ذلك ترانا حملنا المالكي المسؤولية ، لا على الانقلاب بحد ذاته ، ولا على دخول داعش خلسة ، وإنما عن ما كشف هذا الدخول والانقلاب ، من بناء هش وثقة في خير محلها وكم هائل من الخونة كانوا يرعون في جنة المالكي وفوق الجسد العراق ، وعلى عدم وضع الأشياء في نصابها . فالمالكي لم يكن متأمر مع داعش على الدخول الموصل ( أو هذا ما نعرفه لحد الآن ) وانما لأنه كان أطرش في الزفة . فكل الذي الذي بناءه تقوض في رمشة جفن . وهو لذلك مذنب من جهة غفلته وسذاجته والقانون كم يقول المصرين لا يحمي المغفلين  . هذا كل ما يمكن أن يؤاخذ عليه في قضية الموصل . فهو لذلك يحاسب محاسبة من ارتكب جرم عن حسن نية أو قتل من غير تعمد . وأظن ، نحن ، في بسطنا لقضية المالكي بتلك الطريق أبعدنا كل اثر لانحياز ووضعنا  مشاعرنا بعيداً عن الانحياز ، رغم أنها قد تأثرت في هوى  المالكي لفترة ، لأنه ظهر في تلك الفترة الحالكة الظلام  بصيص أمل .  ولو تركتنا بعد ،  قضية المالكي جانباً ، لأن لحمتها وسدادته هي الغفلة والسذاجة التي قادته وقادة الشعب ذلك المأزق الذي  فيه الآن . وما علينا بعد ذلك سوى تناول موقف العبادي بنفس الروحية والحيادية فنحن في الحقيقة ليس لن ناقة ولا جمل لا لدى المالكي ولا عند العبادي . فما يدفعنا لبحث عن سر سقوط الرمادي  هو الحب والوفاء للعراق ككل .  وردنا أن نتحدث بصراحة وبلا مواربة ، عمن نظن أنه سبب الدمار ودأنته والتأشير عليه بدون خوف ولا وجل وفاء للحقيقة . فلسنا لنا مع أي منهم صداقة أو عداوة فحن نقول ما قال أرسطو عن أفلاطون ، أفلاطون  أستاذي وصديقي ولكن الحقيقة أعزاء منه .  وبما الكشف عن الحقيقة هو ما يدفعنا لتحري عنها ، في زمن الأهواء والمصالح ، فلعل ذلك يصدر عن عادة قديمة فات أوانها ، وعن لعبة خطرة ، المهم أن  لنا عالمنا والآخرين عالمهم  . ولنقل  في هذا الحال ، مع من قال لا يوحشن قلة الصديق ولا طول الطريق . فنحن نحمل جنتنا ونارنا في داخلنا فمن اين للعالم الخارجي تأثير فينا . وعلى أي حال ، ولنرجع  للعبادي  ،  ونبين  وضعه ، كما قمنا بتبيان وضع  المالكي  . وفي بادئ الأمر يجب  أن نتسأل هل العبادي هو حمار يحمل أسفار غيره  كما وصف عمر ابن العاص أبي موسى الأشعري ، حينما خدعه ، وطلب منه أن يخلع صاحبه ،  ليخلع هو من ثم  صاحبه ، فصدق قول ابن العاص  بأنه سيفعل مثله ويخلع صاحبه بعد أن يقوم هو أولاً  بخلع صاحبه  ، ولذلك قال له ابن العاص أنه أن حمار يحمل اسفار غيره لأنه صدق كلامه وفعل ما طلب منه ؟ وبما أننا نود أن نؤجل الجواب  لبرهة  فيما إذا العبادي يحمل أسفار غيره .  بعد نعرف حقيقة من يكون العبادي ، فالعبادي الذي جيء به ليلة مظلمة كما يصفه احد الكتاب يكتنفه الغموض وتحيط به الألغاز ، ونحن  لا يمكن لنا أن نعرف الشخص لا بعائلته. ولا بوضعه الطبقي ، ولا بتحصيله العلمي  وانما فقط بموقفه ، فأصل الإنسان وضعه الاجتماعي  لا يحدد موقفه  ولهذا علينا أن نبعد من تفكيرنا كل  تحديد له  بهذه  الناحية فقط . فعلينا أن نقر بان المالكي كما العبادي شخصيتان نكرتان ، يمكن أن يصدر منهما أي عمل أو فعل مهول ، لا يربطه أي رابطه بعائلته أو وضعه ، ولذا علينا ، أن نأخذه من من موقعه الحالي  وعلاقته بغض النظر عن كل شيء له صلة بأصله وأنتماء الحزبي ، ويمكن لموقفه الشخصي والسري  أن يسبب  أضرار في المصلحة الوطني . وما نقصد هو علاقاته الحالية ، شخصيته وطموحه ، التي قد هي العامل الرئيسي في تحركه . فالرجل تبدو له علاقة جيدة مع أمريكا ، ومن ترضى عنه أمريكا يكون بالضرورة مقبول من لدن أصدقاء أمريكا في الداخل والخارج  . والعبادي يحوز لحد ما على ذلك القبول . ولكن ذلك لا يجب أن يفسر في الحالة العراقية ، كما يفسر لذلك  عادة ،  للذي يمكن ينال صداقة أمريكا خارج العراق ، فان للعراق وضعية خاصة ، وخصوصا إذا كان ذلك الصديق من الشيعة ، فهو لا ينال صداقتها إلا بخيانه ملته أو طائفته ، لسبب بسيط ، هي أن أمريكا سوف تخسر صداقة الكثير من دول المنطقة لو صادقة الشيعة ، لأن الشيعة هم في الفترة الوهابية التي تمر بها المنطقة لا يمكن أن قبول صداقتهم  فالكثير من الدول العربية الخاضعة للسعودية، ودول الخليج سوف يفقدو العدو والحجة في مبرر وجودهم في خداعهم  لشعوبهم  ومن يصدقهم في اسطورتهم من الزحف الشيعي الذي تقود ايران الطامحة في السيطرة على المنطقة . فوضع العبادي الملتبس ، من ناحية مجيء لسلطةً ونوعية علاقته مع أمريكا  هو الذي يفسر كل تلك ضجة حوله وعن سلوكه    .  ولو رجعنا مرة اخرى ، بعد تلك الوقفة القصيرة معه  بتبديد سوء فهم أن يستحيل على  العبادي أن يفعل ما يخالف اصله وضعه الاجتماعي ، كما يظن البعض من يعلق كبيرة  على الأصول والمراكز  .  وتسألنا من جديد عن حمال من يحمل العبادي  أهي أحمال العراق أم أحمال أمريكا ومن وراءها دول المنطقة ؟  لا شك الجواب على هذا لا يتأتى لنا إلا في معرف سر سقوط الرمادي بتلك الطريقة المضحكة والمخجلة والتي لم تطلق فيها رصاصة من جانب قوات العبادي . فإذا كان سقوط الموصل تم في ليلة مظلمة ، فان سقوط الرمادي تم بوضح النهار وعلى مرأى الكل . وعليه فان تفسير طريقة سقوط الرمادي لابد أن تشي وتفصح وتنطق بكل المسكوته عنه ، وتبين في الآن ذاته حمل من يحمل العبادي . ولنذهب معاً للرمادي ، ونرى كيف تم الدخول للرمادي . يقال بأن الدواعش دخلوا الرمادي بملابس النوم ، والجيش كان ينتظرهم لينهزهم ويترك لهم معداته ، لأنهم كانوا يعلمون بان عفو في انتظارهم وأنه ليس هناك من يحاسبهم  . فهل من المعقول أن يدخل الدواعش لرمادي وهم يعرفون أن  الجيش مستنفر وهو وفي حرب دائمة معهم ، وفي حالة كر وفر هنا وهناك . وان يجتاح جيش عرمرم  وفي طرفة جفن . فلا شك أن هناك اتفاق مسبق ، فليس هناك مباغته ، ولم يؤخذ الجيش على حين غرة ، ولم ياسر منه أعداد كبيرة . فالمؤكد أن الجيش لديه علم ، بما سوف يحدث  ، والبراوي يقول انسحبنا بدون خسائر . فالسلاح الذي خلفوه وراءهم هو كما يقرأ من كلامه هو جزء من خطة تسليح العشائر ، التي تعني داعش . فسقوط الرمادي هو تسليح الحكومة لداعش بطريقة خجولة ومخاتله  ! وقد سارع وزيرة خارجية أمريكا ليقول انه واثق أن العراقين سوف يستعيدون الرمادي بسرعة ، محاول منه  أن يسبق أي لوم وعتب على العبادي الذي يبدو ضالع  في الأمر . فلابد ان سقوط الرمادي اجزء من زيارة العبادي لواشنطن  . ويراد منه فيما يظهر أمران أما ظهار عجز الجيش العراقي في تحرير أراضية ومن ثم السماح لقوات الدولية أو حتى جيوش عاصفة الصحراء العربية في الدخول للعراق بحجة محاربة داعش ، أو يراد منه جعل الرمادي هو العاصمة لدولة الإسلامية ، بعد كل هذا التسليح من قبل الحكومة والأمريكان ، للدواعش ،  فهل المعقول من ثم أن تذهب كل زيارات القادة السنة لواشنطن هباء ! بدون أن يكأفو ؟ ولكن المهم في الأمر ، بعد ذلك ، هو لما سيحدث  ، والذي سيضع النقاط على الحروف كما يقال ، فهل ستعد العدة لمعركة تحرير الرمادي ، ويتم تحريرها ليكون الكلام الذي قلنا اعلأ ، من باب التسرع واتهامات باطلة ، وتخمينات لا مبرر لها سوى الخوف من العواقب لما قد يؤدي له سقوط الرمادي على العراق كله ، أم أن سقوط الرمادي تمهيد وبداية الطريق لما يشاع بأن العبادي مؤكل بأمر خطير ، وبأنه سيكون حفار قبر العراق والحشد الشعبي وحرق الأخضر واليابس . هذا ما ستقول لنا الأيام القادمة ، فهل يسصدق  العرافون ،  أم سيكذبهم  العبادي ؟

                                            هاني الحطاب
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media