العراق في خطر
    الأثنين 25 مايو / أيار 2015 - 06:56
    فؤاد البصراوي
    العراق في خطر , هذا ما قاله لي صديقي وهو يعاتبني وأنت تكتب عن اليمن ؟! قلت له وهل ما يتعرض له العراق بعيداً عما يتعرض له اليمن أو سوريا أو تونس أو ليبيا أو لبنان ؟! الخطر يمتد في كل مكان وحينما أكتب عن العدوان " "السعودي" الهمجي الذي دمر وقتل براً وجواً وبحراً الأطفال والنساء والشيوخ وهو نفس العدو الذي يدمر العراق ويحتل أرضه ولكن برداء آخر أو نفس العدو الذي يدمر سوريا منذ أكثر من 4 سنوات بحجة نصرة الشعب السوري بينما في اليمن يقتلون الشعب بحجة الشرعية و في العراق يقتلون الشعب العراقي بكل فئاته بحجة " الرافضة" واليوم نفس العدو يُفَجر مسجد في القطيف ويقتل ويجرح العشرات بحجة " الرافضة" إذن هي حرب دينية بكل معنى الكلمة تقودها " الوهابية" التكفيرية وبوجوه عديدة بدأتها بإسم القاعدة و لبست أقنعة عديدة طالبان أفغانستان وباكستان وبوكو حرام في نيجيريا والآن تلبس أقنعة " جبهة النصرة" وجيش الإسلام و بيت المقدس وآخرها " تنظيم داعش" الأشد بطشاً وإرهاباً والمدعوم مالياً ومادياً وإعلامياً و التي تتمدد بشكل مخيف في العراق وسوريا ولبنان بينما تُبايعها تنظيمات إرهابية أخرى تنتمي لنفس الفكر الوهابي الإرهابي التكفيري , كلها أسماء لعدو إرهابي واحد تتعاون معه كل مخابرات الغرب و من ضمنهم تركيا , و قد خُدِعنا حينما أطلق البعض على " الفوضى" الربيع العربي لتجميلها وبث الأمل في قلوبنا فإذا بهذا الربيع ينقلب الى " ربيع داعش" ؟! لم يُقل لنا أي أحد من أين جاءت داعش ! ولكن حتماً الجميع ركب جمل داعش وراح يحارب بإسمها من أجل مصالحه و في العراق بالأخص هرب من هرب ليترك داعش تحكم مدينته إبتداء بالموصل وإنتهاء بالرمادي مروراً بصلاح الدين وديالى وكركوك واليوم يستفزني وجودهم في واشنطن يطلبون " الإستقلال " كمسعود برزاني أو الإقليم كأثيل النجيفي وأخوه أسامه أو رافع العيساوي , لم يأتوا الى أمريكا للدفاع عن العراق وإنما جاءوا لطلب المساعدة في تقسيمه وبدون خجل أو وجل أو ضمير أو وطنية يدمرون العراق في وقت يحارب بعض أبناؤه العدو الإرهابي التكفيري بكل وطنية دفاعاً عن وحدته وتاريخه وحضاراته , يقاتلون عدواً لا يعرف الشرف أو الدين أو المبادئ بينما الغير من المحسوبين على العراق يضعون أيديهم مع ألد أعداء الوطن , عراقيون طائفيون أو شوفينيون يعمقون جراح الوطن وهو ينزف بينما غيرهم يحاول أن يُضَمّد جراحه ويفديه بأرواحه , ماذا نقول عن هؤلاء ؟! أية صفة نطلقها عليهم ؟! و ماذا نطلق على من يبيع وطنه لمن يشتري بأبخس الأثمان للغرب وبنو عثمان ؟! لذا حينما أكتب عن الإرهاب في العراق وأدعو الى محاربته بكل ما أوتينا من قوة وثبات لحبي لشعبنا ووطننا , حينما يتم القضاء عليه هنا يتم القضاء عليه في أوطان عربية أخرى مبتلية به , الألم والهم واحد هنا وهناك , وقوفنا مع اليمن وسوريا ولبنان وتونس وليبيا والجزائر هي مثل وقفتنا مع العراق لأن السرطان الوهابي التكفيري الإرهابي يمتد الى كل أعضاء الوطن العربي , لا أعول كثيراً على " جامعة الدول أو الأنظمة العربية" و هذا ما أثبتته الأحداث , ولا الأمم المتحدة وأيضاً ما أثبتته الأحداث لذا علينا أن نعتمد على أنفسنا و من خلال وطنيتنا وإخلاصنا وحبنا للشعب في دحر الإرهاب وإجتثاثه من جذوره و تنظيف الأرض من بعض بذوره وعندها نستطيع أن نبني الوطن بتكاتف الجميع ووحدة كل المكونات سواء الدينية أو القومية , لأن الوطن لا يعوضه كل أوطان العالم والحب أبداً للحبيب الأولي .

    فؤاد البصراوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media