الموسيقى في مواجهة الإرهاب
    الأثنين 25 مايو / أيار 2015 - 06:57
    عبد الزهرة الطالقاني
    عندما يتصدى الفن للارهاب فذلك يعني ان سلاحا أمضى من السيف قد برز لمقاتلة داعش ، نعم انه الفن العراقي الذي أبى الا ان يقاتل الظلاميين والجهلة والمتخلفين ، وان يقاتلهم بأسلوب حضاري راق يعجز التنظيم الاجرامي عن فهمه و مواجهته .
    المايسترو العراقي كريم وصفي أبى الا ان يحضر في مبنى هيئة الوقف السني بعد أن نشب فيها حريق يوم الاربعاء الموافق 13/5/2015 اثناء أداء مراسم زيارة الامام موسى بن جعفر (ع) . وكاد هذا الحادث المدبر ان يشعل فتنة بين ابناء الشعب الواحد. فعزف كريم لحن الوحدة نابذا الطائفية المقيتة ، وآثارها المدمرة .
    بالأمس القريب وقف المايسترو وصفي يعزف على آلة الجلو في منطقة الانفجار الذي حدث في المنصور ببغداد الذي خلف شهداء وجرحى ودمارا واضحا.
    على الأرض السوداء وضع كرسيه وبدأ يعزف ألحاناً حزينة تأسياً على أرواح الشهداء الذين صعدت أرواحهم الى السماء ، والجرحى الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم ،  والدمار الذي صبغ المنطقة باللون الأسود بعد ان كانت من اجمل وابهى مناطق بغداد.
    كان المايسترو كريم يعزف بينما وقفت احدى أمهات الشهداء لتقول ان كريم كنعان اخذ بثأرنا من داعش نعم لقد اخذ العراقيون ثأرهم من داعش وعمدوا شهداءهم بالموسيقى فاوصلوا رسالتهم الى اصقاع العالم ليعرف كم هو بهيّ وشامخ هذا العراقي عندما يقف يعزف الموسيقى والموت يحيط به وقد ترك بصماته على أرض بغداد .
    كريم كنعان وصفي والدكتورة ضمياء الربيعي استضافهما منتدى الاعلاميات العراقيات يوم السبت الموافق 9/5/2015 ليتحدثا عن الاعلام والفن بصفتهما سلاحين ضد الإرهاب ، الضيفان تحدثا كل من موقعه عن الموسيقى والاعلام وبينا أهمية كل من الفنين في مواجهة الهجمة الظلامية ضد العراق ..
    الموسيقى في العراق ، تزدهر فنصير شمه الموسيقار العراقي الكبير كان قد أقام يوم4/5/2015 حفلا موسيقيا في المسرح الوطني خُصص ريعه للنازحين العراقيين من المدن الساخنة ، مبلغ لاباس به جمع من خلال الحضور الكبير الذي هرع لمشاهدة فن نصير شمه و مايمكن تقديمه دعما للنازحين . كما أن الفرقة السمفونية العراقية حرصـت على تقديم عروضها الشهرية على خشبة المسرح الوطني .
    الفن مازال يقاتل حتى أن فنانا تشكيليا عراقيا حوّل بقايا أدوات الحرب الى آلات موسيقية ،  ليعلن ان صناعة السلام اجمل من صناعة الحرب ، الفنان هو وسام الفراتي وسبق له ان دخل الى الساحة التشكيلية من خلال فن "البارزم" او الرسم بالاسلاك ، وهو ظاهرة  فنية جديدة . الفراتي حاول محاربة الإرهاب بهذا الفن حيث صنع آلتين موسيقيتين من بقايا مواد الحرب ، وفعلا نجح في ذلك باستخدام خوذة جندي وأدوات مكملة أخرى .
    الموسيقى لم تكن معطلة قبل هذه الفعاليات ، بل انها فاعلة واسهمت في اثارة حماس المقاتلين وحشد الجبهة الداخلية لدعم ساحات القتال عن طريق تلحين الأناشيد الوطنية الحماسية والتي تمجد بطولات الجيش العراقي والقوى الساندة له من فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر التي تطارد فلول داعش .
    فعاليات أخرى أسهمت بشكل مباشر في تحدي تنظيم داعش الاجرامي ، منها المعارض الفنية التي تكاد تكون حاضرة بشكل دائم ، فلا يخلو أسبوع من اقامة معرض فني او اكثر ، كذلك النشاطات الثقافية في كل جمعة في شارع المتنبي ومبنى القشلة والمركز الثقافي البغدادي ومقهى الشابندر ومقهى القيصرية ، وغيرها من النشاطات التي شهدتها الفنادق الكبرى في بغداد ، والتي تمثلت بمؤتمرات وندوات وورش عمل ، انها الحياة تدب في كل مرفق من مرافق الحياة في العراق ، أسواق عامرة ، وجامعات تزق العلم زقا لطلبة وضعوا نصب اعينهم خدمة بلدهم ، وطلبة آخرون يجلسون على مقاعد الدراسة ليتسلقوا سلم العلم درجة درجة وصولا الى الجامعة ..
    عندما تعزف الالحان تتحفز النفوس وتنتشي وترق وتصفو وتشعر ان الحياة اجمل من ان تنتهك حرماتها ، وأن الله سبحانه وتعالى منح هذه النعمة لبني البشر ، ولاحق لاحد ان يسلب ماوهب الله ، اما اولئـك الذين سرقوا حياة الناس ، وصادروا حقهم في الحياة وانتهكوا حرياتهم ، واستعبدوهم فهم أعداء الحياة ،واعداء الله واعداء الإسلام ، لا يقبل الله منهم شيئا لسوء خلقهم وافعالهم ، فاذا كانت لهم جولة في العراق او سوريا .. فانهم سيردون على أعقابهم من حيث أتوا .. يردون الى تلك الكهوف والمغارات التي خرجوا منها ليعلنوا ولايتهم على الناس دون وجه حق .
    الخزي والعار لهم ولمن أيدهم ووضع يده في يدهم وساندهم او ساومهم وقبل افعالهم وبايعهم .. خسر أولئك الدنيا والاخرة وسيرى الظالمون أي منقلب ينقلبون .

    عبدالزهرة الطالقاني
    القاهرة
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media