من الخلايا الجذعية إلى بول البعير
    الأثنين 13 يوليو / تموز 2015 - 17:46
    حسن الخفاجي
    أكتب عن الناطقين والحاكمين ومستغلينا باسم الله ، الذين أمرهم الله بالقراءة وطلب العلم  وتعليمه وخالفوا أمر الله والتفوا على الواضح من تعاليم الأديان وعمموا الجهل والخرافة ، عمن باعوا ويبيعون البسطاء والمغفلين أمتارا في الجنة، عمن أشاعوا القتل والانحراف وأشاعوا ثقافة الانتحار والحوريات باسم الله وباسمه تاجروا ويتاجرون . أكتب عن نظراء لهم في الإنسانية بمنهج مختلف ومغاير تماما لمنهج المتاجرين بالدين. لقد أصبحت خدمة البشرية جمعاء وسعادتها هدفهم ، حددوا العلاقة بينهم وبين الله على ما قدموه من خدمات وأفعال جليلة للإنسان المعذب والمريض والجائع ، طبقوا قول الله (ج) "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"  بأعمالهم وخدماتهم وتضحياتهم لا بأقوالهم ، حددوا علاقتهم بالخالق دون وساطة وتدخل من احد .

    الدكتور الأمريكي وندل كيسي احدهم ، عالم كبير ومضحي  تصلح سيرته وتضحياته لان تكون منارا، عمل في الظل لا يعرفه اغلب أبناء قومه. عرفت  بتفاصيل من حياته وقصته من خلال ابنتي التي تعمل مع فريق عمل تطوعي في زيارة المرضى الراقدين في المستشفيات والتحدث إليهم والتخفيف عنهم. أبحاث وتجارب الدكتور كيسي لا يعرف عنها إلا من رافقه في أبحاثه .

    يحمل الدكتور كيسي شهادة دكتوراه في العلوم واختص بالخلايا الجذعية ولديه شهادة دكتوراه أخرى في القانون واختص في الدفاع عن حقوق المرضى .

     طوّر كيسي أبحاثه  في زراعة الخلايا الجذعية  وأختص بتجديد وتطوير عمل القلوب المريضة  المصابة بعجز وعطب بعضلاتها .

    أقدم الدكتور كيسي على  مخاطرة كبيرة وتحمل نتائجها بمفردة. لقد قدم تضحية كبيرة ستبقى خالدة عبر الأجيال ، بعدما أنهى تجاربه الناجحة على حيوانات المختبر قرر أن يصبح  جسده ميدانا لتجاربه. لكثرة التجارب التي أجراها على نفسه  لمرات عدة بمضادات التفاعلات البيولوجية التي طورها والتي تؤخذ بعد زرع الخلايا الجذعية، نتيجة التأثيرات الجانبية  لتلك المضادات  أصيب بفشل رئوي. كان يعيش على جهاز الاوكسجين وقت زيارة ابنتي له.

    كان بإمكان الدكتور كيسي إجراء تجاربه على متطوعين من المرضى،  لكنه قرر أن يتحمل بنفسه مسؤولية ما اكتشف. لا يجوز لي من الناحية الأخلاقية  ان أقارن هذا الصرح والمنارة العلمية المعطاء مع  أحياء عاشوا وسيموتون وهم في الحضيض رأسمالهم الكلام وتعميم الجهل. هؤلاء طبقات منهم مشايخ ورجال دين ومشاهير فضائيات وإفتاء كلهم: "يقولون ما لا يفعلون".

     المصري أبو إسحاق الحويني احدهم، صدع الحويني رؤوس أتباعه ومتابعيه في الفضائيات بفوائد بول البعير كعلاج لكثير من الإمراض، بعد مرض الحويني سافر إلى قطر للعلاج في المستشفى الأمريكي في الدوحة وترك المغفلين يتعالجون ببول البعير.    

     هل يجوز لنا أن نعود للتداوي  ببول البعير في زمن العلم والتطور؟.

     لماذا لم يجرب الحويني شرب بول البعير؟.

    مثل الحويني  فعل الشيخ المهاجر الذي يعالج بـ(بركات بصاقه) والشوكولاتة (الجكليت)، عندما مرض لم ينفعه بصاقه وذهب للعلاج في أرقى المستشفيات.

    من أفتوا بجواز جهاد النكاح ورضاعة الكبير لم يسمحوا لزوجاتهم وبناتهم وشقيقاتهم  وقريباتهم بممارسة ما أفتوا به ، وعمموا الفتاوى على المغفلين والمغفلات.  
    آخرون يوصون أولاد الفقراء بـ"الجهاد" والقتال ، لكنهم يمنعون أنفسهم وأولادهم  من الالتحاق بـ "ساحات الجهاد". عالم الدين السعودي سليمان العودة كان يدعو المغفلين للالتحاق بالجهاد في سوريا في بداية الأزمة السورية ، حاول ابنه الهرب للالتحاق بسوريا اخبر وزارة الداخلية السعودية  متمثلة بكبار  مسؤوليها كي يمنعوا ابنه من السفر وفعلوا . مثله فعل محمد العريفي الذي كان يدعو المغفلين للجهاد في سورياوليبيا ، هو وأسرته يستجمون في أوربا ، لا يختلف عنهم صعلوك فتنة ساحات الاعتصام في الرمادي سعيد اللافي ، الذي ترك أبناء الانبار لقدرهم وهرب يستجم في تركيا.

     أمثال  هؤلاء الكثير من مشايخ الدين ومن كل الجنسيات  العربية والإسلامية الذين يرسلون أبناء الفقراء لساحات القتال وأولادهم في مأمن عنها  منهم من ينعم في العيش في الخارج ، منهم من يعيش حياة  الملوك خدم وحشم وجواري ومرافقين ، ومنهم من يلهوا ويعبث والقتل والموت نصيب الفقراء .
     الاستثناء ربما الوحيد بين هؤلاء هو السيد حسن نصر الذي تشرف بالقتال  بنفسه وبأولاده ونال ابنه الكبير هادي  شرف الشهادة في ساحة المواجهة مع إسرائيل .
    المسافة بين الدكتور كيسي الذي ضحى بصحته وحياته من اجل البشرية وبين الحويني والمهاجر وسليمان العوده والعريفي وسعيد اللافي هي المسافة بين العلم والدجل ، وهي المسافة بين نعيم العلم وشقاء الجهالة، هي ذات  المسافة التي تحمل عبق علم زراعة الخلايا الجذعية وبين  نتانة رائحة بول البعير. هل يجوز لعاقل ان يساوي فوائد العلاجات الواعدة بالخلايا الجذعية بالعلاج ببول البعير؟ .

    العلاج بالخلايا الجذعية قطع مشوارا طويلا لوضع نهاية للكثير من الأمراض من اهمها مرض السكر وبعض انواع السرطان والتخفيف من ألام البشرية. اترك لحصافتكم تقدير تضحيات ومنجزات الدكتور كيسي و أباطيل من ذكرناهم ، ممن استغلوا الدين وباعوا المغفلين الأوهام . لكنني شخصيا أكاد أشم عبق الجنة ورائحة المسك تفوح من جسد وسيرة الدكتور وندل كيسي وأشم رائحة نتانة وعفونة بول البعير وجحيم جهنم  ولهيب ألسنتها يفور من سيرة وكلمات واجساد  الحويني وأشباهه وغيرهم الكثير ممن " يقولون ما لا يفعلون" ويعممون الجهل .

    "ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
         وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ"  المتنبي

     الاثنين  13 / 7  /2015
     Hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    التعليقات
    1 - روعة
    عامر    13/07/2015 - 19:37:4
    بوسه من وجنتك
    2 - خالف شروط التعليق
    ...    13/07/2015 - 19:53:5
    ...
    3 - ايقاف التجهيل
    محمدسعيد العضب    13/07/2015 - 20:28:0
    موضوعه تستحق التأمل ولابد ربطها بكافه اقاويل وروايات ما يطلق عليه تراث حضارة او ابدعات فلاسفة وإبداعات جهله سوقت عبر تاريخ مشوهه ومجهول بائس ,ورفض الجميع اعاده كتابته وتجديد او تصحيح معظم بنوده واساطيره الخطل , لان رواته الاولين والاخيرين ,كما يبدو هدفهم الاول والاخير كان ولايزال تجهيل الامه لصالح الحاكم السلطان . فخطب ممثلي المرجعية مثلا يوم الجمع تتناول موضوعات سياسيه واقتصاديه واجتماعيه هامه وحيويه ولهم الحق في اثارتها , لكنها بعيده كليا عن ادراك المواطن العادي الذي يلقنه الملامي وممثلوه في الحسينات ودور العبادة الأخرى اساطير المجهول وغيبه المهدي المنتظر وما بعدها وما قبلها من رويات منمقه ومحبوكه وغيرها من حكايات مشوقه وتعازي مبكيه, هكذا تولد لدي المواطن انفصام في الشخصيه كما تعزز لديه جهل سرمدي ,وخالد الي الابد , وربما هو المستهدف والمرغوب لدي اصحاب المصالح والنفوذ . من هنا نرجو خطباء الجمعة التركيز علي تسفيه اقاويل العلاج ببول البعير وغيرها من الاساطير والحكايات المبكيه المحزنه والخرافات الموروثة وترك امور الاقتصاد والتنمية وتعقيداتها الي اصحاب الاختصاص . غيره يظل الانفصام قائما والعلاج بعيد المنال
    4 - لله أنت!
    راهب    14/07/2015 - 00:31:0
    الاستاذ الخفاجي حماك الله .. والله إنني لأقرأ بين أسطرك وأوقن أن ثمة أسماء كثيرة تود إدراجها الى جانب من ذكرت,غير أنك تخشى سواد الأمة المضلل الغاط بالجهل حتى هامته . أحد هذه الأسماء لا هم له إلا "سمعة آل .....' فيعتقل أتباعه ويحاكمهم ويوبخهم ويقرعهم أيما تقريع, في الوقت الذي يرسل فيه ابناء إخوته الى الجامعة الأمريكية في لبنان !!! والكارثة أن أتباعه هؤلاء يؤلهونه ويروق لهم إهانته إياهم ولا يضيرهم ان ينعتهم ب"الجهلة" مرة و"تبآ لكم" تارة أخرى .. ولو كان هذا كل شيء لهان الخطب, فالأنكى من ذلك أنه تخلى عن عوائل الشهداء الذين قتلوا في معارك انتدبهم لها هو, وقطع رواتبهم, وانا مطلع على هذه الامور جيدا .. فدونك هذا مثالآ افضع من الحويني وأقرانه.
    5 - خالف شروط التعليق
    ...    14/07/2015 - 10:25:0
    ...
    6 - الجهل المقنع
    حسين الخفاجي    14/07/2015 - 11:08:5
    أبن العم العزيز من خلال تواجدي في أوربا ٤٦ عاما لأحظت منذ بدايتها أن الجهل في بلداننا العربية هو موجود أصلا لكن ومع شديد ألأسف أستغل وشجع الى أن أصبح شئ من الواقع ،من قبل ألمخططون بالسيطرة على المنطقة أقتصاديا وسياسيا وأجتماعيا.
    7 - شكرًا لك على مقالك الرائع
    نوزاد محمد    15/07/2015 - 05:37:0
    الاستاذ الخفاجي ،كما كتبت انت بأن ابنتك تعمل طوعيا للتخفيف عن معاناة المرضى الراقدين في المستشفيات. نكتبنحن ونقول بأنك تعمل طوعيا أيضاً لكشف تجار الدين والمتلاعبين بعقول البسطاء، فشكرا لك ولابنتك وللدكتور كيسي
    8 - خالف شروط التعليق
    ...    16/07/2015 - 19:55:3
    ...
    9 - خالف شروط التعليق
    ...    18/07/2015 - 09:23:4
    ...
    10 - القلم الوطني لا يقل شأنآ عن البندقية
    زاهر السهلاني    19/07/2015 - 07:45:4
    أجدت وأحسنت ايها الكاتب الحر ذا القلم الحر .. إننا بأمس الحاجة لأمثالك فشعبنا بالرغم من نشاطه الجهادي تراه خاملآ مغيبآ عن كثير من الحقائق التي عمل ويعمل أباطرة السياسة على إخفائها وإظهار نقيضها,لم يزل معظم الساسة -المتاجرين بمعاناة شعبنا والمعتاشين على دماء رجالنا ودموع نسائنا واطفالنا-مستمرون بتضليل الناس عن الوجهة السليمة لأنها قد تعصف بطموحاتهم التي يخططون لها .. فجزاكم الله خير جزاء المحسنين, ولنا رجاء ان يكون لجنابك موقف من موضوع النظام البرلماني والنظام الرئاسي والتجاذب الحاصل هذه الأيام , فترشدوا الناس لما فيه صلاحهم وتكشفوا زيف المزيفين الذين يرهبون الناس من الحل.
    11 - خالف شروط التعليق
    ...    19/07/2015 - 19:35:1
    ...
    12 - خالف شروط التعليق
    ...    20/07/2015 - 15:37:1
    ...
    13 - خالف شروط التعليق
    ...    23/07/2015 - 16:34:1
    ...
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media