"المناضلون" الاكراد ... والتجارب "أللاإنسانية" التي تعلمها البعض من ذلك النضال...!!!؟؟؟
    الأحد 26 يوليو / تموز 2015 - 05:02
    أ. د. حسين حامد حسين
    يبقى شعبنا الكردي رمزا للطيبة والعراقة وتبقى محبتنا واحترامنا وتقديرنا له يفوق كل الحدود. فنقدنا هنا وغيره كان كثير ، يبقى موجها لسلوكيات السياسيين الاكراد وما يخلقونه من ويلات ومواقف لاانسانية ضد شعبنا العراقي. وليحاججنا هؤلاء الذين وظفوا اقلامهم الرخيصة المدفوعة الاجرمن اجل خدمة الاقليم ورئيسه وبعض السياسيين لتلميع وجوههم الكالحة بعد ان سقط ماء حيائها. فهؤلاء هم ممن تم فرضهم على شعبنا في السلطتين التنفيذية والتشريعية والقوات المسلحة بشكل خاص، من اجل أن يكونوا ألغاما لتدمير الوطن العراقي ولعرقلة كل محاولات الاستقرار السياسي فيه ، والى درجة ، أن هولاء الكتاب المنافقين ، يحاولون اقناع الاخرين كما لو ان هؤلاء السياسيين من الاكراد وغيرهم ، هم "النخبة" التي يجب ان يتم اطلاق يدها في هذا النظام الجديد من اجل ان يصبح العراق حرا قويا وعزيزا !!!  فهم "المناضلون" ، بدمهم ولحمهم وعقائدهم وتجاربهم النضالية ومواقفهم "الوطنية" ، ويتناسى هؤلاء ان، الأقليم وقيادته وساسييه ، انما "هم" ألاكثر من تأمر على العراق وسار به نحو الخراب....!!!؟؟؟
    فهل يحق لنا ياترى ، مقارنة نتائج أوجه تجربة "النضال" تلك التي خاضتها هذه القيادات السياسية فيما يتعلق بما يفترض ان اكتسبوه من قيم نضالهم و"تفردهم" به ، من حكمة وموعظة حسنة أوتقييم معاناتهم وعدم تكرارها لأي من الشعبين العربي والكردي ، ام كانت النتائج على العكس تماما ؟؟ وهل نجح هؤلاء "المناضلون" الاكراد في "تثقيف" الاجيال الكردية على المحبة والتعاطف مع الشعوب الاخرى ، وخصوصا مع اخوانهم في العراق ، ام ان الواقع القائم يثبت ان أهدافهم كانت أهدافا قريبة من شوفينية تسلطية لخلق الكراهية بين الشعبين العراقي العربي والكردي، ومحاولات لنسف تلك العلاقة الازلية فيما بينهما ، حتى وكأنهم قد وجدوا في اسقاط النظام العراقي ضالتهم المنشودة؟  
    فأمام هذا النهج التسلطي القائم على العملية السياسية ومحاولات اخضاعها لمشيئة الاقليم، كان الجحود والتنكر لتربة الوطن العراقي ودوافع الانانيات وزرع الكراهية بين الشعبين ، كان على عكس ما تقتضيه عدالة التجربة النضالية لقيادات الاقليم وما ينبغي عليهم من نشر السلام والوئام بين الشعبين والتعامل بنزاهة وطي صفحة الماضي والتعامل مع البعض بما يستحقه كلا الشعبين من تكاتف لبناء العراق واصلاح العملية السياسية وزرع الثقة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية بما من شأنه ان يرقى الى مستوى الثقة ، حتى وان كان الاقليم يطمح لاقامة دولته المستقلة. ولكن سياساتهم المنفلة ومواقفهم من اجل ألثأر ، لم تكن سوى سلوكا عدائيا ضد شعبنا العربي والعملية السياسية ، فكان الشحن والمطالب الابتزازية والتهديدات ومنذ 2003 ، هي الواقع المريروالمضني.
      فكل ما تدعيه القيادات الكردية عن روعة "نضالها" في الماضي من اجل الحرية، يمكن أن يكون قد أوضوح لنا بلا شك ، ان نتائج ذلك النضال كان مجرد نوعا من تكريس لانانيات عميقة واهداف ذاتية ، بعيدة تماما عن مباديئ وقيم النضال الحقيقي . فقد فضحت نفسها سلوكيات هذه القيادات في الاقليم من خلال عدم الاعتراف او الايمان بالعراق أو بأي حكومة عراقية لا في السابق ولا في الحاضر!! كما وان عدم منح الاعتبار وعدم الثقة بأي نوع من العلاقات مع شعبنا ، كان على غير ما كان مؤمولا من قبل العراقيين و ما توقعوه من اخلاص من قبل هذه القيادات ، انما كان كل ذلك وهما كبيرا وتعامل بفوقية مع شعبنا في محنته منذ 2003.
    فكما كان مأمولا ومتوقعا من "كوادرمناضلة" كهذه ، يفترض انها قد خاضت تجربة "النضال" من اجل تحرر الشعب الكردي ، وبما جعلها تدرك ، ان الشعب العراقي ، هو الاخريعيش معانات كبرى ، ولكنه في الحقيقة ، الضحية ألاكبرلمطامعهم وابتزازاتهم أولا. فضلا عن مطامع اخرى لكتل سنية ذات خلفية بعثية في الداخل ، ولمؤامرات مستمرة من قبل أنظمة الجوار الشريرة وخصوصا السعودية وتركيا وقطر والاردن لاسقاط الحكم "الشيعي" ولتدمير الوطن العراقي وشعبنا . ولكن هؤلاء السياسيون الاكراد "المناضلون" لم ينصفوا شعبنا ، بل كانوا هم الجلادون الذين عميت بصائرهم عن احقاق الحق ، فكانت نتائج نضالاتهم من اجل أنفسهم فقط ولا حتى من اجل شعبهم الكردي ، فيا لهوان النضال ، ويا لهوان الانانيات في النفوس الباغية.
    فهناك فرقا كبيرا بين ان يقاتل المناضل من اجل عقيدته من خلال دوافع عمق ايمانه وخدمة لقضيته الانسانية العادلة ولنصرة كل المقهورين والمستضعفين في وطنه والعالم ، وبين من يحمل السلاح شخصا ما ليبرهن ولائه للوطن ولقوميته فحسب. فالاول مهيئ للتضحية بنفسه من اجل ايمانه ومفعما بدوافع الايثار النبيلة من اجل تحقيق قضيته العادلة ، وبذك فهو يزداد رسوخا وقوة في قرب انتمائه لابناء جلدته ويكون النصير الشرس لاهداف عقيدته من اجل العالم . وبين تجربة المقاتل الاخر الذي لا يمتلك دوافعا نضالية ولا تعاطفا مع العدالة الانسانية ، انما يعتقد انه حمل السلاح ليقاتل من اجل وطن يدعوه ، بحيث ينتهي دوره عندما تتوفر هدنة او عند توفر ظروف وفرص المفاوضات ، فيلقي بسلاحه جانبا وتنتهي مسؤوليته.
    أن تجارب الشعوب المناضلة في العالم والتي قدمت تضحياتها الجسام من اجل نيل التحرر ومواصلة الحياة بكبرياء ارادتها، قد كسبت تعاطف العالم من خلال ما حققته من اصرار على نشر مفاهيمها الانسانية الخيرة من اجل شعوبها وعلاقاتها مع الشعوب الاخرى. ولكن على عكس ذلك ، كانت تجربة النضال الكردي التي لم تحصد سوى ضيقا في الافق الانساني وتركيزا اكبر على مصالح الذات من خلال نتائج اهدافها التي تجلت في تنكرقياداتها للعراق وشعبه وتحشيدها للكراهية والاستعداء ضدهما.
    فكما بدا واضحا من خلال تجربة هؤلاء "المناضلين" من السياسيين الاكراد، أن تلك القيم النضالية لم تأخذ مدياتها في التطبيق الايجابي وكما ينبغي. ولم تكن في النهاية سوى اعلاما كان في غالبيته يفتقر الى المصداقية وتطبيق العدالة وكما اثبته الواقع . فعلى ما يبدوا ، ان هؤلاء "الكبار الصغار" لم تزدهم تجاربهم النظالية سوى اتساعا في تكريس الانانية ، واستخفافا وهدرا لحقوق الاخرين من شعبنا العراقي ، وخصوصا عندما تكون القضية وكما تبدوا ، تتعلق "بالرس والعنصر"!!  فقد وجدنا وخلال الاثنتي عشرة سنة الماضية ، كيف تتعامل هذه القيادات الكردية مع الشعب العراقي العربي باستهتار، واضعة من نفسها كأسوأ شريك في الوطن وفي مواقف غير اخوية مضنية ومرهقة . فما كان ما لا ينتظر منها من سلوكيات مخجلة كتلك ، تتعلق في طرق الاستغلال والاستئثار والتركيز على المصالح الذاتية لا غير، قد جعلت لنفسها اليوم مستوى متدني امام شعبنا وبما جعله يأسف على كل ذلك الدعم الذي كنا نقدمه من اجل قضيتها في يوم ما، ومن اجل كل مسميات نضالها والذي لا يزالون يتقولونه عن انفسهم . بل ، وبكل القيم التي ربما قد اكتسبوها ولكنها ظلت مجرد محض نظريات تنتحر امام اي تطبيقات عملية امام مسؤولية الانسانية الكبرى، حتى انهم باتوا مجرد رموز قادرة فقط على الاسائة واحلال الضرر ومبعث لا وفاء لشعبهم و الشعب العربي العراقي معا.
    فهؤلاء ممن لم يستطيعوا ان يغيروا انفسهم ، ويمارسون الكراهية والتأمر مع النظام السعودي وغيره ضد شعبنا ، سواءا من خلال امتناع السيد رئيس الجمهورية عن التوقيع على اعدام الارهابيين المجرمين على الرغم من السخط الكبير القائم لدى الشارع العراقي ولذوي الشهداء العراقيين الذين راحوا ضحية الإرهاب والتطرف الذي يقوم بدعمه وبشكل واسع النظام السعودي وحلفائه. أو الاستمرار في تنفيذ اهداف رئيس الاقليم في الابتزازوالضغط على الحكومة الاتحادية ، بل وقد أصبح الاقليم عبئا كبيرا و"عالة" على المجتمع العراقي ، لكنهم ، لا يزالون يساهموا في تشجيع الفساد الحكومي ودعم الارهاب ومعادات القادة العراقيين الوطنيين والوقوف مع النظام الارهابي السعودي ، وبيعهم النفط  ضد مبادئ الدستور وحماية وتعزيز مجرمين وارهابيين ولصوص بعثيين هاربين من وجه العدالة في الاقليم . او حتى في عدم تحرج رئيس الجمهورية امام شعبنا في قيامه بتعيين ابنته بمليوني دولار شهريا كمستشارة له. واخيرا وليس اخرا، تبرئته لنفسه من تصريحات السيد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، بشأن دعم السعودية للإرهاب وضرورة وضعها تحت الوصاية الدولية. 
    فأين هي قيم النضال وأين معاني العدالة الانسانية الكبرى التي ينتمي لها هذا النضال؟ وأين مواقف "المناضلين" الاكراد وهم لا يزالون يتبجحون امام العالم بتجربة معانات اضطهادهم في الماضي، بينما هم اليوم الاكثر ظلما للعراق وشعبنا ؟ ثم ، ما قيمة نضالهم هذا حينما ، نجدهم قد تعروا امام حقائق الحياة ، فكانوا أنانيون ومفرطون في الانانية والاستئثار في انتماءاتهم للرس والعنصرية...
    حماك الله يا عراقنا السامق ...      
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media