حسين نعمة
    الأحد 26 يوليو / تموز 2015 - 21:41
    عبد الستار نور علي
    "تحياتي إلكْ"
    في أيِّ ركنٍ كنْتَ،
    في ذي قارَ،
     في بغدادَ،
    في النهرينِ،
    في الوادي الخصيبِ،

    يا أيُّها القيثارُ،
    سُكري صوتُكَ العذبُ الشجيُّ
    الطافحُ الإرهافِ مثلَ العندليبِ،

    في جنَّةٍ غنّاءَ يشدو
    ساحراً غرِداً
    على غُصنٍ رطيبِ،

    بمشاعرٍ لا ترتوي بحدودِها،
    فتطيرُ في الآفاقِ
    نبضَ الكوكبِ الدُريِّ
    في الكونِ الرحيبِ!

    السحرُ منكَ، إليكَ،
    ياخلقَ الإلهِ عجيبةً،
    مِنْ بينِ آياتِ العجائبِ،
    قد تبارَكَ،
    إنّهُ خلّاقُ ألوانِ العجيبِ!

    يا شادني،
    هذا المولَّهُ بالنجومِ
    يشقُّ دربَ العشقِ،
    يحظى بالبريقِ الطارقِ الأرواحَ
    مِنْ شفتيكَ،
    يُشفي عِلّةَ المعشوقِ،
    يسري في الفؤادِ،
    يدبُّ معسولَ الدبيبِ....

    فيصبُّ خمرَ الوجدِ مِنْ شفتيهِ
    نشواناً على شفتيْ حبيبِ،

    يا نعمةَ اللهِ، اصطفانا خِلّةً،
    في حانةِ الألحانِ،
    نحسو الراحَ
    منْ صوتٍ رهيبِ....

    قالَ الكنارُ: اتركْ غنائي،
    واسمعِ البلبلَ
    منْ نخلِ السماوةِ،
    جاءَ مزماراً
    منَ العزفِ الغريبِ!

    والنخلُ أخبرَنا:
    هسيسُ السعفِ ألحانٌ
    لحنجرةِ الذي خلقَ الإلهُ
    لهُ الجواهرَ مِنْ غناءٍ،
    غابَ فيهِ الكونُ
    في طَرَبٍ طروبِ....

    فلْتسقِني، يا صاحبي،
    خمرَ الغناءِ بكأسِهِ،
    فدنانُهُ سحرٌ،
    يُذيبُ شغافَ قلبِ الحِبِّ،
    يذروهُ رماداً
    بينَ أجفانِ الغروبِ....

    آهٍ على هذا الفؤادِ،
    بغربةٍ الحرّانِ يُصغي:
    إنّهُ صوتُ العنادلِ قادماً
    فوق الأثيرِ الرطْبِ،
    منْ نخلِ الفراتِ العذبِ،
    يُطفيْ جمْرةَ الأشواقِ
    في القلبِ الشبيبِ...


    عبد الستار نورعلي
    الأربعاء 22.7.2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media