شــيعة العـراق ... والإتفــاق النــووي الإيرانــي
    الأثنين 27 يوليو / تموز 2015 - 05:47
    حامد العبادي
        بغداد أول محطة لجولة وزير خارجية ايران في دول المنطقة وهذا يشير الى دلالة واضحة على أهمية ومكانة العراق لدى الجمهورية الإسلامية وقياداتها ، ومن هنا يتوجب على القيادات السياسية الشيعية في العراق الألتفات الى هذا الأمر واستثمار نجاح الأتفاق النووي الإيراني والتعالي على صغائر الأمور والتصرف بما يليق بهم كقيادات سياسية بمستوى التحدي وتحمل مسؤولية قيادة الأمة في هذه المرحلة الحرجة والأستفادة من تجربة القيادة في الجمهورية الإسلامية وعليهم تقديم رؤية ستراتيجية موحدة الى وزير خارجية ايران سيما وأن العراق يعتبر عمقا ستراتيجيا الى الجمهورية الأسلامية والركيزة الأساسية في مواجهة قوى الظلام والإرهاب والسد المنيع والذراع الضاربة الأقوى في محور المقاومة...!

    ومن أهم الأهداف التي يجب أن يسعى الى تحقيقها شيعة العراق هو القضاء على الأرهاب وإقامة السلام والأمن في المنطقة ، ومن المعلوم والبديهي أن السعودية هي وراء زعزعة أمن العراق  وسوريا والمنطقة عموما من خلال ما تقدمه من دعم مادي ولوجستي وفكري الى العناصر الإرهابية وهي بذلك تعد هدفا مشروعا يتوجب علينا محاربته وتدميره.

      وإذا ما شخصنا أوراق القوة التي يتمتع بها الشيعة في المنطقة يمكننا استثمارها وتوظيفها للقضاء على الأرهاب من خلال توجيه ضربة قاصمة الى نظام آل سعود واسقاطه والى الأبد...من أهم نقاط القوة لدى الشيعة في المنطقة هوحجم احتياطي النفط والذي يبلغ في العراق 10% من الأحتياطي العالمي وكذلك ايران 10% ايضا بمعنى أن البلدين يشكلان حوالي 20% من الأحتياطي العالمي والبالغ 300 مليار برميل ، كما أن الغاز الأيراني لوحده يبلغ 34 ترليون متر مكعب أما غاز العراق فيبلغ حوالي 6 ترليون متر مكعب ويبلغ مجموع ما يملكه العراق وايران 60 ترليون متر مكعب وهذا الرقم يشكل حوالي نسبة 20% من الأحتياطي العالمي للغاز والبالغ 200 ترليون متر مكعب.

       بعد الأتفاق النووي ستستعيد ايران حقها في تصدير النفط الذي استحوذت عليه السعودية منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي كما استحوذت على حصة العراق ايضا ومن المؤكد أن تصدير ايران والعراق في العامين القادمين سيصل الى أكثر من 11 مليون برميل يوميا وهذا بدوره يحتم على السعودية تخفيض انتاجها البالغ 10 مليون برميل يوميا مما يقحمها في أزمة خانقة جدا ويجعلها غير قادرة على تغطية نفقاتها للحرب ودعم الإرهاب وتسديد عقود المشاريع القادمة منها المحطات النووية مع روسيا وفرنسا ، وستسعيد ايران 150 مليار دولار من أموالها المحتجزة في الغرب في حين تعاني السعودية من عجز في الميزانية يبلغ 150 مليار دولار بمعنى أن الفارق بين ايران والسعودية حوالي 300 مليار دولار وهذا بحد ذاته علامة ضعف وانهيار للنظام السعودي وعلامة قوة متنامية للجمهورية الأسلامية....!

      تعتبر هذه الأرقام والمعطيات مقومات تؤهل العراق وايران على أن يتحكما باسعار النفط والغاز في العالم والسيطرة بجدارة على سوق النفط وعدم السماح للسعودية الإنفراد بالقرار أو السيطرة على منظمة أوبك ، سعت السعودية الى تخفيض اسعار النفط بهدف اضعاف ايران والعراق وعدم تمكينهما من تغطية نفقات الحرب لمقاومة الإرهاب ولكن بإمكان ايران والعراق قلب المعادلة من خلال اتفاق على التحكم باسعار النفط في السوق العالمي وسحب المبادرة من السعودية وإحراجها وذلك باستمرار تخفيض اسعار النفط اذ ستكون عاجزة عن تسديد نفقات الحروب وتقديم المساعدات الى الإرهاب في كل مكان كما أنها تصبح غير قادرة على الوفاء بتعهداتها اتجاه الدول الأخرى ، ومن هنا ستكون ايران والعراق معا هما من يتحكمان بسعر النفط في السوق العالمي وليس السعودية كما خططت وهذه ايضا ورقة قوية بيد العراق وايران.

       لقد حان الوقت لتركيع السعودية وحلفائها في الخليج واسترجاع ما اغتصبه الوهابيون من ثروات في الإحساء والقطيف والبحرين والكويت ، فلا حاجة لزيارة ظريف الى هذه الدول وتطمينها بقدر ما نحن بحاجة الى ارسال اشارات تطمين الى أماكن أخرى بأن ايران والشيعة في المنطقة لا يشكلون خطرا على الآخرين واثبتت ايران من خلال المفاوضات والحوار الذي استمر عدة سنوات أن لا وجود لنوايا لدى الشيعة عموما على تدمير شعب ما أو دولة ما بقدر ما يسعى الشيعة الى حلول عادلة ومنصفة لجميع الأطراف ، لا نقول ولا ندعو ايران الى اعادة علاقتها مع اسرائيل مع أن اسرائيل لم تحتل ارضا ايرانية أو تغتصب حقا ايرانيا لكن اذا كان الحوار نافعا كما حصل مع الغرب ويعود بالأمن والسلام على المنطقة عموما فلِمَ لا توجه اشارات تطمين الى اسرئيل ايضا.

      أن العدو الأول للإنسانية والشعوب عموما هو الفكر الوهابي ونظام حكم آل سعود المتعفن ولذلك على الجميع فتح ابواب الحوار على كل الأتجاهات ومحاصرة آل سعود وأفكارهم وعنجهيتهم والقضاء على افكارهم التكفيرية ، ويجب أن توجه رسائل الإطمئنان هذه الى الغرب عموما وأن يفهموا أن الخير كل الخير هو في فكر أهل البيت واتباعهم الذين يحملون مشاعل النور للبشرية جمعاء دون تميز في الجنس أو اللون أو الدين أو الإنتماء....!


    حــامـد العـبـــــادي
    hmd.alebady@gmail.com
    2015-07-27  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media