نُريدُ فيلياً لا ينحني
    الأثنين 27 يوليو / تموز 2015 - 08:27
    علي حسين غلام
    لابد من إنبثاق جيل فيلي جديد يمزق شرنقة الماضي ويخرج من عباءة الخوف ويتمتع بسايكولوجية جديدة تختلف كلياً عن الجيل السابق والحالي وركاماته الطافية على السطح والتي لا تطاق ولا تتسق مع سياقات ومفاهيم ما بعد التغيير، ويخرج كالطائر العنقاء من بين رماد الإنكسارات النفسية والمعنوية ليحلق في السماء حراً أبياً يحطم جدار الزمن الماضي الطويل المتصل بالحاضر السقيم، ليحرر الذات من هلوسة الخوف.. الإتكالية.. والتشرذم.. ويحيا بفكرٍ جديد قابل للحياة يبعث الأمل الذي طالما كان كالسراب وبحلةٍ وردية مزركشة بخيوط التفاؤل لحياة أجمل، ويرسم مستقبلاً يستنير بإشراقات نهضةٍ شبابيةٍ مفعمةً بالحيويةِ والنشاط والقوة والعزيمة، واليقين القوي بعدم الإستسلام والرضوخ والخنوع للظروف والأحداث والمعطيات مهما كانت أليمة وقاسية وحتى المعضلات والإحتمالات غير المتوقعة، وبالتالي إعادة الحجم الحقيقي لهذا المكون الذي يوم بعد يوم يفقد بريقه وألقه، والبدأ بفقدان أعباء ذاكرة الماضي المليئة بالمآسي والحرمان ونزع الأقنعة الباهتة التي تخفى بها البعض، وبناء كل الجسور المقطوعة والطرق غير المعبدة في المجتمع الفيلي، وجمع المتعدد المتشتت الى وحدةٍ واحدةٍ وتقليل المسافات المتباعدة وردم شروخ الإختلافات وقطع دابر الخلافات، وغلق كثرة أبواب المنتفعين وإسكات أبواق المزايدين ونعاق المتخاذلين الغارقين في الإبتذال، وهدم كثرة الدكاكين في سوق الفوضى والهرج والمرج لصيرفة المظلومية وبيع صكوك الإستحقاقات الفارغة والمستحقات الكاذبة والرياء بالمطاليب المشروعة، يحمل فكراً وتفكيراً أشد يقظة وحنكة ومنطقا، وبعين ثلاثية الأبعاد ثاقبة مفتوحة على مستجدات الحاضر والمستقبل، وبعمى لكل ما في الماضي القهقري الذي يقتل الهمم ويهدم العزيمة والتواصل، ولابد أن يستغني عن أدوات الأحزان المعشعشة في النفوس والإنكفاء عن البكاء على حائط مبكى التشكي والتهميش والإقصاء، ويبعث الروح في الجسد الفيلي المنهوك المثخن بالجراح والمتعب من طول السفر والترحال والتغرب، ويبني مجتمع جديد له وجود إجتماعي واضح تتجسد فيه القيم الحقيقية التي تحلى بها الأجداد والقدماء والتمسك بالموروث الثقافي الأصيل، مجتمع رأس ماله جيل جديد من الشباب المتنور المتفتح، مجتمع يسوده نهج الإستقلالية بعيداً عن التبعية والمصالح الشخصية والفئوية، يسوده الحرية في الرأي وإتخاذ القرارات بعيداً عن الآخرين والتشويش الذهني، نريد فيلياً لا ينحي لعاتيات الأيام والمحن، يبني هرماً فيلياً شامخاً ذو مقام سامي يعانق السماء.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media