اوغلو يدق مسمارا اخر في نعش رئاسة مسعود البارزاني لكردستان عظمى
    الأثنين 27 يوليو / تموز 2015 - 21:07
    جمال فاروق الجاف
    كاتب ومحلل سياسي كردستاني
    بعد ان هاجمت الطائرات التركية بقصف مواقع ب ك ك في جبال قنديل طلع علينا اوغلو ليعلن  بانه قد اتصل بمسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ليعلمه بقرار حكومته بالبدء بغاراتها الجوية على حزب العمال الكردستاني (PKK) وان مسعود البارزاني قد تفضل بالموافقة!

    قد يبدو غريبا لاعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني(حدك) هذا الموقف الهزيل لزعيمهم، لكن السواد الاعظم للشعب الكردي لم يتفاجأ، فعلاقات (حدك) و حزب العدالة و التنمية الاردوغاني، قد توطدت منذ سنين بحيث اصبح (حدك) رهن اشارة اردوغان.

    ولعل من يسأل لماذا اجهر اوغلو اتصاله بالبارزاني و احرجه بالقول بان البارزاني قد وافق على الحملة العسكرية ؟ قد يلجأ (حدك) بتحريك رموز امتهنوا الاسترزاق الاعلامي ليسطروا سطورا مبتذلة  في تمجيد شخصية رئيس الاقليم وثقله السياسي في المنطقة و عالميا بحيث لم تتجرأ تركيا الاطلسية شن حربها على PKK دون موافقة البارزاني. ولكن هل حقا ان تركيا المدعومة من قبل قوة عظمى كامريكا، هل كانت حقا بامس الحاجة الى موافقة البارزاني؟ بالطبع هذه المعادلة لا تصدقها سوى البسطاء. ولكن يبقى السؤال مطروحا، فلماذا اذن كشف اوغلو  حصوله على موافقة البارزاني ؟ الجواب هو ان اوغلو كان يهدف الى احراز نقطتين لصالح البارزاني:  1- صاغ اوغلو كلماته بدقة ليظهر بان البارزاني لم يكن يعلم بمخطط تركيا مسبقا !! 2- اخفاء حقيقة التنسيق المباشر للرئيس البارزاني وحزبه (حدك) منذ اوائل ايام صياغة المخطط التركي. فتعالوا نستدرج الاحداث قبل الغزو التركي لنستنتج فيما لوكان البارزاني عليما بالمخطط ام انه بوغت بقرار اوغلوا بسويعات قبل الغزو!!

    بعد تحرير منطقة تل ابيض من قبل وحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا(YPG ) هاج اردوغان وفقد صوابه، لانه فقد السطرة على المنفذ الرئيسي الذي كان يتسلل منه ارهابيوا داعش من تركيا الى سوريا و العراق. فاعلن اردوغان عزمه لاستحداث منطقة آمنه على الاراضي السورية. لكن امريكا رفضت الفكرة محاججة بان تل ابيض كانت اكثر خطورة على تركيا عندما كانت تحت سيطرة داعش. ولكي تثبت تركيا نظريتها افانها لتجأت للمخابرات التركية لتستعين بربيبتها داعش للقيام بعملية ارهابية داخل تركيا مستهدفة المنطقة الكردية و من المستحسن ان يضطلع بهيم كردي داعشي  للقيام بتلك العملية. فلما وقع انفجار (سروج) اقامت تركيا الدنيا و اقعدتها متباكية على الضحايا و معلنة بان اراضيها باتت مهددة ولابد من اقامة المنطقة الامنة. فدخلت امريكا على الخط  فأبدت موافقتها شريطة السماح للطيران الحربي الامريكي باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية وتحاشي استهداف مواقع (YPG ) من قبل الطيران التركي وتركيز هجماتها الجوية على مواقع PKK. فتم الاتفاق عبر مكالمة بين اردوغان والرئيس اوباما على ان تنشأ منطقة عازلة وحظر جوي تمتد بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين و تدار بالمشاركة من قبل امريكا و تركيا.

    اما حلفاء اردوغان من الاكراد في اقليم كردستان فقد ابدوا حماسة اكبر من امريكا للانخراط  في عملية تسترضي تركيا . فبادرت اجهزة اعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني ومنذ اوائل ايام سقوط  تل ابيض لشن حملة واسعة لشيطنة PKK و(YPG ). و من جانبه شنت الكتلة الكردية (ENKS) في الائتلاف السوري، (التي تستمد اسباب وجودها من التمويل  الضخم (حدك)، حملة تضليل متهما وحدات الحماية باختطاف الاطفال و تجنيدهم . و توج تلك الحملة في 4-7-2015  بتصريحين غريبين من نجل البارزاني (مسرور البارزاني ) واخر صادر عن ابن اخيه (نيجيرفان) يدعوان PKK لاخلاء جبال قنديل، وان على (YPG )العودة الى بلادهم!! وكأن كردستان بلد نيجيرفان و مسرور وليس بلدا لكل من ينتمي الى القومية الكردية.

    ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد بدأت حكومة اقليم كردستان بعد ايام قليلة من تصريح مسرور- نيجرفان بالعمل على حفر الخندق الذي كان قد توقف لبرهة من الزمن. ثم جاءت الزيارة المشبوهة لوزير خارجية قطر حليفة تركيا الى اربيل في 7-19-2015 متناسقا مع الغرض نفسه  ثم تلاها زيارة وزير خارجية امريكا الى اربيل واجتماعه مع مسعود البارزاني لترتيب الخطة التركية دون التباس.

    ويتبين مما اوردته ان مسعود البارزاني لم يكن مطلعا على الخطة التركية فحسب بل انه كان ضلعا في مؤامرة اردوغان  للالتفاف على عملية السلام في تركيا وشن حرب ضد PKK لطمئننة اليمين التركي، وابعاد الشبهة عن تحالف حزب العدالة مع داعش. وكلا الامرين يصبان في صالح اردوغان وحزبة في حال اذا ما جريت الانتخابات المبكرة مستقبلا. لكن المستقبل السياسي  لحليفه مسعود البارزاني والذي ما فتيء يحلم برئاسة جميع اجزاء كردستان العظمى، قد بات من الماضي.

    واخيرا اود الاشارة الى احدى مقالاتي بعنوان (رسالة الى السيد مسعود البارزاني ليتني لم اضطر لتدوينها) اذ تلقيت انتقادا من احد القراء على الفيس بوك موجها لي هذا التعليق:( وهل تعتقد أن تشفع لك تكرار كلمة سيدي .. أن الأسايش قد دونوا إسمك في القائمة السوداء ). وربما ساتلقى من احدهم تعليقا مخالفا على مقالتي هذه مهددا اياي لوقاحتي (من وجهة نظره) بذكر اسم مسعود البازراني دون ان استهل اسمه( بالسيد ). فاستعين بشعر جميل للكاتب الفلسطيني المرحوم (محمد واصف منصور) فاردد على الملأ  معبرا عن مشاعري :

    "عفوا

    فلست بسيدي

    حتى تكون رسالتي

    عنوانها:  ياسيدي

    لو كنت سيد شعبنا

    أو كان فيك دماؤنا

    ما بعتنا للمعتدي"


     

     جمال فاروق الجاف

    رابط ذو صلة

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media