حرب المواجهة الرقمية .. مركز "صواب" نموذجاً
    الثلاثاء 28 يوليو / تموز 2015 - 19:22
    زاهر الزبيدي
    مع إحتدام القتال ضد الجماعات الارهابية ، قتال شرس تستخدم فيه شتى أنواع الاسلحة ، حتى الكيمياوية منها ، حرب تشمل مساحات كبيرة من العراق جعلته أكبر ساحة مواجهة مع أعتى موجة تكفير إرهابية تجتاح العالم اليوم تمتد أذرع أخطوبطها الاسود في بلاد عديدة حيث تتنوع فيها المواجهة مابين أركان جيوش كاملة واعمال إرهابية متفرقة هي البداية ، إذا لم يحسن التعامل معها ، لمواجهات أكبر سيشهدها المستقبل ، ومن ضمن تلك الحروب الحرب الاعلامية الرقمية التي تجري خفية عبر موجات الاثير إنها الحرب الأقسى والمواجهة الفريدة اليوم حينما تمثل الحرب الرقمية أساساً مهماً في تلك الحروب بل وعنوان من عناوين إنتصاراتها .
    قد يأتي اليوم الذي تُحدد فيه المواجهة الرقمية نتائج المعارك على الارض ولتقدم تلك المعركة الاعلامية الرقمية مدداً معنوياً هائلاً لكراديس المقاتلين المندفعين في مآربهم أياً كانت ذلك إذا ما أحسن إستخدامها وطوعت ادواتها في خدمة عمل ما ، وفي العراق اليوم ساحة المواجهة ، تتنوع أدوات القتال لدينا ومع عدم قدرتنا على حسم المعركة الرقمية تلك سوف نظل في حاجة لجهود أكبر ودعماً لوجستياً نموذجياً لإدارة المعارك على الأرض .
    نحن بحاجة الى جيش ألكتروني متمرس في القتال الفكري والإعلامي ليجابه الماكينة الاعلامية للعدو وأن نتفرد في وطننا في إقامة هذا الجيش بحسن الاستخدام للأدوات المتيسرة لإدارة الفضاء الاعلامي الذي تقوده اليوم عشرات المواقع الألكترونية الاخبارية العراقية المتنوعة ومثلها من المواقع العربية والاقليمية والعالمية فضاءاً علينا أن نجد مكانناً فيه ونحدد ستراتيجية جديدة للمواجهة الرقمية بإستخدام أفضل لما متيسر من تلك المواقع ومايتم التخطيط لتنفيذه من مواقع المواجهة تلك وعبر شبكات التواصل الأجتماعي social media  إذاما علمنا بأن هناك أعداد تقدر بالملايين اليوم من مستخدمي الـ الفيسبوك Facebook بلغ 8.5 مليون مستخدم في العراق وحده ، فأي مبرر يمنعنا من إستخدام تلك المساحة الهائلة من المستخدمين في نشر جيشنا الرقمي في مواجهة العدو عبر تلك الساحة الكبيرة في هذا الموقع العالمي المهم ؟
    قبل أيام أطلقت الولايات المتحدة ودولة الامارات العربية " مركز صواب" وهو مركز إتصالات رقمي من دبي يستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة النشاطات الدعائية التي تطلقها المجاميع الارهابية في العالم ويتعاون مع حكومات 63 بلداً تشارك الآن في التحالف الدولي ضد الارهاب . المركز يهدف الى "تصويب الافكار الخاطئة " للتنظيمات الارهابية  و" إتاحة مجال أوسع مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة التي غالبا ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة التي يروجها أصحاب الفكر المتشدد" وعن طريق تويتر .
    فيما أعلن قبل أيام فريق من المتطوعين بلغ عددهم 1700 متطوع من العراقيين حول العالم ، لا نعلم مدى جدية الخبر وصحته ، عن تأسيس أول جيش ألكتروني لمتابعة تنظيم داعش على شبكة الأنترنت متوعدين بالقضاء على التنظيم وحساباته الالكترونية وشلّ حركته في العالم الافتراضي ، حيث أكد أحد الصحفيين المقيمين في فرنسا بأن هذا الجيش السري سيسعى لتفتيش العالم الافتراضي عن صفحات التنظيم وتدميرها ، بذلك يكون العراق قد أسس لأول جيش ألكتروني في مواجهة داعش .
    وعلى الرغم من أن مجاميع المتطوعين لا تمتلك ذات الكفاءة التي من الممكن ان تكون مع دعم الحكومة العراقية بالخصوص في تلك المواجهة ؛ نرى أن تأسيس هذا الجيش يعتبر ضرورة وطنية قصوى تضاف الى المهام الامنية والعسكرية في المواجهة وعلى الحكومة تجنيد إمكانياتها في هذا المجال والبحث في كل سبل المساعدة الممكن تقديمها لأولك المتطوعين .
    مركز صواب كان من الممكن أن يكون مقره العراق قريباً من ساحة المواجهة الفعلية ومركز تجمع المجاميع الارهابية مستفيداً من الزخم الكبير لأبناء الشعب في تلك المواجهة ومستفيداً من القابليات  العراقية الرقمية في المجال فالعراق ، على الرغم من تأخر دخول التقنات الرقمية له ، إلا أنه يمتلك قابليات جبارة في هذا المجال علينا أن نُحسن إستخدامها وتطويعها لخدمة الهدف المنشود مستهدفين شبكة التواصل الاجتماعي  Facebook  في نشر مبادىء السلام والمحبة ناشرين وجهة نظرنا في المصالحة الوطنية الحقيقية التي ستجُب يوماً كل آثار الطائفية والتعصب القديمة ،  مستقطبين كل أصحاب الأفكار المعتدلة ممن يتملكون القابلية الكبيرة على الرد العلمي على كل الافكار المتطرفة ودحضها .
    على الحكومة السعي الجاد لتحديد نوعا قانونياً من السيطرة على المواقع الالكترونية العراقية لمنع نشر الاكاذيب والتلفيق الغير مبرر لأخبار الجيش والتي تستلها من مراسلين منتشرين في مساحات واسعة من العراق عن حركة القطاعات العسكرية وسير العمليات ، كما عليها أن تحدد من التصريحات الاعلامية لقادة عسكريين وسياسيين من الممكن أن تتسب بضرر كبير للمقاتلين في ساحة المعارك .
    نكاد نجزم بوجود السيطرات الأمنية في شوارع العراق ولكننا نجزم أيضاً بأن فضاء العالم الافتراضي مفتوحة على مصراعيها للأقوى فقط و ليس بالامكان السيطرة عليها إلا عن طريق جهداً رقمياً منظماً موجهاً توجيهاً دقيقاً بإدارة قادرة على وضع ستراتيجية المواجهة بفاعلية كبيرة ويحسن إستخدام الادوات ويمتلك مقومات عالية الجودة في كافة المجالات بما فيها القابلية على الرد الجازم الحازم على أتباع الافكار المتطرفة .
    الحرب تتوسع والمعارك الطاحنة تلتهب أتونها يومياً والطرق الى النصر معروفة اركانها والانتصار في المعركة الرقمية أحد أهم عناصر ربح تلك الحرب .. فهل سنُحسن القتال عبر أثيرها  ؟ .. حفظ الله العراق

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media