عذراً سيدي!! انهم يلتحفون بعباءتك
    الخميس 30 يوليو / تموز 2015 - 05:20
    شوقي العيسى
    رئيس رابطة الكتاب العراقيين / أستراليا
    قد لا نكون مبالغين ان خالفنا مقولة "طفح الكيل" فالكيل لم يطفح وانما انفجر ولهذا انا اعتبره "انفجر الكيل" فاليك يا سيدي بعد الله نرفع قولنا ، واليك ايها العزيز تتشظى صرخاتها واهاتنا. اليك ايها السكن في القلوب والمتربع عليها يامن كنت ومازلت صمام الامان الذي يحكم قبضته على عراق المقدسات ، يامن اليك اتجهت الانظار واستلهمت الاسماع ، يامن اصبح العالم ينتظر همساتكم في السر والعلن.
    سيدي أيها السيستاني الكبير لم أجد الا ان أكتب اليك عسى ان اجد غيوراً على هذا البلد يوصل مانكتب ولصرخاتنا وتؤهاتنا من مسمع، سيدي لقد "انفجر كيلنا" ولم يبقى فيه شيء يمكن اصلاحه فتشرذمنا وصل الافاق وتناحرنا وصل الاحتراب وان الهياكل قد انهدمت والاركان قد دنست والشيم قد اختفت والغيرة قد انتهت واللحمة قد احترقت.
    سيدي: طالما استمعنا الى توجيهاتكم الرشيدة الى ساسة العراق مابعد 2003 منذ ان تم التصويت على الدستور والى يومنا الحاضر في تصويب الكثير من الاخطاء والاخفاقات التي مر ويمر بها البلد من منحدرات خطيرة كانت اهمها تسليم مدن العراق بايدي عصابات "داعش" لولا فتواكم التأريخية "الجهاد الكفائي" في الدفاع عن أرض الوطن وتكونت على اثرها "قوات الحشد الشعبي" حيث لا يخالجنا ادنى شك بانك اصبحت القائد العام للقوات المسلحة للحشد الشعبي. لذلك فنتقدم اليك بشكوانا عسى ان يحل ماهان.
    سيدي المبجل: نحن عندما نكتب اليك فلاجل ان يبقى تاريخاً تتناقله الاجيال فهذه الاحداث والسير ربما من كثرتها  تمحى من حافظة الزمن. فيا سيدي لقد اصبح البلد في هرج ومرج بعد ان باعوه ساسة العراق وقبضوا الثمن ، واليك بعضا مما يعاني العراقي المحروم: ان الامهات قد ثكلت والمدن قد استبيحت والدماء قد هدرت. فالمجازر تتلى علينا ولا من احد يأخذ حق من اغتصب، لم يكشف عن جريمة سبايكر التي راح ضحيتها اكثر من ثلاثة الالاف عراقي نتيجة التشرذم والتشردق وعدم المسؤولية. ولقد اصبح ماء العراق لا يطاق فالابرياء والمظلومين يشربون المياه الآسنة ، مما تسبب بكثرة الامراض الوبائية ، اما المسؤولين وعوائلهم فهم في نعيم وربما يشربون ويغتسلون بالحليب والعسل. اما المعضلة الاكبر فهي الكهرباء فقد اصبحت معجزة العصر لا تأتي الا ان ينزل نبي او رسول مرسل ، واصحاب المولدات باتوا يرفعون تكاليف تزويدنا بها حالهم حال استغلال الحكومة للشعب، مع ارتفاع بدرجات الحرارة تتجاوز الخمسون درجة مئوية.
    ويا سيدي فقد اصبح العراق من اوائل البلدان في الفساد الاداري والمالي فالرشوة اصبحت هدية ولا يمكن ان تنهي اي معاملة الا اذا دفعت ما تم تسعيره من قبل اصحاب الخبرة في الرشاوي ، حتى انسحبت هذه الظاهرة المقيتة الى التعيينات في وزارة الدفاع مما ادى الى انهيار المنظومة الامنية في ليلة وضحاها ابان احتلال الموصل ونحن لا نلوم الانسان العراقي البسيط الذي يبحث عن لقمة العيش فمعدلات البطالة اصبحت من المسلمات في بلد العراق الا اذا جاء بحزب او من له سند وجل الفقراء والمعوزين لا ينتمون الى هذه الطبقة الفاسدة الا طبقة المتنفذين واصحاب الاحزاب الذين اوصلوا ذويهم الى مواقع خدمية انتهت باستلام تلك المواقع مما ادى الى تدهور الواقع الخدمي بالعراق لذلك فان جل الخدمات قد توقفت الا خدمة رواتب البرلمانيين والساسة والمسؤولين فهم قد اختلفوا في كل شيء وتناحروا بكل شيء الا اتفاقهم على رواتبهم ومخصصاتهم.
    يا سيدي ناهيك عن استحداث دساتير وقوانين خاصة بالاحزاب وهي ان لم تكن معي فضدي ، ان تحدثنا عن تدهور الحال اصبحنا من الدواعش وان سكتنا فقد اصبحنا شياطين فالتهم جاهزة ومبسترة لاي شخص يتفوه بشيء.
    وهذا يا سيدي غيض من فيض فأبناؤنا يقاتلون ويستشهدون وابناء الساسة ينعمون ويتلذذون وهم خارج العراق ، ان حضروا للعراق فلاجل ان يلتقطوا الصور التذكارية وهم يرتدون الملابس العسكرية، ناهيك عن ذوي الشهداء الذين يعانون الامرين من العوز والفاقة من دون ان يلتفت اليهم احد. اما قوات الحشد الشعبي فقد انتخت النساء لتكون معهم لاجل اعداد الطعام في ارض المعركة والساسة ينامون في اروقة المنطقة الخضراء!!!!!
    كل ذلك يا سيدي وانهم يلتحفون بعباءتك ويدعون الانتماء لمرجعيتك والامتثال لاوامرك ، ونحن يا سيدي من امتثل لامرك واشتركنا في اللانتخابات وجئنا بهم فالآن لقد انفجر الكيل ولم يعد هناك اي محمل نحملهم عليه فبعد سنوات عجاف جاوزت الاثنى عشرة سنة.
    سيدي ايها السيستاني نحن نكتب اليك لكي تكون الفاصل بيننا وبينهم فيما ان قامت الثورة عليهم بدون استثناء وسوف يسحلون بشوارع العراق ومن دون رحمة وبطبع العراقي صبور حتى ينفجر وينتفض على ذاته اولا ثم على الظالمين. اللهم انا لم يضرنا عاد ولكن ضرنا حلمك وصبرك على ساسة العراق اللهم انزل عليهم عذاب قوم هود وصالح وعاد وثمود انك ارحم الراحمين. اللهم اشهد اني بلغت.

    30 / تموز / 2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media