مرة اخرى ...شيئا عن أخلاق "النضال"العقائدي ...لرئيس الجمهورية!!!
    الخميس 30 يوليو / تموز 2015 - 19:18
    أ. د. حسين حامد حسين
    يا وطني العليل الصامد ، يامن على الرغم من كل جراح جسدك النازفة لا تزال كمارد تقف بشموخ . ايها السخي في العطاء ويا من تحملت الجور والاذى ، يا "أيوبا" جديدا يصبرعلى جراحات الايام. يامن لا تزال تتلقى الطعنات من احقر واقذر واتفه من خلق الله تعالى ، ممن لا يستحقون الحياة. ممن يسمون انفسهم عراقيين ، لكنهم خونة رعاع وسقط المتاع ، ممن خلقوا لإنفسهم كرامة مفعمة بالذلة بعد ان حاولوا فقئ عيون الحياة ، ألا انهم الغادرون الاثمون!! أيها العراق ، المؤمن القوي ، متى سيهب احرارك لنجدتك ويوقفوا نزيفك الطويل هذا؟ متى يضمدوا جراحك ، ويوسدوا رأسك الكريم فوق وسادة العافية لتهنئ بك الاجيال القادمة ، ويندحر المجرمون والافاكون ويغرقوا بعارهم في مستنقع خياناتهم وغرورهم..!!
    ايها الناس ...لنقف معا ونهتف بسقوط  القيم والاخلاق الانسانية ، وبسقوط التمدن وكل النوازع "الاستقراطية" الجديدة الكاذبة لبعض" المناضلين" ممن نسوا ماضيهم بالامس!! فهذا الوطن العراقي المستنفر والواهب حياته بلا ثمن من اجل تحطيم داعش واحلال الحرية والعدالة والبناء، لا يمكن ان يسمح فيه شعبنا لمن يريد أن يجعل لنفسه مكانا " متميزا" في "طبقة" عليا بين شعب الكادح ، الجائع والمشرد والملايين منه تعيش في بيوت الصفيح . فمن يطمح من هؤلاء لأن يجرب التمرغ بعاره والانسلاخ من وطنيته ، فعليه ان يرحل عن المنصب!! فهذا الوطن للعراقيين الاصلاء وليس للحالمين. هذا الوطن الذي مزقته وادمته الصراعات السياسية ، وتأمر عيه السفلة من البعثيين ومزقه حتى "المناضلون" من سياسيي ألاكراد ، بعد ان فتحوا عليه ابواب جهنم ، ليمزقه الارهاب ويشرد شعبنا العريق ، لا يزال هذا العراق صامدا ووفيا لأهله. وهؤلاء"الاستقراطيون" الفاشلون الجدد ، هم أكثر ضئالة من ان يستطيعوا فرض وجودهم الطارئ على شعبنا. فلا قيمة لهؤلاء ولا لغيرهم ممن وجدناهم غير قادرون سوى اجترار  تقولات باطلة عن الدين والاخلاق والعفة ولوطنية والنضال ، فهم شياطين الانس والجن ممن شوهوا قيمنا السامية .
     فتالله ، كيف يستطيع من يدعون "النضال" في الامس لنصرة عقائدهم ، وقد عاشوا القهر والحرمان والتشرد، كيف يجرأ هؤلاء على ممارسة استهتار لا يقل دناءة عما فعله الطاغية المقبور من قبلهم ؟ 
    كيف يمكن مثلا، لرجل أكاديمي تجاوز الثمانينات من عمره وكرئيس للجمهورية ، نشأ وعاش وترعرع في حياته في احدى قرى اقليم كردستان ، وليس في سويسرا مثلا ، و لا في قصر "فرساي" أو قصور الامبراطوريات اليابانية ولا في قصر"باكنهام" ، كما واضطر طيلة حياته الطويلة تلك على استخدام الحمير والبغال كوسائل للتنقل... كيف له أن ينسى "ضيمه" ، هكذا سريعا ؟ وكيف لم يعد ليشبع غروره شيئا سوى استخدام الطائرة الرسمية لرئاسة الجمهورية ، من اجل "المتعة واللهو والاستجام" له ولعائلته في لندن اثناء العيد ؟ وكيف له أن يضع اعضاء السفارة العراقية في لندن في "خدمته" وخدمة عائلته ... مجانا ، وعلى حساب الدولة العراقية؟ ثم بعد كل ذلك ، لا نجد أحدا من "الوطنيين" من يفتح فمه لفضحه ومحاسبته على استغلاله للمنصب؟؟؟!!! ، كل ذلك يحدث امام شعبنا الذي لا يزال يعيش هذه الايام التموزية القائضة من شهر هذه الرمضاء العسيرة ، وهي تشوي ادمغة واجساد ونفوس العراقيين، وما يتحمله بشكل خاص الاطفال والشيوخ والمرضى ، ولكن لا أحد في رئاسة البرلمان يجرأ لاستضافته ومسائلته على هذا الاستهتار والسخرية بشعبنا؟؟؟!!
    وهل يستطيع أي مسؤول عراقي مهما كان منصبه ، ممن يمتلك بعضا من شعور بالمسؤولية  وكرامة الذات والعفة والاصالة ، ان "يجرأ" على القيام بذلك التحدي لمشاعر شعبنا المنهك الخائر، لولا أنه كان متأكدا ، ان لا حكومة ، ولا برلمانا ولا قضاءا يمتلك النزاهة والقوة والشجاعة ليقف بوجهه في هذا التحدي الكبير للمشاعر؟! . ألا يعني ذلك ، ان السيد رئيس الجمهورية ، ينظر الى العراق باجمعه بلا مبالات وباستخفاف ، بسبب انه لا يرى بنفسه وكرئيس للبلاد، سوى حالة من طغيان وفساد طبيعي ، فلا بأس ان يدلوا بدلوه هو أيضا؟! فما قيمة العلم والمعرفة والتربية والشهادة العلمية لديه إذا؟؟!! 
    وأي عدالة هذه وأي أخلاق؟ ألم يقرأ هؤلاء كتاب الله العظيم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فتخشع قلوبهم لذكرالله تعالى ؟ وأين هي هذه القيم والاخلاق الانسانية التي يتحدثون عنها؟ فهل "انتفضت" شهوات النفس "المناضلة" ، على ذلة الحرمان والجوع ومواقف الضياع والاضطجاع في الكهوف ومغارات الجبال وألعيش على الكفاف بالامس ، من اجل "الثأر" للذات المسحوقة التي لا تزال تعيش صدى مهانتها في تلك الايام؟  أليس من شيئ أكثر كبرياءا يستطيع ان يملؤها اشباعا معنويا ، سوى قيام "السيد رئيس الجمهورية " باستغلال منصبه واستخدامه لطائرة الرئاسة في نزهته رغما عن أنف الجميع، لان في ذلك تمثل له صورة التحدي للماضي والحاضر معا في محاولة لرد اعتبارالذات المقهورة؟ وهل ان السيد رئيس الجمهورية لا يزال يعيش صدى أسره في سنوات القهروالعبودية ، من اجل رد الاعتبار ، فلا يجد سوى شعبنا الذي أثقلته جراح الانصال ، فلا بأس ان يمارس شعوره بالتفوق لامتهانه؟
    فهل فيما فعله "دكتورنا الاكاديمي" هذا ، فيه أي شيئ ينتمي الى القيم التربوية اوحتى الاخلاق السياسية ؟ أو هل ان التربية والاصالة وقيم العلم والمعرفة التي يتعلمها الانسان ، تعيش لدى البعض في معزل عن أخلاقه و احترامه لذاته أوسمعة عائلته بحيث لا يتورع من التجاوز عليها جميعا ؟ ام ان الفلسفة التي يحملها دكتورنا الكريم هذا، في حقيقتها ، هي اكثر ضئالة من ان تجد لنفسها عنوانا عريضا للنزول لمستوى شعبنا ، لكنه ، يرفض ذلك ، ولا يجد مبتغاه سوى في "ركوب" الطائرة الرسمية ، ليعيش جوا "ارستقراطيا " غارقا في وهم الذات؟ 
    على كل حال ، يا وطني الحبيب، انه الزمن الفاغر فمه من اجل أن يعب منه بعض الناس ما طاب لهم من كؤوس الباطل ، بل ومن الكفر والضلالة والتمادي في التجاوز على المباديئ والاخلاق وإسترخاص العقائد والدين. ففي كل يوم نرى من سياسيي هذا الزمان ممن لا يستشعرون ألامك ولا توخزهم ضمائرهم لعار افعالهم ، ولا يخجلون حتى من مواجهة ازدراء واحتقار العراقيين لهم . هؤلاء وقعوا على التأمر عليك وبيعك يا عراقنا من كتل سياسية واحزاب طائفية من شتى الالوان والاصناف الرخيصة المبتذلة . ولكن الوهم الكبير الذي يعيشونه ، في اعتقادهم أنهم من يمتلك القرار اليوم ، لا علم لهم بما يخبؤه لهم الغد من نهاية مؤلمة.
    ايها العراق ، يا عراقنا وعراق كل الشرفاء ، يا من نهنأ اليوم بأعراس انتصارات ابناؤك العراقيين الاوفياء ، من القوات المسلحة وقوات الشرطة وابطال الحشد الشعبي ورجال العشائر الشجعان في صلاح الدين والانبار ، ومعركة الموصل القادمة التي فيها نهاية الارهاب المسلط عيك باذن الله تعالى من جميع الخونة ، فالشرفاء من أبنئك سوف لن يخذلوك. وسيأتي حساب اللصوص والمترفين من السحت الحرام. هؤلاء الخاسؤن ، من باعوا الشرف والذمم واستمرؤا الخيانة وصبوا نقمتهم عليك وعلى ابناؤك الطيبين ، ستدور الدوائر عليهم قريبا ، وما عليك سوى ان تصبر قليلا، وان تتحمل طعناتهم في جسدك الكريم. فالشرفاء من شعبنا لا ينسون اعدائهم ، ولن يغفروا لهم .
      ومع الشرفاء من ابناؤك يا وطني ، سنعود اليك ان شاء الله ، بنفس ما تحمله نفوسنا من وجد عشقك ، وستغدوا الحياة اكثر جمالا وبهاءا فيك. وسنرفع راياتك الزاهية فوق رباك المجيدة ، وسنشدوا معا ، اغانينا القديمة التي نقشناها فوق شغاف القلوب.
    حماك الله يا عراقنا السامق ....
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media