ماخططه اعداء العراق فشل بفتوى المرجعية
    الجمعة 31 يوليو / تموز 2015 - 06:39
    صادق غانم الأسدي
    ماجرى للشعب العراقي من تحديات مصيرية سادتها الفوضه العارمة بكافة جوانب الحياة رافقها بث من الدعايات والسموم كحالة اضعفت قدرات الفرد العراقي في التعامل مع الواقع الجديد والمتغيرات الأنية وضلت العقول خاوية ورخوة متأثرة بأي حدث يخضع للموازين والمتغيرات الجديدة , منذ عملية التغير السياسي وتحرير العقول من سطوة الجلادين والقمع الفكري والسماح لها بالتعبير عن الاراء وممارسة المعتقدات دون وضع قيد او شرط طالما لاتخرج عن الشرعية ومفاهيم  الاداب العامة , رحبت تلك المجاميع الفقيرة من عامة الشعب وانسجمت مع المعطيات والمتغيرات الجديدة في الوقت الذي لم يروم لبعض من اصحاب النفوذ والذين كانت لديهم مصالح وسطوه واموال ان يعيشوا حالة التغير خوفا من ضياعهم وكسر شوكتهم كما فعل الدين الاسلامي  في بداية عهده الجديد من ان الناس متساوون واكرمهم عند الله اتقاهم وكانت هذه سياسة العدل الالهي التي لايضاهيها او يعترض عليها اي انسان , وبما ان وسائل الاعلام كانت بايدي الحاقدين ولهم خبرة طويلة في ترويج الدعايات بين اوساط المجتمع وكذلك القدرة في زعزعة الثقة بالنظام الجديد من خلال طرح بعض الافكار بين قواعدهم وتشجيع حالة التمرد الفكري وبمساندة الدول الاقليمية والتي كان لها دورا واضحا في التعبئة والدعم المالي اللامحدود واتهام الحكومة بانها طائفية وتمثل الشيعة فقط وتهميش السنة مع العلم في بداية المرحلة الاولى لم يكن اي تهميش او ملاحقة لاي شخص الجميع رحب بالتغير وما اظهره الاعلام العراقي وبعض القنوات المحايدة ان الايادي تتشابك والحناجر تهتف (لاسنة ولاشيعة هذا البلد مانبيعه) ,ولكن ما خطط له قد نجح , فبدأ التخطيط والتدمير باتجاهين الاول يكون بين عامة الشعب من البسطاء والكسبة والموظفين الصغار على ان يجري العمل في كافة المناطق دون استثناء من بث دعايات وصيحات باستمرار حتى تستقر في اذان تلك الجماعات المرحبين بالتغير وهم يتنفسون الصعداء كتلك التي نسمعها باستمرار( الكل حرامية)( الحكومة حرامية ) ( العراق ما تقوم له قيامة) ضلت هذه الكلمة تلاحق عامة الشعب حتى استقرت باذهانهم  دون اي دليل , فقط يرددون الكل حرامية وحينما يكون حضورك الى اي محفل محزن  او مفرح تجد الصيحات موحدة , ولايخلو الامر حينما تتنقل بوسائط النقل العامة  وانت جالس بين صفوف الناس مجرد احد الركاب يثير كلمة او موضوع عن تلكأ في مشروع صرخ الجميع بنبرة واحدة الحكومة حرامية حتى الفقير المسكين الذي لايعرف غير قوته اليومي يعلنها بصراحة معهم وهو لايدرك معنى تلك الكلمة لمجرد تكررت باستمرار يوميا على مسامعه, كلمة لربما تجد فيها نوع من الحق والمصداقية وتعبير عن منعطف محزن مر على العراقيين جميعا بسبب فقدان الامن وانعدام الخدمات ولكن يعاب على الجميع لانهم يتهمون الكل ولايستثون ويحاسبون ولم يكلفوا انفسهم للخروج بتظاهرات تعبر عن حالة الظلم الذي يعشيه واشعار الحكومة بان شعب يراقبهم وسوف يلاحقهم باستمرار, لربما الكلام فقط  شجع السراق وسهل لبعض الوزراء والمفسدين الكبار على السرقة لعدم وجود التظاهرات الرادعة كالتي تحدث في المناطق الجنوبية بين فترة واخرى على تردي اوضاع الكهرباء وبعض الخدمات ونسمع عن سقوط بعض الشهداء فيها ولكن نجد المطالب تتحق خلال يومين الا في محافظة بغداد والمناطق الغربية والشمالية فاللسان هو المعبر عن حالة الرفض , انا لا اتهم بان الجميع حرامية ولا اجزم بان حالة اليأس ستكون شديدة جدا ولا حالة الامل مفرطة وقريبة ببناء مجتمع مزدهر ولكننا نعيش بأمل لان في العراق سواعد ورجال غياره وطاقات تجد الخير فيها ,اما الحالة الثانية التي بثها اعداء العراق ولاتخلو من مناصرة وتخطيط من الدول الخليجية هو ان يرشح بعض السياسيين الحاقدين من المذهب السني والذين ليس لديهم اي صفة نضالية او نشاط سياسي حارب النظام القمعي في الحقبة الماضية  بمساندة قواعدهم وتجهيزهم بالاموال للتأثير على البسطاء من السنة والمعتدلين لحصد اصواتهم , ثم يكون لهم دورا كبيرا في عملية تاخير القرارات داخل السلطة كما نجح الساسة السنة في تعطيل مشاريع الدولة من الجهتين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وهذا مخطط بفكر وتمويل الدول التي لايروم لها ان ياخذ العراق دوره الريادي , كما يهدف هذا العمل من ايقاع اللوم واتهام الحكومة كونها تمثل الطائفة الشيعية على انها لاتستطيع تقديم الخدمات وضعيفة , كما تعمل على ايجاد فجوة وانقسام داخل الرأي العام بين اوساط الشيعة وتعميق الاختلافات فيما بينهم واضعاف قدرتهم على التغير والسيطرة على القرارات , مما يزعزع الثقة بممثليهم وامتناع انتخابهم مرة ثانية وترك الساحة لغيرهم , وقد نجحت فعلا تلك الخطط وما كان يرسمه اياد علاوي وبعض المتصيدين من الساسة السنة خارج العراق واجتماعهم بين الاردن وقطر والسعودية وتركيا بدأت تثمر خططهم ونجحوا في السيطرة على بعض العقول الخاوية بل اكثرها , ولولا مباركة المرجعية الدينية في النجف الاشرف واتخاذها الفتوى العظيمة التي وحدت عقول وقلوب العراقيين وجعلت من الخطابات تصب في مصلحة الدين على ان يكون المصير واحد وتجاوز المرحلة السابقة وما كان يطلق من صيحات وتناحر بين اوساط المجتمع الشيعي وتنظيم وتوحيد صفوفهم اتجاه عدوهم الاول وتناسوا ما وقع عليهم من حيف استجابة لنداء المرجعية  لكان العراق في دوامة العنف والقتتال الطائفي والتناحر المذهبي .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media