سلطة الفاشلين في العراق
    الجمعة 31 يوليو / تموز 2015 - 14:21
    محمد مهدي نجف
    قد يكون السؤال عن معنى السلطة, يحمل من حيث المبدأ جوابا ما, فغالبية الناس إن لم نقل كلهم, لديهم فكرة ما عن معنى السلطة, مهما كانت هذه الفكرة عميقة أو سطحية, واضحة أو مبهمة ! لأن السلطة تبدو دائما كأمر شائع وواقعة اجتماعية, حاضرة في مجالات الحياة كافة, كما هي في المؤسسات الرسمية للدولة وأجهزتها المتعددة.
    لم يزل الانسان منذ المجتمعات البدائية الأولى, كجزء من جماعة يخضع لأحكام و قواعد و أنظمة و أعراف و أصول, محددة بطريقة أو بأخرى, أي أن الإنسان يخضع لسلطة قائمة, سواء كان ينتمي كفرد الى جماعة أولية تلقائية مثل العائلة,الوطن, الدولة... او كان منتسبا كعضو في مؤسسات وهيئات.
    من جانب آخر, نرى أن السلطة تنبع من حاجة إلى تنظيم الحياة الاجتماعية, الحاجة النابعة من رغبة الإنسان بالنظام, و السلم و الأمن, الامر الذي يجعلها, ضرورة اجتماعية لاهميتها, في المحافظة على وجود الجماعة و استمرارها, حيث ان ممارسة السلطة بإعتبارها كضرورة او حاجة, لا ينفي ذلك اهمية تحديدها بحد ذاتها, ان الحضور الدائم و المتنوع للسلطة يدفع للتساؤل, عن مدى قربها أو بعدها عن السياسية, فهل كل سلطة هي سلطة سياسية؟
    ان اتساع مفهوم السلطة و تنوع, اشكال تمظهرها في الواقع, يفرض البحث عن مجالات التميز, بين السلطة السياسية, والسلطة غير السياسية, حيث ان الاكتفاء بالقول( ان كل سلطة فيها نوع من التفاوت مهما كانت طبيعة هذا التفاوت و مقوماته) لا يكفي في تعريفها تعريفا كاملا.
    حيث تتمثل السلطة السياسية, في تحديد العلاقات بين نموذج الجماعة و السلطة, التي تمارس في نظامهما, فيمكن أن تكون السلطة السياسية في المجتمع الكلي, وفي نفس الوقت تكون موجودة وهي غير سياسية في الجماعات الأخرى .
    العراق الذي يفتقر الى معنى السلطة, بسبب عدم وجود حكومة , تسعى لبناء سلطة و تراكم فشل الحكومات السابقة, هو من أهم الأسباب التي تعيق العراق من ناحية, و من ناحية أخرى تأثير الضغوطات الدولية على العراق, وإدخال العراق في مشاكل, سواء طائفية او سياسية او اقتصادية, و صراع الشركاء فيما بينهم, وافشال بعض الحكومات المحلية, و التي بسببها بقي العراق من غير عنوانه كدولة , ذات سلطة مستقلة بعيدة عن التناحرات السياسية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media