الانسان : حرارة البناء تقضي عليه
    الجمعة 31 يوليو / تموز 2015 - 19:55
    علاء الأسدي
    الانسان خلق لطاقات تحمل محدودة وحساسة للغاية هذا البشر الذي توارث الحياة وحاول ادامتها بكل السبل بالدفاع عنها وعن البيئة والري والزراعة والصناعة كي تزدهر الحياة في كل جوانبها وهي جهود اجيال سبقتنا لم نحسن نحن ادارة البناء كما احسنوه هم رغم كل التقنيات والامكانيات والتكنلوجيا فمازال البناء يواجه تحديات الجشع الاستثماري وخصوصا ارسعار الاراضي في المدن والعواصم بكل العالم ولا يختلف الحال عنه بالعراق ابدا بل بالعراق لدينا مدن مطمورة ومعزولة ومحرومة ومنهكة وخصوصا مركز بغداد وصولا الى مدينة الكاظمية المشرفة وهكذا مزاكز المدن في كربلاء والنجف والحلة وحتى البصرة
    مدن اكل الدهر عليها وشرب ولن تجد من ينقذها من الحالة التي فيها معماريا ولا بيئيا ولا بيئة اجتماعية لانها مرتبطة بعوامل المعمارية والمؤثرات من البناء سواء كان قديما ام حديثا
    المعادلة التي اقصد هي معادلة الانسان في جو حار جدا مثل الذي نمر به هذه الايام العصيبة وبلا خدمات كهرباء وماء في الوطن
    فيجلس الانسان الممتحن هذا اسير البيت حرصا من الاشعة الخطرة في خارج البيت من الشمس واللاهف الحار وضربة الشمس وعواقبها الوخيمة القاضية بكل تاكيد مع وصول درجة الحرارة الى 51 مئوي , وعدم وجود التيار الكهربائي , قلة الرطوبة بالهواء, يبدا هنا البناء يضخ ثاني اوكسيد الكاربون عبر الجدران والاسقف في داخل البيوت والبنايات كلها وبهذا الجو الحار جدا يقل نسبة الاوكسجين بالهواء حتى تصل شبه المنعدمة مع عدم وجود تهوية ورياح تجدد الهواء داخل المساكن على اقل تقدير
    تصعد الحالة العصبية عن الانسان هذا الى حد يجد نفسه مختنقا من الكئابة والحسرة والتوتر العصبي وضيق في التنفس والسبب هو زيادة ثاني اوكسيد الكاربون في الجو الذي يتواجد به داخل البناء سواء كان قديما او جديدا فكل مواد البناء تشع عند وصولها درجة الحرارة ما بعد الثلاثين مئوي تبدا بالاشاعاع لثاني اوكسيد الكاربون اما عندما تصل الى الخمسين مئوي تصبح الجدران والاسقف تضخ ثاني اوكسيد الكاربون وتجعلها حالة هيجان لمن يسكن هذه البنايات وتؤدي الى حالات وعراك وتخاصمات غير محقة والسبب مجهول لدى الناس بان كل هذه التوترات هي سببها عندما تصل دراجات الحرارة الى هذا الحد من غضب الله علينا تبدا مواد البناء كلها تشع ثاني اوكسيد الكاربون
    ولمعالجة هذا الشي فتح النوافذ ورش البردات بالماء الى ان تبتل تماما وغسل ارضية المساكن كل ثلاث ساعات مرة بالماء والمعقمات وتنشيف الارضيات محاولة الحفاض على الرطوبة داخل السكن وعدم دخول ضوء الشمس داخل لان الضوء هو طاقة وحرارة نريد التخلص منها ومن شرها اذا يجب المحافظة على العتمة داخل البيت كما هي عتمة السرداب واستبدال الوجبات الغذائية بوجبات سوائل خفيفة مع الرقي والبطيخ والخيار والجبن والخبز وبالبقاء للمعدة خفيفة افضل من التخمة في مثل هذه الاجواء
    الاستعانة بالعطور والمكياج للنساء يهدئ من حالتهن النفسية والعصبية وعدم التفكير بالنسبة للرجال بالمادة والسياسة في مثل هكذا طقس مؤلم ومجرم وسكم وغضب الله ارضاء الاطفال ومحاولة تلسيتهم في مثل هكذا جو مشحون والابتعاد عن مشاهدة البرامج السياسية والاخبارية لانها مرض اشبه بالسرطان اصبحت لا نطيق العراقية ولا اريد شوفتها الكشرة لانها اصبحت للفك.
    نعم باسم الدين باكونا
    ولكن والله لن نهزم
    فكلنا حشد شعبي ولكم بالمرصاد ايها السراق

    المهندس علاء الاسدي
    31.07.2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media