السلاطين الحنقبازية، أردوغان و مقامرته الاخيرة
    السبت 1 أغسطس / آب 2015 - 09:49
    عبد الصاحب الناصر
    مهندس معماري - لندن
    يتسمون بها و لا يلتزمون خوفا منها ، اي من اصوات الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقة في امور البلد و هي ادرى منهم و من توابعهم بحقوقها ، فهي الديمقراطية ، التعبير الاصح و الاشمل لاصوات الشعوب التي تقود في نهاية الأمر نفسها بنفسها، اما الذين يدعون تمثيل شعوبهم  فسرعان ما يُكشفون و تظهر عوراتهم على حقيقتها  .

    لم يجف حبر اللعبة الاخيرة ...  "game-changer” التي اعلنت عن دخول تركيا في المعترك  الدولي  في محاربة (داعش) حتى انكشفت قذارة اللعبة ، فنرى تركيا تشن حربها ليس على الدواعش بل على اكرادها و اكراد العراق (هل هذه ضمن الديمقراطية  التركية الحديثة ؟)، ام هي نفس اللعبة  القذرة ضد الارمن سيئة السيط !.  فاصبح حزب العمال الكردستاني  ضمن (دواعش الاكراد !) اية قذارة هذه التي تحصل في المنطقة منذ تولي  قادة الحروب من ساسة امريكا؟  كتبتْ السيدة ليلى جيجنتو في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية (FP)، ان كل هذه الألاعيب إنما  لواشنطن هي حول (القاعدة)  الجوية في انجرليك جنوب تركيا .اما بالنسبة لحقوق الانسان و حقوق الاكراد، فهذه لا تثير قلقنا مطلقا! كما يقول الساسة الامريكان .

    اما صاحبهم مسعود (الحنقباز) الثاني  و احلامه بإمارة عائلية تحت اسم (امارة بارزان )، كامارة دبي او قطر، فهذا الانقلاب او اللعبة التي صنعت من اكراد تركيا متساوون مع الدواعش، فأقتنع و اسلم أمره لاردوغان ، وسيتحمل مسعود برزاني و المحيطين به من افراد عائلته كامل المسؤولية، و سترتد عليه لا محالة ، فالشعب الكردي لم يقاتل كل هذه السنين من اجل استقلال جزء من كردستان (الكبرى). اما صاحبهم  مسعود فلن تنفعه اي لعبة من هذه اللعب القذرة، و لن ينفعه جلاوزة الكلمة و لا الكتاب من "ضباط الأنصار" من ذوي الرواتب  التقاعدية التي تدفع لهم من قوت الشعب الكردي، امثال كاظم جيفارا حبيب و  كفاح محمود، فالشعب الكردي احس باللعبة منذ مدة، و كما نرى كيف فشل اردوغان بالحصول على الاغلبية ليكون حزب العدالة الحكرمة التركية فلن يتمكن مسعود من الحصول على رئاسة الاقليم للمرة التاسعة بعد الألف، حيث  وقع كلاهما، السلطان الماكر أردوغان، و الزعيم القبلي مسعود،  في مطب اقرب الى نهايتهم من ان يقلبوا اللعبة بالتناوب بينهم  ليساووا مقاتلي حزب العمال الكردستاني  في تركيا مع الدواعش.

    و نفس الكلام ينطبق على الدون علاوي ، الحنقباز الثالث (الزعلان ابدا)، فمازال، ومنذ زمن زرقاء اليمامة يطالب الحكومة العراقية  بالمصالحة الوطنية. حين  ، صرح ان الحكومة [العراقية]، لا  تفعل شيئاً في مجال المصالحة الوطنية. هذه الاسطوانة المشروخة التي يستعين اليوم بها ويستخدمها كقميص عثمان . في اعتقادي أن لا احد من هؤلاء يعرف ماذا يريد من العراق اليوم، و لكنهم يوجهون الانتقادات ليصنعون منها شيئاً ما، غير واضح ، لا لون و لا صفة له غير مطلب الاطفال، هذا ما نريد، فقط ، لا غير . بل اعتقد  انهم يستعيضون  بها  كمرادف لقصة قميص عثمان.

    الظاهر ان علاوي يغط بين حين و اخر في سبات طويلة، مكشوف الظهر، فيفيق وهو يردد شعارات لا يعرف غيرها، (المصالحة الوطنية الحقيقية!) .فما المقصود بالمصالحة الحقيقية؟ المقصود هو إلغاء قانون الإرهاب، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، المتهمين والمحكومين بجرائم الإرهاب، وإلغاء أحكام القضاء الصادرة بحق الإرهابيين طارق الهاشمي ورافع العيساوي وإعادتهما للسلطة، وإعادة جميع ضباط الحرس الجمهوري والأجهزة الأمنية الصدامية، العاملين الآن في صفوف داعش، إلى الجيش العراقي... وغيرها كثير من شروط المصالحة الوطنية الحقيقية التي يرددها علاوي وسليم الجبوري والنجيفي وأمثالهم ليل نهار. 

    لو سُئل هذا الدون عن طلب مسعود البارزاني بإعادة المفاوضات حول النفط  لأجاب بان الحكومة الوطنية لا تملك ستراتيجية سياسية كما لا تملك ستراتيجية لمحاربة داعش. طيب انت نائب رئيس الجمهورية ، لا تحتاج الى دعوة لتقدم نصائحك السحرية ، ماذا تنتظر إذن؟ كما صرح من على القناة العربية من البحر الميت، لماذا من البحر الميت؟ اترككم و خيالكم . هؤلاء ، كالصفراء يلتقطون الاخبار من مؤخرتها، علاوي ، مثلا ، مازال مصرا على إثارة مخاوف الناس  من ايران. اين اذن علاقاته مع ستة عشر مؤسسات استخبارية عالمية ؟ و لماذا تركوه قشرا ملقيا على الطريق، و نسمع صداها عند عمار الحكيم، الحنقباز  الرابع الذي  يردد ما لا يعرفه عن الديمقراطية ولا عن اردة الشعب، فيتصورها تمن و قيمة و هريسة العباس . يضع الإشارب الاخضر تيمناً بآل البيت عليهم السلام ، و يهدد الشعب بالكف عن المطالبة بحقوقه . ساتجاوز قليلا و اعتذر مقدما. لاحظوا جلسته (الوحيدة) في مقابلاته للناس و للسياسيين في مكتبه او في مكاتبهم. يصف الرجلين سوية كالمحنط الا من الابتسامة الصفراء المصطنعة، و يسمح لبعض من اذيال العبائة تغطي الساق و الركبة، و تهبط العبائة الى حد الاحذية، انكليزية الصنع كحذاء الاقطاعي الشيخ محمد العريبي اياه،  وهذه الاحذية  الملمعة! تعيد شعاع ضوء كاميرة التصوير  و كأنه يكشف عن اسنانه الذهبية كما في مسلسلات طرزان ابو الجسوة لكي يقال انه ضاحك السن. اغراء للبنات المراهقات المحرومات .

    وضع لنفسه برنامجاً  دبلوماسيا بعيدا عن البرنامج الحكومي الدبلوماسي.  و تفسير هذا ، انه يشعر انه  اعلى من بقية القوم او البشر، لأنه من سلالة اهل البيت (ع).  بخلاف  المنتفخ ذو الكركر  الحنقباز الخامس ، كل هؤلاء قد عرتهم سياسة إيران الحكيمة الهادئة الواضحة و الثابتة، و الاتفاق الاخير مع قادة المجتمع الدولي حول المشروع النووي، انما قد عراهم و سيشل حركاتهم وسيفضحهم و يقلب عليهم موازينهم. من السلطان الصغير اردوغان الى مسعود و علاوي و وسيم ال الحكيم .

    و ستعري جماعات من الاطراف السياسية  الأخري  توقعوا هجوم صبي الانكليز فخري كريم على ايران و سياسيتها الحكيمة، و سيفتح باب  نفاق اخرى عند آل سعود، هذه العائلة التي في طور الانتظار المخيف  لتعرف مصيرها، بين انقلاب المطاوعة، الدواعش، الوهابيين من الداخل، و بين انقلاب الامريكان، الذين افهموهم ، انه لم يعد بمقدورهم الاستمرار  بالدفاع عن العائلة، و ان عليهم ان يصنعوا شيئاً لمصيرهم. كما قال الشيخ محمد بن راشد ، قلنا للحكام العرب ،عليكم ان تغيروا و الا ستغيرون .

    عبد الصاحب الناصر
    01/08/2015
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media