في لـيـلةِ الـعـيـدِ عـزفُ الـشوقِ مُـنـفَرِدُ
    السبت 1 أغسطس / آب 2015 - 16:42
    عطا يوسف منصور
    في لـيلةِ الـعـيـدِ عـزفُ الـشوقِ مُـنْـفَرِدُ
       لـهُ اســتـفـاقـتْ وأمــواجُ الـهـوى مَــدَدُ

    ذِكـرى تَرَهّـبَ فـيها الـحُـبُّ مُـعـتزلاً
       عـلى ضِـفــافٍ مـن الاشــجـانِ يَـبْـتَـرِدُ

    فَـشَــفَّ عـنْ ألَــمٍ حِـلــوٍ يُــداعـبُـني
       كـالـخَـمـرِ تَـفـتَـحُ أبـــوابـاً لِـمَـنْ يَـجِــدُ

    سَــكَـبْـتُـهُ فـتـماهَـتْ فـيهِ قـافـيـتي
       يـا لَـلْـجَــمـالِ إذا مــا الـحَــرفُ يَـتّـقِــدُ  

    كأنّـهُ حَـبَـبُ الـيـاقـوتِ يَـسـلِـكُـهُ
       سِــمْـطٌ مِنْ الـنُورِ حَـلّى لِــبْـسَـهُ الجَـيَـدُ

    نـشوى ويا بَختها في جِيـدِ فاتنتي
       عِـقـدُ الـمُحِـبِّ حـديـثُ الـروحِ يَـنـعَـقِـدُ 

    على ترانيمِ شـوقي وهي راقصةٌ
       رِقْـصَ الـفَـراشِ على الازهـارِ إذْ يَـفِــدُ

    غَـنَـيّتُ اُغـنـيتي قالتْ مُـكابِـرةً
       هل شَــفّـكَ الوجـدُ قُـلـتُ الوجْـدَ ما أجِــدُ

    فـما عـدا حينَ قُـلتُ الـبُـعْـدُ أرهقني
       مِـمّــا بـــدا وتـمـــــادى غَــيُّــهُ الامَــــدُ

    كانتْ إذا جِـئـتُها بالـحُضنِ تأخُذني
       حـتّى نَـكـــونَ كــيـــانـاً فــيـــهِ نَـتّـحِـــدُ

    ما هـكذا كُـنتِ يا بـغـــدادَ فاتـنـتي
       لا الحــالُ حــالٍ ولا مِـن طبـعِـكِ الـكَـمَـدُ 

    مـالي أراكِ بـيومِ الـحُـبِّ واجِـمةً
       قـالـتْ يَــئِـسْــتُ وأبــنـائي هُــمُ الــنَـكَـــدُ  

    ظنَـنْتُ أنَّ طُلوعَ الـفجرِ يُـسْعِدُني
       فـعــادَ فـجــري دمـــاً والـحُــبُّ يُـفْــتَـقَــدُ 

    مـا عـادَ لَـيْليَ إلّا قولَ عـاشـقةٍ
        يـا ألــفَ لـيـلـةَ أحــــلامي الـمُـنى بــــدَدُ

    وموطنُ الحُبِّ رسماً صارَ في زمنٍ
     لا يَـعــرِفُ الـحُــبَّ نــاسٌ عـنـدما وِلِـــــدوا 

    يا ليتَ شِعْريْ لقدْ أصبحتُ في وَهَنٍ
       لَــمْ يَـبْــقَ مـنّي ســـوى إســمٍ إذا يَـــــرِدُ

    قـدْ كُنتُ أرجو صباحاً مُشرقاً عَطِراً 
       كـي أســتَعـيـدَ زمـــاني والـهــوى يَــلِــدُ

    فجاءَ بالـيأسِ لـم أركُـنْ عـلى أمَــلٍ
       وخــــابَ ظــنّي بـأبـنـائي وقــدْ فَـسَـــدوا 

    تَـسَـلّـمتْ زُمَــرُ الاحــزابِ موقِـعَـها
       في الحُـكمِ فـانَـظُـرْ بـماذا يَـفـخــرُ الـبَـلَـدُ  

    فالحاكمونَ تـرى الخضراءَ دولـتَـهـمْ
       لـلـنـصبِ مجـلِـسُـهـمْ لـلـنَهْـبِ إنْ قَــعَـدوا

    تـرى الـفـسـادَ لهُـمْ في كلِّ مُـنْـعَـطَفٍ
       وهُــمْ رعَــــوْهُ وفـي أحـضانـه مَــــردوا

    فـكـيفَ يُـصْـلَـحُ مَـنْ خـانـتْـهُ قِــدْوتُـهُ
       ألـبــرلـمانُ وأهـــلُ الـعَـقــدِ إنْ وعـــدوا    

    عَـقْـدٌ ونَـيـفٌ لـهم لا كهـربا وصَـلتْ
       ولا مِـيــاهُ لِـشـــعـبٍ بالاســـى يَــخِـــــدُ 

    والـكلُّ يَـســخَرُ مِن شــعـبٍ تُـمَـزِقُـهُ
       يــــدُ الـغــريــبِ وأدواءٌ لــهـا عُـــقَــــــدُ  

    تَـعـيـثُ فـيـهِ فـهـلْ يصحو لـمِحـنـتـهِ
       شــعـبٌ ويَـلْـفِـظُ مَـنْ فـي حــقّـهِ زهــدوا

    مـتى سَـيَـعـلَـمُ أنَّ الـشــوكَ لا ثـمـراً
       يـأتـيْ وأنَّ رجــالَ الـســوءِ قـدْ صَـعَـدوا

    هــذا وحـقّـكَ مـــا أحـكـيـهِ صـادقــةٌ
       بـعـضاً وآخــرُ يَــخـفـى يَـعـجـزُ الـعــدَدُ 

    فـهـلْ ســيُـعْـلِـنُها شـعـبي مُـجَـلْـجِـلَةً    
       حـمــراءَ فــيـها مـــدارُ الحــقِّ يُـعــتَــمَــدُ

    كـي يُـفْـهِــمَ الـخـائـنَ الـمُحـتـالَ أنَّ لــهُ 
       يـومـاً ويَـمـضي ويـمـضي مِـثــلُـهُ الـزَبَــدُ

    كـفـى اصـطـباراًعلى مـا مرَّ مِن وَجَعٍ
       يـا ابـنَ الـفُـراتـيـنِ طـولُ الـحِـلــمِ يُـنـتـقَـدُ

    فـالـمـوتُ مـوتـانِ إمّـا مـوتُ مَـكـرُمَةٍ
       مِـنْ أجــلِ حـقٍّ عـلـيــه الـمـجــدُ يَـنـعَــقِـدُ  

    أو مـوتُ ذلٍ لِـشَــعـبٍ صار في خَــبَـرٍ
       مــا لــم يُـحـاسِــبْ لصـوصاً مالَهُ حَصَدوا

    بـاســمِ الـقـوانـيـنِ والـقانــونُ لُعـبَـتُـهُـمْ
       والــحُـكـــمُ لـلـشـــعـبِ بالـتقـريــرِ يـنـفـردُ


    الدنمارك / كوبنهاجن
    الجمعه في 31 / تموز / 2015

    الحاج عطا الحاج يوسف منصور
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media