الـذئب الأجـرب .. أردوغـان
    الأحد 2 أغسطس / آب 2015 - 03:39
    فؤاد البصراوي
    لم ارد أن أقول الذئب الأغبر  وهو لقب  مصطفى كمال أتاتورك " أبو الأتراك" والذي غيّر وجه الأمبراطورية العثمانية " الرجل المـريض"  بمحاولته  أن يشفيه بالتقرب الى أوروبا وتغيير حياته من أبجديته مروراً  بطربوشه وحتى نزع رداءه الإسلامي !! وأصبحت تركيا ومنذ ذلك التاريخ لا هي أوروبية و لا دولة إسلامية تتقرب الى العالم العربي أكثر بل علاقاتها مع إسرائيل يجعلنا لا نأمن الدور التركي المعادي للطموحات العربية  في إسترجاع فلسطين , كما إن تركيا التي كانت ضمن حلف بغداد الإستعماري وقفت ضد طموح شعبها الكردي وقاتلته باشد أنواع القصف و السلاح وحتى يومنا هذا بعد وصول " حزب العدالة والتنمية " بقيادة رجب طيب أردوغان الذي  و من خلال شعاراته الغوغائية حصل على الأغلبية فغير نوع الحكم وأنتقل من رئيس وزراء الى رئيس يحكم بأمر "الله" كما كان يحكم كرئيس وزراء أي هو الحزب والحزب هو , حزب أردوغان الذي هو حزب "الإخوان المسلمين " في تركيا إنتهج سياسة معادية للعراق  ورغم إستفادة الشركات التركية إقتصادياً بالمليارات إلا إن هذا لم يردع أردوغان في المساهمة  في زرع الإرهاب وذلك بالسماح بعبورهم وتسليحهم ودعمهم مادياً  بالمشاركة مع "السعودية " ودويلة قطر و ساهمت هذه الدول بدمار سوريا منذ 4 سنوات وذلك بدعم كل أنواع الإرهاب  و تنظيماته , التهديد التركي لسوريا ومحاولة إنشاء منطقة آمنة على حدودها  مثلما فعلت الولايات المتحدة مع منطقة كردستان و مكّنت جلوس مسعود برزاني على صدر الشعب الكردي منذ العام 1991 , تركيا الآن تدعمه و  تشجعه وتسهل بيع النفط المستخرج بشكل غير قانوني وتعمق خلافاته مع حكومة المركز  وتشجيعه على الإنفصال و تكوين دولة كردية وكلها  تدل على إن السياسة التركية معادية للعراق , ولكن تشجيعها للكرد بالإستقلال لا يعني حب تركيا لأكراد العراق بينما تقوم بضرب الأكراد الذين يعيشون على أرضها  ولا تعترف حتى بأية حقوق لهم وكذلك دعمها لداعش في قتالهم  قوات الدفاع عن الشعب الكردي  لإسترجاع "عين العرب " كوباني بينما تضرب قوى حزب العمال الكردستاني في شمال العراق , مسعود برزاني لم يحتج على ضرب "إخوانه " كرد تركيا بل طالبهم بحمل خيامهم والعودة الى داخل حدود  تركيا حتى لا يسببون صداعاً له و لمخططاته في الإنفصال و حتى إزعاج حليفه أردوغان , و من هنا يجب أن يعلم شعبنا الكردي بأن تركيا هي معادية لطموحاته سواء في العراق أو سوريا مثلما هي ضد شعبها الكردي الذي تقاتله وقاتلته كل الحكومات التركية بمختلف توجهاتها , سوف تقف حجر عثرة في وجه أي توجه للحصول على دولة كردية " دولة كردستان " لأنها تهدد كما قال قادة الحزب الأردوغاني  " الأمن القومي التركي" و من هنا يجب أن لا ينخدع شعبنا الكردي بشعارات قومية يبثها فيه مسعود برزاني الذي حتماً ليس في وارد طموحاته فقراء الكرد . الذئب الأجرب أردوغان خدع الكثيرين من العرب بسياسته " العداء" لإسرائيل بينما لم ينقطع حبل المودة والتعاون العسكري والأمني بينهما , على الحكومة العراقية  أن يكون موقفها قوياً تجاه الإعتداءات التركية على الحدود العراقية خاصة وإننا ترتبط بإتفاقية ستراتيجية مع أمريكا وهي ترتبط مع تركيا بقواعد عسكرية وعضوية مشتركة بالناتو , يجب أن تستعين الحكومة بجهود أمريكا بالحد من الإعتداءات التركية بل ووقفها كلياً , وأيضاً بالضغط عليها بفتح المياه وهي مياه دولية ولنا فيها حقوق نصت عليها القوانين الدولية . من المؤكد إن السياسة التركية الأردوغانية سوف تختلف بعد خسارته للأغلبية , إن فوز حزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحزب الشعب سوف يقلم مخالب الذئب الأجرب أردوغان  ولن تجعله صاحب الكلمة العليا , ولا تغرنكم سياسته الجديدة ضد "داعش" هي ذر الرماد في عيون أمريكا  و أوروبا ولكن حتماً سوف لن تنطلي علينا سياسة الوجوه العديدة لحزب أردوغان " حزب العدالة والتنمية"  فقد أصبحت واضحة لنا وعلينا أن لا نأمن شروره ونبقى يقظين بل وأقوياء و إذا هددنا بالماء  نهدده بالتجارة و إذا هددنا بالإرهاب نهدده بالقانون وبالتعاون مع دول صديقة مثل إيران وروسيا وسوريا و حتى مصر وهي تشترك معنا بموقف العداء للسياسة التركية , كلنا أمل أن تتغير السياسة التركية بتغير وزن سلطات السلطان أردوغان .

    فؤاد البصراوي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media