فلسطين:الإستيطان وأبعاد الجريمة..!؟
    الأحد 2 أغسطس / آب 2015 - 15:36
    باقر الفضلي
    أي جريمة، وفي جميع الأحوال، تبقى مقرونة بأسبابها والدوافع على إرتكابها؛ فالمتابع للشأن الفلسطيني يظل دوماً في وارد تلقي الأخبار، التي تعلن عن إرتكاب مختلف الجرائم، التي أغلب ضحاياها، هم من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء؛ أما الجناة من مرتكبي تلك الجرائم، فهم، وعلى الأغلب، من رجال شرطة الأمن الإسرائيلي أو من المستوطنيين الإسرائيليين..!؟؟ وما الجريمة التي أعلن عنها اليوم، فقد راح ضحيتها إستشهاد الطفل الفلسطيني الرضيع، علي سعد دوابشة، وإصابة عائلته في قرية دوما قرب نابلس، بعد أن تم حرق دارهم، من قبل بعض المتطرفين من المستوطنين الإسرائيلين ، الذين هربوا بعد القيام بجريمتهم،..!!؟؟ (1)

    إن تلك الجريمة وسابقاتها في مسلسل الضحايا الفلسطينيين، وقعت وتقع على أرض فلسطينية جرى إحتلالها من قبل جيش إلاحتلال الإسرائيلي، منذ 1967، وتعرضت ولا زالت تتعرض للإستيطان من قبل المستوطنين الإسرائيليين، بعد تهجير أصحابها، وتعريضهم للإرهاب والترويع المستمرين، من قبل المستوطنيين،  وذلك تحت سمع  وبصر رجال الأمن الإسرائيليين، الأمر الذي بات بدهياً أن يستمر معه، المستوطنون المتطرفون على إرتكاب جرائمهم ضد الفلسطينيين، بدافع التمسك بحيازة الأرض المحتلة من قبلهم، والتي إستوطنوها، ولا يضيرهم بعد ذلك من يكن الضحايا، فهم قد أمنوا العقاب، وضمنوا حماية الأمن الإسرائيلي، ليذكرنا ذلك بجريمة حرق الطفل الفلسطيني الشهيد محمد أبو خضير قبل عام من اليوم وغيره الكثير من الضحايا، من الأطفال الفلسطينيين..!؟(2)

    لقد كان لوقع جريمة حرق الطفل الرضيع علي سعد دوباشة، وحرق عائلته في منزلها، مما نجم عنه العديد من الإصابات لأفراد العائلة، صدى مدوياً، وغضباً عارما، على صعيد الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم السيد محمود عباس رئيس اللجنة التنفيذية الفلسطينية، الذي أوعد بالذهاب الى محكمة الجنايات الدولية؛ في الوقت الذي جوبهت به الجريمة، بالإستنكار المحلي والدولي العام، وتحميل السلطات الإسرائيلية تبعة ما يقوم به المستوطنون الإسرائيليون، من جرائم متواصلة بحق الشعب القلسطينين، من ترويع للناس، وإرهابهم، ودفعهم نتيجة ذلك، الى مغادرة مساكنهم وإخلاءها..!؟؟(3) 

    فالإستيطان، والذي بذاته يشكل جريمة دولية، فإنه وبكل دوافعه وتبعاته، يظل العامل والدافع الرئيس، الذي يقف وراء الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين الأبرياء من قبل المستوطنين المتطرفين؛ وهو وحده من يدفع الى تكريس الإحتلال الإسرائيلي، ومصادرة الأرض الفلسطينية والتمدد في جميع الإتجاهات، وبالتالي فهو المحفز على التطرف الإسرائيلي، والخالق للمنظمات والأحزاب المتطرفة الإسرائيلية، والدافع المباشر لتشكيل الحكومات الإسرائيلية العنصرية المتطرفة، وهو الذي يدفع من جهة أخرى، على ردود الفعل المعاكسة من الجانب الآخر؛ إذ من غير المنطقي أو المعقول، أن يستسلم من يقع عليه العدوان وتترصده الجريمة، كالتي وصفها رئيس اللجنة التنفيذية، السيد محمود عباس ب " جريمة حرب" ، والقى مسؤوليتها وتبعاتها على عاتق الحكومة الإسرائيلية ، التي تؤمن الحماية للمتطرفين من المستوطنين بإرتكاب جرائمهم بحق الفلسطينيين، من دون رد فعل مشروع، أو من حق الدفاع عن النفس، هذا في وقت لا يألو فيه الفلسطينيون جهدا، في اللجوء للطرق السلمية للدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة، تمسكاً بها وإرتباطاً بقرارات الشرعية الدولية حول الإستيطان وتقرير المصير..!!(4)
    ,
    ولكن وعلى الضد من ذلك، فقد كان لهول بشاعة الجريمة، ما دفع  برئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس دولة إسرائيل، الإعتراف " بهشاشة التعامل مع الإرهاب الإسرائيلي"، وإن كان  ذلك الإعتراف، لا يذهب في حقيقته، أبعد من كونه يدخل في باب  "ذر الرماد في العيون" ، فليس هناك في الموقف الإسرائيلي المتعنت، والرافض للقرارات الدولية، من جديد يمكن التعويل عليه..!؟(5)

     وبالتالي، فإن دوام الإستيطان والإحتلال للأراضي الفلسطينية، يظل السبب المستديم، بل والمباشر في أغلب الأحيان، للجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين الأبرياء، ونفسه يظل الدافع والحافز للمستوطنيين الإسرائيليين، على تمسكهم بإراضي الفلسطينيين، مما يصبح، ومع مضي الوقت، باعثاً دائماً لإرتكاب الأفعال المعادية، بحق أصحاب الأرض المستولى عليها من الفلسطينيين، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في حفظ وسلامة الشعب الفلسطيني، من جانب، وصيانة السلم والأمن الدوليين في المنطقة، من جانب آخر..!

    فهل ياترى بإدراك المجتمع الدولي، بمؤسساته المختلفة، كالأمم المتحدة والمحكمة العليا للجنايات، سيمكنه أن يضع حداً لمسلسل الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين..!؟ وهل بإمكانه في عين الوقت، من إلزام الحكومة الإسرائيلية بالإنصياع الى قرارات الشرعية الدولية، والمساهمة في حفظ السلم والأمن الدوليين في المنطقة..!؟

    أسئلة تظل الإجابة عليها، رهينة ذلك الإدراك، والتوافق الدولي من جانب، وصلابة وتماسك الموقف الفلسطيني وسلامة وحدته الوطنية، وما يحضى به من مساندة ودعم من المجموعة العربية ، وكل من يهمه أن يعم الأمن والسلام شعوب وبلدان المنطقة من جانب آخر...!
    باقر الفضلي/ 2015/7/31  
    _____________________________________________
    (1)  http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=83244
    (1)  http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=422808
    (3)   http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=83272
    (4)   http://maannews.net/Content.aspx?id=768981
    (5)   http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=83323
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media