الثاني من آب غزو الكويت بداية النهاية
    الأحد 2 أغسطس / آب 2015 - 15:50
    علي الزاغيني
    أخطاء السياسيين كثيرة وهذه الأخطاء  لا تعيد للوطن الأمان والسلام ولعل  الانفراد بالسلطة وعدم الاستشارة احد تلك الأسباب للانهيار والهزيمة العسكرية  التي ترافقها الكثير من الخسائر الاقتصادية وضعف الموقف السياسي وزعزعة الاستقرار الداخلي .
    بعد انتهاء الحرب العراقية  الإيرانية   في نهاية ثمانيات  القرن الماضي التي استمرت حوالي 8 سنوات  والتي راح ضحيتها  ألاف من الأبرياء  وخلفت جيوش من المعاقين والأرامل والأيتام من كلا البلدين , كان الجميع يتوقع  ان نهاية الحرب كانت بمثابة بداية حقيقية للعمل على بناء وطن وفق تخطيط مدروس وملموس بعيدا عن الترسانة العسكرية وصناعة الأسلحة وصفقات تجهيز الجيش وبناء مجتمع يعيش على التعايش السلمي المدني مع العالم ودول الجوار  الا ان الحال بقى على ما هو عليه ولم تعود تلك القطعات العسكرية التي كانت مرابطة على جبهات القتال على طول الحدود العراقية الإيرانية الى ثكناتها ولم تكن هنالك اي خطة لتسريح المقاتلين و لاسيما المكلفين والاحتياط وغيرهم ممن استدعوا للقتال وهذا ما كان غير متوقع , ولم يكن بالحسبان و ان ما كان بالخفاء أعظم وما كان يحاك من دسائس وخطط  خلف الكواليس  لزج العراق بمعركة اخرى  خاسرة  وهذا ما حدث فعلا بغزو الكويت الذي وضع العراق بدوامة كبيرة  لا يعرف كيف يخرج منها من وضع العراق بهذا الموقف ورغم كل الوساطات  لإنهاء الغزو والانسحاب الا ان عنجهية الدكتاتور  لم تنصت للرأي الصواب وهذا ما وضع العراق تحت طائلة مجموعة من القرارات وعقوبات فرضتها الامم المتحدة ولم يتوقف الامر عند هذا الحد وانما  تم اعداد وتجهيز قوة عسكرية وتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة  الامريكية  لاستعادة الكويت وهذا تطلب فترة من الزمن تم من خلاله اعداد خطط عسكرية وضعت الجيش العراقي تحت وابل النيران والقذائف الحربية مع وجود تفوق جوي وتكنولوجي  ومع هذا كله ورغم كل هذا الفارق العسكري لم يكن هناك اي خيار للطاغية سوى الاستمرار بالحرب رغم الخسارة الكبيرة المتوقعة والغير مدروسة الا ان صوت العقل لم يكن حاضرا  وتحمل العراق خسائر مادية ومعنوية  لا يمكن ان تحصى إضافة الى  فقدان الكثير من الموارد البشرية و الاقتصادية نتيجة  الحصار الاقتصادي .
    غزو الكويت بداية النهاية لسقوط النظام البائد لكنه في نفس الوقت تكبد العراق من جراءه خسائر جسيمة وأعادنا  الى عصور القرون الوسطى نتيجة السياسة الهمجية وعدم التصرف بحكمة وأوقف كل متطلبات الصناعة والزراعة إضافة  الى انخفاض العملة العراقية ونتيجة هذا خسائر كبيرة , 
    هل كان بالإمكان ان نتجاوز هذا الغزو ؟
    ووضع حلول ترضي جميع الإطراف والأخذ  بنظر الاعتبار الروابط المشتركة   بين البلدين  وتجنب تلك الحرب الطاحنة , العراق خرج من معركته مع إيران مثقلا  بديون كبيرة جدا أرهقت كاهله مع انخفاض أسعار النفط وهذا  ما أربك وضعه الاقتصادي ولكن هذا  لا يدعوا  لحل دموي ومنزلق خطير  لا تزال نتائجه  لحد ألان رغم مرور سنين طويلة وهذا نتيجة السياسة الخاطئة ووضع الشعب أمام الواقع دون الأخذ بنظر الاعتبار ما هي النتائج المترتبة على تلك المغامرة  التي أغمضت امريكيا   عنها عين وتترقب بالعين الاخرى  مذا سيحدث  وهذا ما ارادت  ووقع الطاغية في الفخ .
    لا يمكن للعراقيين ان ينسوا  هكذا يوم  اسود في حياتهم ورضخوا بقوة لجبروت ومغامرات الطاغية دون رادع ولا معارض وكانت النتائج ان هذه المعركة غيرت تاريخ العراق ومع ذلك التغيير  وماجرى من احداث ماساوية كيف  ننسى الثاني من اب 1990 .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media