شبابنا والتعايش السلمي
    الأثنين 3 أغسطس / آب 2015 - 14:58
    زاهر الزبيدي
    تجري الاستعدادات لإقامة المؤتمر الاول للتعايش بين الشباب العراقي في الثالث من آب الحالي  ، ليسبق يوم الشباب العالمي بتسعة أيام والذي تجري الاستعدادات له أيضاً للأحتفال به من قبل وزارة الشباب والرياضة في العراق ، ضمان الشباب ذلك تحد كبير علينا الولوج في دهاليزه للإبقاء على وحدة ابناء شعبنا صامدة أمام تيارات التكفير وفرط العنف الطائفي الذي يجتاح البلاد ، نحن نعاني اليوم من مشاكل جمة جلها كان من صنع الشباب كما هم حطب حروبنا اليوم ، شباب تستعرضهم القنوات الفضائية وهم في قبضة العدالة بعد أن تجردوا من ضمائرهم وإعناهم نحن على ذلك ، ليتسببو بقتل أبناء جلدتهم بعنف وقسوة قل نظيرها .. شباب أستسلمت عقولهم لغسل المجاميع الإرهابية ليغوصوا بعمق في تياراتها الجرمية المتلاطمة .. كانت السجون ملاذهم الاخير .
    كان حري بنا أن نؤسس لثقافتهم بجدية بالغة وأن نعمق عرى التواصل معهم ونقف بحزم أمام مشاكلهم المتعاظمة وهم صفوة الشعب ومنهم وبثقافتهم التي يتوارثوها عبر عمرهم الغض سنبني مستقبل بلدنا وأرانا سنحصد ما زرعنا إذا لم نكن قد حصدناه عبر النماذج السلبية التي نراها اليوم من بعض شبابنا ، فتراهم اليوم يضاجعون أرصفة الشوارع بحثاً عن لقمة عيشهم التي زاحمهم عليها المفسدون بشراهة بالغة ، عاطلون ومن حملة الشهادات الجامعية والادنى والاعلى من ذلك يبحثون في قمامة حيتان الفساد عن وظيفة بأجر لايعادل جزءاً ضئيلاً من فواتير هواتفهم أو حتى من مصاريف متعتهم .
    القفز فوق المستحيل .. مهم اليوم لما علينا تقديمه للشباب في أن نبذل كل ما نستطيعه من مبالغ الموازنة لتوفير الثقافة المتكاملة يحصنها فكر التسامح والاخاء وبما يضمن كرامتهم اليوم عسى ان لا يفقدوها بتهورهم وطيشهم الذي يتسبب ببعضه الفقر والعوز ليرسب بهم عند أقدام الارهاب قانعين مذلولين أمام قسوته ، وبعض منه عدم قدرتنا على رسم ملامح مستقبلهم ووصولهم لتقدير ذاتهم وهي قمة عطائهم في المجتمع الذي ينضوون تحت لواءه بفخر إحياناً وبذلة أحياناً أخرى حينما تقتلهم الغربة ليمارسوا أرذل الأعمال التي عجز وطنهم عن توفيرها لهم حينما كان الهجرة ولازالت قمة أحلامهم ليمزقوا جوازاتهم وهوياتهم المدنية على أعتاب حدودها .
    الاحتفال غير كاف بشبابنا ، بل هو أدنى مستويات الأهتمام وسيضل بلا معنى ما أن يتحقق الحلم الاكبر في الوطن ، فالأمم المتحدة حددت خمسة عشر عنصر مهم ألزمت حكومات العالم بتبنى ستراتيجيات لها وهي  التعليم ، التشغيل ، الجوع والفقر ، الصحة ، البيئة ، تعاطي المخدرات ، جنوح الأحداث ، أنشطة شغل الفراغ ، الفتيات والشابات ، المشاركة ، العولمة ، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز ، الشباب والنزاع ، العلاقات بين الأجيال .. قد لاتتطابق بعد تلك العناصر مع توجهات ابناء شعبنا إلا إنها بالعموم عناوين رئيسية لبداية موفقة وناجحة مع الشباب إذاما أحسن وضع ستراتيجات للعمل بها وتحقيقها .
    يجب ان تتحول إحتفالاتنا بهم لجلسات تقييّم لما تم تقديمه للشباب طوال العقد السابق من عمر الحكومات ومقدار استيعاب خطط التنمية الاقتصادية لهم ومدى شمولهم بالتغطية الصحية الكاملة ومستوى الوقوف مع المعاقين منهم من الذين قطعت العمليات الارهابية أوصالهم وماهو حجم مشاركة الشباب في صنع القرار في العملية السياسية وأعداد من شملهم خط الفقر الوطني ومستوى التحصيل العلمي لهم ومقدار من زاد الفقر في اميتهم الرقمية وهل تمكنا من شغل فراغهم الكبير بأنشطة تعود على مجتمعنا بالفائدة أم تركناهم للمقاه وحبوب الهلوسة التي تقتص من أعمارهم .
    شبابنا طبقة واسعة اليوم منهم العتالون في مناطق الاسواق الكبرى ممن أنحنت ظهورهم من حِمل الايام الثقيلة ومنهم جامعوا النفايات وعلب المشروبات الغازية ومنهم الدوارة وأصحاب العربات التي تجرها الحيوانات ومنهم عمال البناء الذين لفحت الشمس القاسية وجهوههم وغيرهم من النماذج البشرية التي تعيش الالم القاس يومياً في سبيل النجاة من أفاع الجوع والحاجة .
    دراسات تحليلة واسعة يجب أن تتم اليوم من خلال الباحثين الأجتماعيين ، المعطلة قابليتهم ، من خريجي علم الاجتماع وعلم النفس والمختصين بشؤون الشباب ولكل شؤونهم اليومية لنضع ستراتيجياتنا وإجراءآتنا الوطنية في دعمهم وتوسيع مساحة الفرص المتاحة لهم في بناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم ومحاولة توفير سبل الدعم الدولي لشبابنا من خلال برنامج العمل العالمي للشباب ، إذا كان لدينا علم به ، والذي أعتمد في عام 1995. نريد الوقوف بحق على أحوال شبابنا فالمعطيات الواقعية تشير الى تدن كبير في مستوى الاخلاقيات في التعامل اليومي ومستو متدن في مجال التعليم وتقبل العلم مع أمية واضحة سببها التسرب من مقاعد الدراسة للكثيرين منهم بحثاً عن عمل يقف كحائط صد أمام وحش الفقر الكاسر .
     سوف لم تكتمل ملامح المستقبل إلا بشباب واع لفكرة التعايش بسلام ووئام مؤَمن له مستقبله فجميعنا صائرون الى الزوال وسيبقى الوطن لهم وحدهم بعد حفنة من السنين ـ فماذا تراهم فاعلون ؟.. لنحاول معرفة الجواب اليوم ولا نتركة لجاهل الايام وإلا فلا مستقبل لنا .. حفظ الله العراق .

    زاهر الزبيدي
    zzubaidi@gmail.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media