الى أمي _ رحمها الله _ في ذكراها السنويه
    الأثنين 3 أغسطس / آب 2015 - 23:26
    غني العمار
    شاعر وأديب عراقي
    سآتيك بتراب القبر
    وأرشُّ بهِ دربي نجمةً
    يا مدرستي التي لم يمهل قمرها المسيرلمجرته
    وملهمتي الطيبة
    والشعرَ وحناء الشجر
    مر على موتك أكثر من 30 عاماً
    أذكرُ أنكِ رحلتِ مفتحَّة العينين
    بأنتظار لاأحد
    فلم يرجع الخضر ولا الشمع
    وجفَّ النهرُ
    والكرَبُ صار كرْباً
    وحتى النخل قصَّ ضفائره
    ولْدُكِ يا أمي كبروا وكبرت همومهم مع أتساع ثيابهم
    لازلنا نلِّمُ حبات المطر النيساني بفافون طيبتكِ
    ونوزعه على فقراء الوطن
    لازلنا .. لازلنا
    تغيَّرَ كل شيء
    النظام ، الأفراد الذين أساءوا
    وعادَ القمر التشريني بلا حقائب
    بلا بنين
    والأوطان عادت وكبَّلت الرسغين
    بأسم الحسين
    وهم في صفِّ يزيد
    السقوف لم تعد تمطرُ علينا
    وتمسكين بمعوَّلِ النزح لتجفيفها
    سيدتي .. أبنكِ رمته الأسقام
    الى أسرَّةٍ
    وبخاخات
    وسقاءٍ بالأوردة ..ومصلٍ لايفارقُ الرئتين
    وقد جنينا شموع القُربان ... ولكنْ
    مازال الأسى فينا مثلَ جرّار
    مازالت بحور الفراهيدي تعومُ في روحي
    حتى لتجفَّ الأنهار
    وقد ذهبَ القليل وبقي الكثير _ كما صرَّحتِ قبل الموت _
    مراتٍ تتشظى عنديَ الذاكرةُ فتعودُ الى شوارعنا المتربة الملغاة
    مازال البعض يكن بداخله أمنية سوداء ووجهه مرآة من فضة الموتى
    مازالَ الشعرُ يسكنني ولم أبنِ منهُ سكنا
    ومازال الدَّين يلاحقني
    حتى نعتني البعض بشتى التُهمِ
    صحيح أن سقفاً يظلّني وسيارةً تقلني ولكن
    دائماً ما أذكر قولَ : (( ماقيمة المرء أذا ربح العالم وخسر نفسه ))
    لقد خسرتُ منذُ رحلتِ
    وها أني أربحها دونكِ
    يالمرارتها ! تلك الخيبات
    يالسوء حظ صغاري ولم يحظوا بوجودكِ
    يالسوء حظي
    هيهات



     كوت في  4/8/2015

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media