مرايا إنسانية الإنسان
    الثلاثاء 4 أغسطس / آب 2015 - 02:24
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    دمرت كوكبنا الأزرق الجميل الديكتاتوريات الشوفينية بأسماء وإيديولوجيات مختلفة الأشكال والألوان مغلقة محنطة تدعي الحقيقة المطلقة منذ غابر  الأزمان.. فكانت دوما تحرق الأخضر واليابس بجميع أنواع أسلحة الدمار فقتلت الإنسان من مختلف الأعمار والغريب في الأمر أن في يومنا الحاضر في عصر "العولمة" مجلس الأمن يتفرج علينا  وكأنه يحتفل  احتفال القربان  بامتياز، التاريخ يعيد نفسه بتغيير أشكال القتال للإنسان بغير ذنب لا لشئ  إلا حبا في كرسي الحكم وامتلاك البشر كأنهم قطعان أغنام.. خلق البشر هلوعا جزوعا ضجورا سئوما  عزوفا ملولا  متخذا من احتفال القتل لأخيه الإنسان السلوى والسلوان ، والتسلي باسم قانون الغاب وكأن الإنسان لازال على عهده بشر شروره بحكم القوي يأكل الضعيف بالرغم أنه مر بمراحل فحاول تنظيم نفسه باسم العشيرة إلى القبيلة إلى مفهوم الدولة التي هي بدورها تنقلت عبر  حقب تاريخية ملتوية إلى أن قرر الإنسان تنظيم نفسه بعقد اجتماعي...ابتداء بأميركا إلى فرنسا فانتشر  بعد قرون العقد الاجتماعي ((الشعب مصدر السلطة )) إلى كل جزء من العالم ..لكن تحول العقد الاجتماعي  إلى تطوير حسب المستجدات التي طالبت بها الشعوب ولازال في تطور مستمر..في أميركا وفرنسا على وجه التحديد، مر العقد الاجتماعي في التجديد المتمثل في "الدستور" إلى عدة مراحل صعبة ،ومع صيرورة السنين بل القرون إلى  يومنا هذا لازال الإنسان الفقير هو الفقير والغني الصفيق هو الحاكم باسم الشرعية (الشيطانية) إما أن يدغدغ الشعوب بأسماء ربانية مقدسة إن كان بوديا أو سماويا أو شوفينية عرقية كما هو زمان "هتلر" أو يغري الناس بالعدالة الاجتماعية التي لم تعرف ولا ترى النور في هذا العالم الوحشي باستثناء دول تحسب على رؤوس الأصابع وأما الشعوب الأخرى تعيش في فقر و أوهام جزاؤهم في الدار الآخر حسب فتوى الرهبان ،هي أحسن مآب والرب يعوضهم في جنات عدن وهو الرحيم الوهاب...والمشكل أن أغلب هذه الدول تمتلك الذهب الأسود ،تتمتع به عائلات باسم إيديولوجيات سلطة الفقيه، وهي شلة ذكية من أصحاب سياسة التسييس بالحديد والنار..حامية لنفسها وعائلة عائلتها ثم لها بطاقة عولمية رأسمالية"خضراء" من لدن الدول الكبرى صاحبة المصالح والاستغلال الواضح للعقول والعيان...وعندما تنتفض الشعوب الفقيرة المسكينة ويموت منها من يموت على يد ديكتاتور مجرم سادي دموي ثم يأتي آخر مزركش الألوان يوزع الفتات على أغلبية المواطنين فيعم الهدوء  والسكينة باسم الصبر الجميل الذي يفتى فيه مسيلمة الكذاب"الجنة للصابرين".
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media