لغة القنادر سمة المرحلة
الجمعة 14 أغسطس / آب 2015 - 16:28
حسن الخفاجي
العراق جرح غائر في ضمائر ووجدان محبيه والمفجوعين بفواجعه على مر العصور وبقرة حلوب وكنز نمرود لمن اعتلوا كراسي الحكم فيه ، فلا غرابة ان يتفرد الامام علي ع وعبد الكريم قاسم فقط من بين جميع من حكموا العراق بالنزاهة ونظافة اليد والشعور بالفقراء ، ويتشابه لصوص اليوم مع الامويين والعباسيين والعثمانيين ومن جاء بعدهم من اللصوص .
ميزة اخرى طبعت مرحلة حكم لصوص اليوم هي البذاءة وسوء الخلق.
كيف يسمح نائب رئيس الوزراء بوصف المعترضين الى حكمه بالقنادر ليتبعه نائب رئيس الجمهورية علاوي ويصف وظيفته بانها تحت حذائه وهي وظيفة دولة مثل فيها الشعب؟ ؟.
لكن هؤلاء واشباههم ينتمون لمدرسة تؤمن بان الشعب خادم لهم وهم الاسياد.
الشعب الثائر في ساحات العراق ومدنه هدفه قلب المعادلة القديمة الظالمة والاتيان بطبقة سياسية جديدة من التكنوقراط تعمل خادمة للشعب ، فلا يفرح كثيراً من لم يشملهم التغيير للآن فإن التغيير قادم وان كرة الثلج ستكبر حتما لتسقط على جميع الرؤوس الخاوية التي لا تعرف غير السلب والنهب والسرقات والتعالي والشتائم .
لم تتعظوا بما حل بصدام لأن الامريكان هم من اسقطوه أما أنتم ستكون نهاياتكم على ايدي الشعب ولات ساعة مندم .
نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس الوزراء الذين شملهم القطع ببلدوزر الشعب العراقي هم السابقون وانتم اللاحقون على درب التنظيف من العث والعفن ، أما ما سرقوه وبددوه من ثروات سيحاسبون عليه ، فلا يفرح المطلك فإن ما سرقه من اللاجئين وفاقت قيمته المليار دولار سيقف بسببه امام محاكم الشعب الثائر بعد ان نرمي المحاصصة والتوافق التي شرعنت السرقات وحمت اللصوص في سلة مهملات الشعب الثائر .
المغرب البلد الفقير الخالي من الثروات ولعنة النفط قطعته بواسطة السيارة من طنجه في شمال المغرب الى أغادير ، وتفاجأت بحجم العمران والتطور الذي شمل جميع مدنه وبنيته التحتية قياساً لزيارتي السابقة قبل عقدين ونيف ، عندهم لصوص منصفين وعندنا لصوص لا أخلاق عندهم ولايعرفون الانصاف لا المعممين ولا الأفندية، الأغرب انهم يسرقوننا باسم الله وبوقاحة .
الاكثار من التصريحات والبراءة من اللصوص المفضوحين لا ينفع بشيء فحملة التنظيف والرمي بسلال القمامة ستمتد اليكم لا محال.
ايها الثوار اياكم وناعمي الملمس من الساسة ممن يريدون الالتفاف عليكم ولبس لباس الثوار وهم أس الفساد, فهم يجب ان يكونوا أول اهدافكم لا يفرحوا بقلاع تحصنوا بها فستنهار امام اصراركم.
"إن كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلاده و الرضا به حمق"
"الله لم يخلق سوى الماء، لكن الانسان صنع الخمر" فيكتور هيجو
حسن الخفاجي
hassan.a.alkhafaji@gmail.com
14/8/2015