المالكي يتألق !
    الجمعة 21 أغسطس / آب 2015 - 16:48
    هاني الحطاب
    الحديد تصقله الضربات والزجاج يتهشم/ شاعر روسي 
    ان الشجرة المثمرة وحدها من ترمى في الحجارة ، ولكن في عصرنا يراد اجتثاث كل شجرة مثمرة ، لأن الشجرة المثمرة بات تدل على  علامة ودلالة علي شيء قديم وأصيل ويوشك ان يختفي ، فأصبحت هأنة مذلة للأشجار الخاوية والمجدبة . هذه القول عن الشجرة المثمرة هو للسيد المسيح ، لم يرد به بالطبع لأن يشير إلى عادة وطريقة الحصول على الثمار من الأشجار المثمرة ، وإنما أراد يرمز به  إلى ان الرجال  والناس المخلصين هم مثل الشجرة الثمرة وحدها من ترمى في التهم والذنوب  . ولقد تعمق هدا الميل في الإساءة الإنسان النبيل والإنسان الشريف والعادل في وقتنا الحالي أيما تعمق  . وليس مستغرب في وقتنا ان يكون هذا الوباء هو الذي اصبح الحالة السوية . فقد صورة الكتاب القدامئ  أن البشرية لا تسير نحو النضوج  والتحسن مع مرور الزمن  وأنما نحو التدهور والانحطاط . ولذلك تخيلوا أن هناك عصر ذهبي مر به الإنسان ، وأن البشرية مرت  بعد هذا العصر المجيد ثم اعقبه عصر فضي وبرونزي وأن عصرنا عصر تنك وأسواء العصور . فقد طغى فيه الحثالة والكذبت والافاكون واباتوا هم الأكثرية الساحقة . ومع ذلك ، رغم ما في هذه الأسطورة من بساطة وسذاجة لكنها تبدو إصابة كبد الحقيقة ، بالكشف عن مقدار ما لحق في الإنسان من أذى مع التطور . وعلينا فهي هذا المجال أن نتذكر روسو ، الذي قال بأن الحضار ، ساهمت في تدهور البشر . وكذلك  فأن كتاب علماني واقل تطرف من روسو  وعلى درجة عالية من الموضوعية وبعد عن الخيال قال تقريباً نفس الشيء وأن في عبارات أكثر حذر ومعقولية من أن الإنسانية إما تقيم الجنة على هذا الأرض وتلغي الظلم والاستغلال أو تدخل مرحلة الانحطاط والعبودية . وكان يقصد بهذا القول المجتمعات الرأسمالية . فحقيقة أن المجتمعات لا تنحط إلا في ظل ظروف اجتماعية معين ولكن بعض الناس يولدون منحطين حتى في مجتمعات سليمة . ولكن هذه الأنماط من الانحطاط مهم بلغت حدتها لا يمكنه أن تكون عامة وشاملة ، فدائما يوجد هناك أخيار يحاولوا أن يصلحوا الأمور . ومن هنا تبدأ أزمة هؤلاء ، لأنهم يبدون وكأنهم يسيرون عكس التيار ، فيوجد لهم خصوم كثيرون عادة ما يكونوا من اخس الانذال . ومن هنا  ، مثلاً كانت محنة ، سقراط الذي اتهم في إفساد الشباب والإساءة إلى الإلهة ، فجرعه أعداء سم الشوكران ، وكذلك أزمة  الامام علي ، مع العراقين الذين أجبروه على التحكيم ، ثم تمردوا عليه لأنه قبل بالتحكيم ، ومحنة أبي  ذر الغفاري مع مع معاوية وعثمان كونه رفض أن هذا الأموال تعود إلى الله وإنما قال أنها أموال المسلمين ، والمالكي ، أيضاً لأنه ولد في زمن الخونة ، وآخرون كثيرون لسنا في حاجة لتعدادهم . ولعل لجنة التحقيق في سقوط الموصل اختارت عن عمد أن تمثل الطرف السلبي وتكون من هؤلاء الانذال  . فالجنة التحقيق في سقوط الموصل تبنت التحقيق في هذه القضية لسبب وحيد  ويتيم ، هو كون المالكي يمكنان يتهم في هذا لكونه كان في ذلك الوقت رئيس الوزراء . فهي تعلم علم القين بان الآخرين لا يوجد من يحاسبهم أو من يلقي عليهم المسؤولية في أي شيء ، فمثلاً أثيل وأخيه أسامة والبرزاني والكثير غيرهم من كبار الجيش لا احد يمكن يوجه التهمة لهم في الخيانة ، لكون لا توجد قدرة لجلب هؤلاء الأشخاص لقضاء . ثم أنهم لا يخفون خيانتهم ويتاجرون بها علناً ، ولا يخشون الفضيحة ولا العار من وراءها فهي مهنتهم وتدر عليهم ارباح وفيرة ، بل انها تروج تجارتهم .أم المالكي فهو يبدو الحلقة الأضعف في كل قضية التحقيق  ، لذلك يخيل لهؤلاء أنهم يمكن ان ينالوا منه سياسياً على الأقل إذا لم ينالوا منه جسدياً . والمالكي مثل هذه التهمة تصيب منه مقتلاً ، حتى ولو كانت مجرد تهمة باطلة ، كما هي في الواقع . لأن جماهيرية
     المالكي قامت ولا تزال قائمة على هذه الحس والتزام به . اي كونه وطني ، لذلك تصيب منه مقتلاً كأي إنسان شريف . وهذا هو في الحقيقة ما ستهدفه  تفكير الانذال في لجنة الموصل ، فهم أرادوا أن يلقوا عليه  شيء من وحل مستنقعهم الذين هم غارقين فيه . فهم يحاولوا أن يستغلوا مجرد  ثغرة في جدار أي شخصية وطنية عن طريق مجرد ظن وحدس خاطئ وحسابات متوهمة  . ليبنوا عليها كل تصوراتهم وأمانيهم المريضة . أن قضية المالكي لا بد أن تعد من أخطر القضايا ، لانها تمس الشرف الوطني ، فهي تهمة الرجل وطني في وضح النهار ، يراد بها تأيس  الناس من وجد وطني في العراق ، وأن كل الناس على شاكلتهم وشاكلة النجفي وعلاوي والبرزاني وغيرهم  . وأن هؤلاء المتظاهرين في بغداد الآن لو كانوا يملكون اقل حس وطني لحولو تظاهرتهم إلى تظاهرة في سبيل المالكي ، ليثبتوا صدق نواياهم وأنهم ليس من مخلفات معسكرات الأنبار . فنحن نعلم إن أكثريتهم دواعش ، وإن من يتبنا الآن الدافع عنهم لا يقل داعشية عنهم  . فقضية المالكي هي اخرى معقل وطني بقى وعلى الحس  الوطني أن يتبلور حوله  . أن العراقين أمام امتحان عسير وفي موقف خطير  . وإذا اردنا ان نجد لهذه القضية مثيل في التاريخ العربي والعالمي  يضارعها ، فعلينا أن نجد لها في قضية خذلان العراقين للحسين وترك وحيد حينما تبنى قضيتهم وصدق وعدودهم  في الثورة معه . وأن شأنا مثال حديث ، علينا ان نقارن موقفنا مع موقف المثقفين الفرنسين  من قضية اتهام الضابط الفرنسي بالخيانة وكيف دافع المثقفون الفرنسيون وعلى رأسهم الكاتب الشهير اميل زولا عن الضابط دريفوس . وقال أني احتج ، وأصبحت قضية من اشهر القضايا دفاع المثقفين الفرنسين . وإذا أرادت المرجعية من جهتها  أن تصحح خطأها القاتل فعليها أيضاً تقول كلمة حق كما قالت كلمة باطلة في حق المالكي ، حينما ظنت أن كملتها وتدخلها سوف يصح مسار العملية السياسية ولكن بينت لها الأحداث والأيام خطل كلمتها في حق المالكي . فنحن نعلم إن لا احد يملك العصمة ، وأن العصمة الحقيقة تكون فقط في تصليح الخطأ . فذا كلمتها في الجهاد الكفائي هي عين الصوب فأن اليوم كلمتها في الدفاع عن المالكي الرجل الوطني هي أيضاً الحق كله . ولجنة التحقيق في سقوط الموصل والتي رفعت كلمة حق يراد باطل ، استغلت من ناحيتها هذه القضية الحساسة والمؤلمة في سقوط الموصل  لتدفع في من بقى من الناس الشرفاء نحو إلياس . فقد تكشف سر وهوية لجنة سقوط الموصل  وهدفها وغايتها الوحيدة هي تجريم المالكي وتهامه في الخيانة . ورغم أن الكل يعلم إن هذه ليس لجنة حيادية ولا مستقلة ولا نزيهة ، وإنها تقود عصبة مشبوه . وأن المستهدف فيها هو المالكي وحده ، لأن كل البقية الذين اتهموا في سقوط الموصل أمثال آل النجيفي هم خونه على رؤوس الشهاد ويعلم بهم القاصي والدني وأنهم استخدموا وخونوا فقط لذر الرماد في العيون ومساواتهم في المالكي . ومعروف أن أحد لم يتعرض لتشويه الصورة من قبل البعثين والدواعش كما تعرض المالكي فخصوم المالكي هم وحدهم يكفي بهم دليل على وطنية المالكي . فحاكم الزاملي بات ومن هذه اللحظة اللعن شخصية في التاريخ العراقي وهو لا يقل ملعونية على من اطلق الرصاص على رأس الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم  .  وشيء طبيعي إن لا ندافع عن المالكي من باب القرابة أو المصلحة او الحزبية وإنما نشعر أن موقفنا لا يقل عن موقف الأديب الفرنسي الكبير من الضابط الفرنسي المتهم بالخيانة ، ولأننا أيضاً نعتقد وعلى يقين إن لا صلة لمالكي في سقوط الموصل لا من بعيد ولا من قريب إلا كونها حدثت في عهده حيث تأمر الكل الذين اهملتهم لجنة سقوط الموصل . ونحن نعرف وغيرنا  أيضاً أن كثير من الحوادث البشرية والطبيعة تحدث في عهد زعماء وطنيون وقادة شرفاء ، ولا يمكن اتهامهم  في تلك الحوادث والنوازل . فسقوط الموصل أصبحت حادثة معروفة لكل العراقين بأنها مؤامرة دبرت في الأساس ضد المالكي من قبل قوى خارجية وداخلية ، وجاءت لجنة الموصل لتكمل عميلة الإجهاز على ما بقى من العراق وعلى المالكي بعد إن تعثرت هذه المؤامرة في فتوى السستاني وهب الحشد الشعبي . ولذا جاء الزاملي برفع يافطة التحقيق في سقوط الموصل لكي يحقق مأرب البعثين في رفع شعار يبدو في ظاهره بريء  . ولعل اظرف ما في حيثيات تلك القضية ، هي أن تستقي لجنة معلوماتها من الضباط الخونة والهاربين والذين لهم ضلع في التأمر وتؤخذ  الأدلة منهم في اتهام المالكي . فلم يقدم أي ديل واحد مقنع على تواطئ  او صلة المالكي مع المتأمرين الذين اجتمعوا في الأردن والذين كلهم من الوجوه المعروفة في التأمر . وعليه فإذا أريد لهذه التحقيق إن يكون جدي وليس مجرد قضية سياسية بحته ويصب في الحملة التي تشن على المالكي أن تقدم أدلة ملموسة ونقصد الأدلة كأن يكون تسجيل صوتي عن طريق التلفون أو الموبايل يدعو الضباط أو أحدهم في الانسحاب أو وثيقة ، كأن تكون بريقة أو رسالة ، يمكن الاحتجاج بها أما أن يستند  الاتهام لمجرد قول احد الضباط أن المالكي أمره في الانسحاب ، وهاذا الضابط هو واحد من المتأمرين فيكون من اليسير عليه الافتراء على المالكي بمثل ذلك الاتهام وهذه دليل لا يعتد به . ولعل الطريقة المثالية لمعرفة ماهية شخص ، النظر ، أولاً في سيرته ، فالمالكي طيلة وجوده في الحكم لمدة  ثماني سنوات كلها تكذب مثل هذا الادعاء ، فالمالكي مثل طيلة هذه الفترة خصم عنيد لكل هؤلاء المتأمرين .  فكيف يعمل على حفر قبره بيده وما الذي جناه من كل ذلك ! فأن بطلان هذه الاتهام واضح ولا يحتاج لذكاء لدحضه . فبدون أخذ سيرة المالكي وكيف أن موقفه كان مثال مناقض على طول الخط لكل الخونة . ولعل أكبر جريمة ارتكبت بحق المالكي من قبل سفلة لجنة التحقيق بسقوط الموصل هي وضعه حتى دون مستوى هؤلاء العملاء . إما لو احتجت لجنة سقوط الموصل بأن في عهد المالكي تم سقوط الموصل ًوجعلت منها المرجع في اتهامه لكانت باطلة ولا تدل على شيء وتكذبها الكثير من الواقائع حدثت في زمننا وغيره . فنحن نعلم أن كثير من البلدان غزت في عهد رؤوساء وطنين وشرفاء ، ولم يحملوا جريرة هذا الغزو  ، ولعل الغزو العراقي للكويت لم يزل طري في ذاكرة الكثيرون ، وقد هربت كل العائلة الحاكمة للكويت ، لمحافظة على ذاتها ، ومواصلة النضال من مكان آخر . فمن يقدر أن يحمل هذا العائلة وزر غزو صدام ؟ وكذلك الغزو العراقي لإيران  ، تم في عهد أناس وطنين وهب الشعب أيران يدافع عن أرضه ولم يحمل الحكومة مسؤولية احتل أرضه ، ولكن المالكي هو وحده من يحمل جريمة ذلك الغزو والذي قادته دول مجاورة وقوى عميلة في الداخل . لماذا يحدث ذلك ؟ ما تفسيره ؟ لأن في العراق حثالات كثيرة من أمثال لجنة الموصل ، أم ماذا ؟ اضف لهذاأن المالكي  لم يعط الوقت لاسترداد الأرض خوفاً من أن يصبح بطل وطني . وبما أننا نعرف تماماً ، بان قضية التحقيق في هي في حد ذاتها تكشفت الآن على أنها جزء من المؤامرة على المالكي والعراق ، ولعل اغرب ما في الأمر أن المالكي أن مازال محل تأمر ،  وهذا كله يزيد في تألقه  ، فحتى ما يدعو في الإصلاح الحالي يمثل جزء من التامر على المالكي ، ولجنة تحقيق الموصل تمهد الطريق أمام  الإصلاح الذي يعني القضاء على ما تمت إنجازه ووأد الديمقراطية والذي أداته متظاهري بغداد  .  لقد بات وجود المالكي يمثل أهانة كبير لزمر العمالة التي تريد تماثل وتشابه وتصبح كل الأبقار سوداء في الليل  . وإذا كان المثقفون الفرنسيون تمتعوا بحس وطني عالي من قضية اتهام ضابط ويهودي  وجعلوا منها قضيتهم المركزية فقد آن الأوان لعادة قضية المالكي مركز اهتمام وليس حرف الانتباه نحو المتظاهرين من شذاذ الآفاق ، كما يحاول البعض جعل الاهتمام بهؤلاء المشبوهين محط اهتمام .  فقد بات المالكي معقل من معاقل القوى الوطنية ، والنجاح في النفوذ أليه يعني ، إرجاع العراق إلى ما قبل عهد المالكي ، وأن إنجازاته هي التي تقض مضاجع القوى المشبوهة . فقد جرى تشويه المالكي من المثقفين المشبوهين والذين يتغنون ، بحب شخصيات وطنية ليس لها موقع مؤثر كي يبعدوا عنهم شبه الداعشية ودسم  السم في العسل . ان المعركة مع  المالكي لهي اشرف بمئات المرات من مساند هؤلاء المتظاهرين المشبوهين والذين ليس لهم قادة وطنيون معروفون ولا يعرف اصلهم من فصلهم . لذلك نعيد ونكرر القول ان لجنة التحقيق السقوط في الموصل قد كشفت كل أوراقها وتعرت ، فقد تبين إن القصد من كل جعجعتها وطحنها هو المالكي ، فما معنى ، تبيان أن النجفي عميل لأكثر من عشرة دول ويقبض من السعودية وقطر وتركيا والأردن وأمريكا وغيرها ، فهم لا يخجلون من ذلك  . أما المالكي فلا احد له غير جماهير الشعب العراقي ، ولذلك استضعف كما استضعف الشعب العراقي وأضحى نهب لكل معدوم ضمير . ولنردد أخيراً  مع المالكي بيت شعر أبو الطيب المتنبي ؛
    إذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الدليل على أني كامل 
        
                        هاني الحطاب 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media