من هم ورثة سومر الخير ومهد الحضارات
    السبت 22 أغسطس / آب 2015 - 20:02
    داخل السومري
    حضارتك يا سومر حضارة فريدة من نوعها، وذالك لأنها اول حضارة يشهدها العنصر البشري منذ انتقاله من العيش البدائي، الذي لا يختلف عن عيش العناصر غير البشرية الأخرى، فنقلتم العنصر البشري من الحيوانية الى الإنسانية، وذلك ببناء اول حضارة بشرية يشهدها العنصر البشري. وهذه الحضارة تتمثل ببناء المدن واكتشاف الزراعة، واختراع العجلة التي هي مفتاح التقدم الصناعي، واكتشاف الكتابة والحساب، واكتشاف النظام الستيني وتقسيم الوقت ورصد النجوم. وابتداع فكرة الأديان وتعدد الآلهة (ويا ليتهم ما فعلوا) التي هي أساس الأديان المتواجدة اليوم. وكل هذا يعني انهم بنوا دولة لأول مرة في التاريخ البشري.
    الحضارة السومرية هذه دامت لثلاثة آلاف عام وتوارثها عنهم الأكاديون والبابليون والآشوريون على التوالي. وقد احتلت اقوام أخرى وادي الرافدين وافادوا واستفادوا، وكل هذه الأقوام تركوا وادي الرافدين وبقيت حضارة وادي الرافدين ولم تستبدل بحضارة أي من هؤلاء المحتلين. ما حدث بعد هذا هو ان يحتل وادي الرافدين من قبل قوم بدو رحل جاؤا من شبه الجزيرة الاعرابية، التي لم تهب عليها رياح الحضارات التي كانت سائدة في ذلك الوقت. فاستعمل هذا المحتل الجديد حد السيف، الذي لا يعرف حرفة غيره ونكل بأبناء وادي الرافدين شر تنكيل وغير دياناتهم القائمة قبل الاحتلال، ولا نزال نعاني من هذا الاحتلال الهمجي وبأبشع صوره.
    هذا الاحتلال الهمجي الذي ابتدأ منذ أربعة عشر قرنا مضت جمد كل شيء اسمه تقدم، غلق عقولنا عن التفكير والأبداع الا بالثقافة البدوية المتخلفة والمنحطة أخلاقيا، ودخل أبناء الرافدين الصراع المرير بين البداوة والحضارة، وكان صراعا خاسرا لحد الآن. فاذا حدث ان حاورت فردا عراقيا بخصوص انتماءاته وامتداد جذوره يأخذ بسرد بطولات العشيرة التي ينتمي اليها وبالجذور الاعرابية التي يعتقد انه ينتمي اليها، وفي هذا الموضوع يستوي الفلاح وحامل الشهادة العليا. وينعدم في حوار من هذا النوع أي ذكر للانتماء الى حضارة وادي الرافدين العريقة.
    هذا هو نوع الثقافة السائدة في وادي الرافدين منذ الاحتلال الاعرابي الكارثي. اخلاق تتدهور بدل ان تتطور، هوية ضاعت واندثرت تحت اقدام الوهابية المنحطة ودواعشها المجرمين، وجود مهدد من قبل دول الجوار الطامعة، وأقذر دول الجوار هذه هي الدولة الوهابية ودولة اردوغان.
    هذه الحال، فما هو الحل لهذه المشكلة الشائكة؟ هل نبقى نسبح في بحر النسيان لحضارتنا وارثنا السومري الأكدى البابلي الآشوري ونبقى نتغنا بثقافة البدو الرحل، والتي هي خارج المكان والزمان. ومن هم، إذا، ورثة حضارة سومر واكد وبابل وآشور. كل من ولد في هذا الوادي او لجأ اليه، مهما كان لونه او عرقه، فهو وريث حضارة وادي الرافدين. وعلى هؤلاء الورثة ان يلغوا التغني بثقافة الاعراب، وأن ويلهجوا بثقافة سومر واكد وبابل وآشور.
    وها هم ورثة سومر يخرجون الى الشوارع كل جمعة ويطالبون بكنس كل مخلفات الاعراب وارهابهم عن وادي الرافدين والى الابد. فهاذا عراقنا عراق سومري اكدي بابلي آشوري، خالي من الفساد وخالي من تسلط الإسلام السياسي الذي هو بؤرة الفساد والخراب وتسلط نفايات منحطة على رقاب هذا الشعب. 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media