الشعب يريد حكومة تكنوقراط مهنية، لا حكومة فساد طائفية!
    السبت 22 أغسطس / آب 2015 - 22:19
    رزاق عبود
    المحاصصة الطائفية، والاثنية هي الطامة الكبرى على الشعب العراقي بكل قومياته، واديانه، بعد سقوط الديكتاتورية. فسياسة المحاصصة، والتوافق، والتساوم، والتراضي بين الحيتان على حساب مصلحة الشعب والوطن، قادت البلد الى الخراب الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، والامني. ثلث البلاد محتلة من الدواعش، والشباب عاطل عن العمل، وازمة السكن ليس لها مثيل في المنطقة، ملايين النازحين، والمشردين، وانعدام الثقة بين الشعب وحكامه، وانعدام الامن، والخدمات، و... و.... و.... ليس هناك كاتب، او صحفي شريف لم يحفظ النواقص عن ظهر قلب. اسأل اي متظاهر في اية ساحة من ساحات التظاهر في العراق كله، فستجد القائمة نفسها. قد تزيد، لكنها لن تنقص ابدا! هذه الطامة الكبرى، هذه الافة الرهيبة، هذا المرض الخطير، لم يترك بقعة واحدة في الوطن لم يصبها بالهزال، والنخر، والتآكل. الجماهير المنتفضة في المدن العراقية شخصتها كعلة رئيسية، والمرجعية الدينية الشيعية رفضتها، بعد ان تيقنت من مخاطرها. رئيس الوزراء حيدر العبادي يتحدث ضدها، كثير من الاحزاب، والتيارات، والناشطين المدنيين تدينها! رئيس مجلس النواب شخص عيوبها. الاهم، ان كل المتظاهرين(الشعب) رفعوا اللافتات، واطلقوا الهتافات ضدها. خرجوا ثائرين ضد الفساد، ومن اجل التغيير، وهم مقتنعين، ومؤمنين، ان الفساد هو الوجه الاخر للارهاب الذي يطحن ابناء، وبنات الشعب يوميا. فماذا ينتظر العبادي ليخلصنا من الارث الثقيل للديكتاتورية، والفردية، والطائفية، والعبأ الرهيب على الجماهير الشعبية؟! 
    ان حكومة تكنوقراط مهنية مخلصة هو الجواب الآني لتحقيق مطاليب الشعب، وهو الطريق الوحيد لانقاذ البلاد من ورطتها. اذا كان العبادي، وطاقمه المؤيد صادقا، فعليه تنفيذ مطالب الجماهير الغاضبة باتباع مايلي:
    1 تجميد العمل بالستور المشوه، الملغوم، وتشكيل لجنة من اختصاصيين لكتابة مشروع دستور جديد مدني ديمقراطي حضاري. الدستور لا يكتبه السياسيون والملالي. الدستور يكتبه فقهاء في القانون بتروي، وحيادية كاملة.
    2 تشريع، او تعديل قانون انتخابات عادل جديد حضاري، وعصري يقوم على اساس التمثيل النسبي، باعتبار العراق دائرة واحدة، وعدم سرقة اصوات الناخبين، ومنحها الى جهات لا تستحقها.
    3 الغاء نظام المحاصصة الطائفية، والاثنية، وتجريم الدعوة لها، فالعراق السياسي مكون من احزاب، وليس مكونات اثنية، او طائفية. كان الهدف من وراء المحاصصة تقسيم العراق والشعب يريده موحدا. 
    4 تشريع قانون احزاب واضح ينظم عملية النشاط السياسي، يحدد مصادر مالية الاحزاب بتبرعات، واشتراكات اعضائها، ومناصريها فقط.
    5 اجراء التعداد السكاني العام لمعرفة العدد الحقيقي لسكان العراق، والتوزيع الديموغرافي لسكانه.
    6 تفكيك، والغاء المنطقة الخضراء، لانها تمثل تعالي على الشعب، وانعزالا عنه، وتعد وكرا للفساد، وحصنا لطبخ المؤامرات ضد الشعب والوطن!
    7 تحويل القصور الرئاسية في كل انحاء العراق الى متاحف وطنية مفتوحة للجماهير، فقد بنيت باموال الشعب والوطن. كل الثورات في العالم حولت قصور الملوك، والاباطرة، وكل الطغاة الى متاحف، ومتنزهات عامة مثل الثورة الصينية، والروسية، والفرنسية، والتركية، وغيرها.
    8 العمل السريع على توفير كل انواع الخدمات للشعب عن طريق ابعاد الفاسدين، وتشغيل كل المشاريع، وتنفيذ كل الخطط المحققة لذلك. 
    9 الفصل الفعلي بين السلطات، والاستقللالية الكاملة لسلطة القضاء، والحرية الكاملة للسلطة الرابعة من صحافة واعلام لتمارس دورها الرقابي
    10 محاربة الفساد الاداري، والمالي، واجتثاثه من جذوره بالكامل مع حواضنه
    11 سن قانون المحكمة العليا، ورفض كلمة، وصيغة "الاتحادية" لانها مشروع تفسيمي ليس له اساس سياسي، او جغرافي، او تاريخي
    12 سن قانون الضمان الاجتماعي، وتامين العيش الكريم لكل عراقي، فدولة غنية مثل العراق لا يجوز ان يعيش اكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر
    13 سن قانون النفط والغاز، واعتباركل الثروات الطبيعية ثروة وطنية لكل العراقيين
    14 سن، وتطبيق، وتعديل قانون الخدمة العامة ليضمن للعاملين في قطاع الدولة، والخاص حقوقهم المعيشية والمهنية
    15 انصاف الشهداء، وعوائلهم، والمتضررين من كل عهود الظلم التي مرت على العراق
    16 اقرار، وتثبيت معايير المواطنة، والكفاءة، والنزاهة في تسلم كل المسؤوليات
    17 تقليص عدد الهيئات المستقلة، وان تسلم مسؤولياتها الى اناس مستقلين كفوئين ومهنيين، ورفع ارتباطها بمجلس الوزراء
    18 اقرار استقلالية البنك المركزي ماليا، وسياسيا، واداريا، كماهو الحال في كل الدول الديمقراطية المتمدنة، وان يكون البنك هو المسؤول عن السياسة النقدية للبلد، وليس اي طرف اخر
    19 عدم التضييق على الصحافة، والاعلام، وعدم تفييد الحريات العامة، او الخاصة
    20 منع، وحل المليشيات بكل اصنافها، وانواعها، ومحاسبة مسؤوليها عن الجرائم، التي ارتكبتها بحق ابناء الشعب العراقي، وسحب السلاح من المليشيات والعشائر، واحتكار اجهزة امن الدولة في حمل السلاح دفاعا عن الوطن والمواطن العراقي
    21 فتح ملفات الفساد قضائيا، ومحاسبة المفسدين، واسترجاع الاموال العامة من سارقيها اينما وجدوا، واي جنسية يحملون
    22 اجراء اصلاحات قانونية شاملة، مثل الغاء المخبر السري، ووقف انتهاكات حقوق الانسان، والحريات العامة، واعادة هيبة القانون 
    23 اجراء اصلاحات سياسية، واجتماعية، وتعليمية، واقتصادية، تمهد لتطور علمي، صناعي، زراعي، تجاري، صحي، اجتماعي، وثقافي
    24 منع استيراد العمالة الاجنبية الرخيصة لانه متاجرة بالبشر، واستعبادهم ومنافسة العمال العراقيين في اجورهم، كما انها صورة من صور الفساد حيث يجري تهريب العمالة الى العراق بطرق غير قانونية، كما ان اجورهم الحقيقية هي غير الاجور في القوائم التي تقدم للسلطات. وهم خطر امني فاغلبهم من دول ينتشر فيها التطرف والتعصب الاسلامي وربما يكونون مرتبطين باجهزة تجسس عالمية
    25 الغاء الالقاب، والمسميات الدخيلة على مجتمعنا، وتاريخنا الثقافي، والسياسي، والوظيفي مثل: (سيادة، فخامة، دولة، سعادة ....الخ) من الالقاب الترفعية على الشعب، وخلق سلم بشري بين ابناء الشعب الواحد المتساوي في الحقوق والواجبات
    26 الغاء ما يسمى المفتش العام، وهيئات كثيرة اصبحت مرتعا للفساد، وليس كاشفة له، بل وسيلة للتستر على الفاسدين، وتبادل المنفعة معهم وابتزازهم على حساب الشعب والوطن.
    27 تطوير اجهزة الرقابة المالية المختصة المهنية، والمستقلة بدل ترهل اجهزة الدولة "بهيئات، ولجان نزاهة"، لم تحارب الفساد بل ساهمت في تعدد اشكاله
    28 التصدي للانحدار، والتردي، والدمار، والخراب الحاصل في كل مؤسسات الدولة ومكافحة روح السلبية المستشرية
    29 الكشف الكامل عن مساوئ المحاصصة، والمحسوبية، والمنسوبية، والمخالفات، والانتهاكات، والتجاوزات، والرشوات، والقيام بالمحاسبة الشاملة العلنية في ندوات، ومحاكمات عامة من اجل المسائلة، والمكاشفة من عام 2003 حتى اليوم
    30 تعريف الشعب العرقي في ندوات عامة عن الحقوق، والواجبات، والاسحقاقات، واهمية المسائلة، والمحاسبة، والمكاشفة، وفضح الصفقات السياسية التي جرت على حساب مصالح الشعب والوطن.
    31 القيام بحملة شاملة لمحو الامية، ووقف تسرب الاطفال من المدارس، وتجريمه، ومحاربة ظاهرة اطفال الشوارع الغريبة على مجتمعنا، ومحاربة انتشار المخدرات، والعصابات الاجرامية
    32 التطبيق الكامل لحقوق المراة والطفل، والاهتمام بالعائلة، واعلان المساواة الكاملة بين الجنسين، وفسح المجال للعمل، والتعليم لكل قادر عليه بغض النطر عن جنسه.
    33 رعاية، وانصاف الايتام والارامل والثكالى وتوفير حياة انسانية لائقة تعوضهم سنوات الحرمان والقهر والاضطهاد والعوز
    34 حماية المنتوج الوطني وخاصة الزراعي وتقديم القروض والمساعدات والاستشارات القانونية والفنية للنهوض بالقطاعات الانتاجية
    35 منع اغراق الاسواق العراقية بالمنتجات الزراعية المستوردة والاهتمام بمساعدة ودعم الجمعيات الفلاحية العراقية للنهوض بواقع الزراعة العراقية وتحسين حالة معيشة الفلاح والمزارع العراقي
    36 دعم النقابات العمالية والمهنية بكل انواعها وعدم التدخل بشؤونها واصدار قوانين عمل عصرية تضمن العيش الكريم لمنتجي الثروات العراقية
    اعلاه نماذج بسيطة مما يجب عمله، ومما يطالب به الشعب الثائر، واي مناورة، او تسويف، او اجراءات ترقيعية تحذيرية، تعني تحويل ثورة "اصلاح النظام" الى ثورة ل"تغيير" النظام! وثورة التحرير عازمة على ذلك!
    الشعب الثائر يريد اصلاحا جذريا حقيقيا يمهد للتغيير الشامل، وليس لامتصاص النقمة فقط!

    رزاق عبود
    10/8/2015   
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media