هل ستصبح التظاهرات هدية الى العملاء؟
    الأحد 23 أغسطس / آب 2015 - 04:53
    حسن الخفاجي
    في السبعينيات غنَّينا :"عمي عمي يبو مركب يبو شراع العالي" ، بعد اكثر من اربعة عقود عدنا لنغني عمي عمي ، لكن أغانينا هذه المرة عن الفاسدين والحرامية وسراق نفط العراق وأمواله وهدر كرامته .
    ترى الى أي وضع بائس وصلنا ؟.

    كنا نغني للحياة بفرح ، عدنا الى الوراء نندب حظنا ونمثل كوميديا سوداء ونحن نغني : "عمي يبواك النفط  .... كلي النفط وين كلي"
    لا النفط  ولا وارداته ولا كرامة للعراقي في وطنه بظل الاهمال والفوضى ولا كرامة للوطن تحت حكم مجموعة بينهم الكثيرمن العملاء !.
    المندسون وسط التظاهرات من احزاب حرامية السلطة ومناصريهم غايتهم الأساس  حرف التظاهرات عن أهدافها واستغلالها لتسقيط خصومهم وتصفية للحسابات السياسية ، والأدق هي خلافات لصوص للمطالبة بحصص اكبر من الوطن المنهوب وأمواله .

    ثمة قاعدة تقول لايمكن لفاسد ان يقضي على الفساد ترى من أين سنأتي بالطاهر نظيف اليد كي نصدق انه ينوي محاربة الفاسدين. اذا كانت سلطتنا القضائية منخورة. ان مجموعة الفاسدين كونت كتل صلدة أقوى من كل اختراق وإصلاح، لذلك ستبقى  محاولات الاصلاح تراوح مكانها وكل الكتل وأغلب الساسة  يحاولون الالتفاف على مطالب العراقيين وتسويفها، يتأملون ان يصبح حضور العراقيين الى ساحات التظاهرات كل يوم جمعة ممارسة تصبح روتينية بمرور الوقت . 

    كان صدام شاطرا بتوظيف مآسي العراقي لتصبح بمصلحة نظامه ،   فالحصار كان يقتل العراقيين جوعاً وكيك أعراس القياديين في الحكومة والحزب يأتي من اوربا بالطائرات الى الاردن ومن هناك ينقل الى العراق وتلفزيون صدام يتاجر بأجساد الاطفال من ضحايا الحصار.
    يبدو ان العملاء من ساسة العراق ممن فضحتهم وثائق وكليلكس اصبحوا أذكى من صدام واستثمروا التظاهرات التي جاءت كهدية ثمينة في الوقت المناسب ، كي ينسى ملف وثائق وكليلكس وتصبح مطالب المتظاهرين محصورة بمحاسبة الفاسدين .
    العملاء استثمروا التظاهرات ودسوا بمجاميع لهم مع المتظاهرين لتبيض صحائفهم السوداء.
    البعثيون ينتظرون النتائج النهائية ليقفزوا في الوقت المناسب .

    السيد العبادي أضاع فرصة ذهبية للتغيير الحقيقي بقلب الطاولة على جميع شركاء العملية السياسية والارتكاز على  العراقيين وعلى دعم المرجعية اللامحدود للإتيان بحكومة من التكنوقراط ، لكنه بدل ذلك اصبح يجيد فن الترقيع الذي لن ياتي بنتيجة والذي سيقلب الرأي العام العراقي ضد السيد العبادي في الاخر .
    على من يراهن السيد العبادي بتسويفه ومماطلاته التي لن تصب أبداً بمصلحته ومصلحة المتظاهرين؟.
    اعتقد انه يراهن على الوقت ، لكنه نسى او تناسى ان كرة الثلج تنزل صغيرة وتكبر مع مرور الوقت ، ومطالب المتظاهرين المدعومة بموقف واضح وصارم للمرجعية تشبه  كرة الثلج التي ستكبر لتحطم كل رؤوس الفساد والعمالة .

    على المتظاهرين تذكر العملاء وتخصيص يوم للمطالبة بمحاسبة العملاء وتفعيل  قضية محاسبة العملاء ممن فضحتهم وثائق وكليلكس ، كي لا تصبح التظاهرات  هدية جاءت من السماء لتصب بمصلحة العملاء كي نرمي ملف عمالتهم  في سلة المهملات .

    هل يقاوم العبادي  وكابينته الوزارية المهزوزة الضغط الجماهيري وضغط المرجعية وهل سيستمر بسياسة التسويف والمماطلة والاصلاحات التي تنزل كقطرة ماء من "قطارة" عيون على ارض قتلها العطش؟.
    ان التغيير قادم ان اراد العبادي ذلك وان لم يرد ، من مصلحة العبادي والوقت ما زال فيه متسعا ، ان يكون العبادي بطل التغيير وان لا يكون مجبرا على التغيير ولا يربط مصيره بمصير اوراق لعب محترقة. 

    ان العراقيين قالوا  وفعلوا وما عليكم إلا الاستجابة وإلا فالطوفان قادم  حينها سيخسر الجميع .


    قال العبقري أنشتاين ذات يوم: "لا يمكننا حل مشكلة باستخدام نفس العقلية التي أنشأتها "
    بعد هذا هل لطبقة سياسة أنتجت الفساد والخراب  لديهاامكانية محاربته ؟. 

    حسن الخفاجي
    hassan.a.alkhafaji@gmail.com
    23/8/2015


    فيديو اغنية عمي يبواك النفط 
    http://youtu.be/vUS1VKf6ojM


    التعليقات
    1 - الفساد ركن اساسي من المؤامرة
    احمد    23/08/2015 - 07:58:1
    لا ارى ان السيد العبادي يفكر في تغيير جذري لان الرجل -وان كنت اجده مخلصا- فانه واثق من ان ذلك ليس بمقدوره ولا بمقدور غيره (ايا كان). ان خيوط مؤامرة الفساد محبوكة جيدا جدا ومتداخلة ومتشابكة مع خيوط المؤامرة الكبرى (المؤامرة الدولية) والتي يشكل العراق احد اهدافها الرئيسية، وهكذا فان الخيوط الرئيسية لنسيج الفساد ممتدة بعيدا بعيدا الى خارج الحدود. وان من له مصلحة في عراق ضعيف مغلوب على امره لا يمكن ان يسمح بالغاء اواضعاف وسيلة قوية وفاعلة تحقق له تلك المصلحة الثابتة. هذا هو رأيي واتمنى من كل قلبي ان اكون مخطئا.
    2 - نحن في مازق هؤلاء المتامرين ياعزيزي
    علاء    23/08/2015 - 11:13:5
    للفساد المالي والاداري والسياسي ادواته : 1. المحاصصة والتوافقية السياسية والمجاملة النفاق السياسي والكذب. 2. عدم وجود كفاءات ذات خبرة واخلاص في اداء عملها وواجباتها لان النية التي قدم اليها هي نية النهب والسرقة للمال العام. (في عيد الفطر معصوم وبناته كانوا في لندن وصرف خلال اسبوع واحد اكثر من عشرة ملايين دولار من ضلع من؟ ) 3. الدستور الملغوم بفسح المجال لمن يسرق وتستر عليه واللعب على العدالة والقانون بكل حرية للمسؤولين والسياسين دستور كتبه ايدي لاتصلح ان تكتب سطر قانوني ونقحه شخص اهداه الى الطالباني هدية لانه منحاز . اصلاح الدستور يجب ان يكون بايدي امينة من القضاة والحقوقين وليس بايدي المشبوهين البرلمانين الثيران ولا بايدي ومزاج رايس البرلمان الاخونجي-البعثي, فلا القضاء متعافي ولا الدستور يمكن الصبر عليه ولا البرلمان اهلا للثقة كي يعالج وضع الدستور والبرلمان منخور بالامراض الفساد والمحسوبية والمحاصصة والطائفية والجراثيم والاوبئة الخطرة والفتاكة للمجتمع المسكين
    3 - لا يمكن معالجة الفاسد بالفاسد
    داخل السومري    23/08/2015 - 12:37:2
    اكثر من عقد من الزمان مر على ورثة العم بريمر. انها زمرة فاسدة حتى النخاع.ومن يسكت عن الفساد وهو في موقع المسؤلية فهو افسد من الفاسد.وقيادة حزب الدعوة،وعلى رأسها الجعفري والعبادي هما من كان يعبد الطريق ويفتح الأبواب على مصاريعها لتيار الفساد الذي افسد بلدا بكامله.يبقى الحل بيد الملايين من ولد الخايبة واستمرارهم في الخروج الى الشوارع حتى يتم كنس هذه الزبالة التي قادتنا الى هذا الوضع البائس.
    4 - من حظنا طلعتوا لنا باليانصيب!!!!!
    اسمين    23/08/2015 - 16:58:1
    مثل مايقول المثل ( من ميلة حظنا وحظك انت تچذب واحنا نصدق بيك) كل من لزمنة ما رحمنا، اذما تخلص العبادي من تاثير حزب الدعوة فلا اصلاحات ولا تغيرات ،بس اكو مسكنات ،فهل سمعتوا ان احد افراد حزب ادان رئيسه الذي لاينطق عن الهوى ، فميلة حظنا چبيرة ونحن نصدق كل من جعل نفسه خليفة الله على الارض ،راح الي راح سرقت اموالنا وتصفرت الخزينة ،وبين لحية مقتدى ولحية الحكيم ضاعت لحانا،شبعنا كذب الجنة التي حجزتوها صارت جهنم لنا لابارك الله بكم سنتكم وشيعتكم ،احزاب سرقوا امالناسرقوا مستقبل اجيال واجيال باسم الدين وباسم المذهب ،
    5 - المرجع للقنهم الدروس والعبر
    ميثم    23/08/2015 - 18:27:5
    داخل السومري ليش ما تجي بالحشد الشعبي ؟ حزب الدعوة المالكي الوحيد الي طلع نظيف ولم يسرق ولم يمد يده الى المال العام وان كان هناك شئ فهو فردي لا يستثمره الحزب المجاهد حزب الدعوة صاحب النفس الابية وهاهي ويكليكس شاهدة عالميا الان
    6 - حديث بالاصالة
    هيثم الغريباوي    23/08/2015 - 19:32:4
    لقد كان التحاصص من قواتل عهد العراق الديمقراطي . فقد انهك بارزاني وطالباني والبعثيون الارادة العراقية الوطنية بالابتزاز عبر الادعاء بكونهم يتحدثون بالنيابة عن قواعدهم وحتمية التوافق، بينما صمت ممثلونا ونكلوا عن ان يردوا بأنهم يتحدثون بالنيابة عن قواعدهم كذلك ممثلين الاغلبية! وبعد مديد عهد من الانبطاح، خرج العراقيون اليوم ليتحدثوا بالاصالة عن انفسهم وازاحوا المهلهلين من ممثليهم جانباً. فلا يأمن البعثيون ومثلهم الدجاجيون من ان يأتي اليوم الذي ستنتظم هذه المظاهرات بقوة شعبية تمسك بكل رموز الخبث والعمالة والفساد والجبن لتزج بهم في المعتقلات من اجل احلال العدالة بحقهم. خصوصاً وان القوة الشعبية اليوم متوفرة وفي قمة التنظيم والانضباط والوحدة. حينها سيعرف الجميع كيف يتعاطون مع الشأن الوطني بشكل عاقل على عكس ما كان يحدث من جنون المطالب الطائفية والعنصرية.
    7 - ا الفساد المالي والاداري نتجيه حتميه لنظام المحاصصه
    محمدسعيد العضب    23/08/2015 - 22:07:5
    احد اهم مداخل القضاء علي الفساد المالي والاداري في العراق يجب ان ينطلق من سحق نظام المحاصصه وبدع ما اطلق عليه الشراكه واالتوافق وغيرها من تراتيل طغمه الساسه الجدد .هذا لايتحقق من دون استقاله الحكومه الحاليه وتشكيل فريق عمل وزاري جديد من تكنوقراط واساتذه علم مرموقين يتحلون بالنزاهه والاخلاص الحقيقي للوطن واهله ( وان كانت معايير صعبه في تكميمها او تحديدها ),و بعيدا عن الاحزاب النافذه والتكتلات السياسيه المتواجده التي فرضت داتها خلال عهد الفراغ السياسي الذي فرضه الاحتلال من ناحيه , وعبر الرشوه والفساد وشراء ذمم البسطاء , ومن خلال الادعاء بما روجته او سوقته بمصطلحات الاستحقاق الانتخابي الذي بذاته مشكوك في مصداقيته , لانها عموما جاءت عبر صناديق انتخابات موهومه من ناحيه اخري . انها بلا شك عمليه معقده, بل خطوه صعبه, لكنها تظل المخرج الوحيد لاسترجاع كينونه الدوله والامه وترميم هيبه الوطن الذي ضاع خلال العقد الاخير من حكم فاشل بامتياز حمل لواءه الفاسدين ,السراق ,الفاشلين والكذابين
    8 - ديهاتي
    عامر امير    24/08/2015 - 06:34:1
    الاقليم الشمالي يزود اسرائيل بثلاث ارباع حاجتها من النفط الطاقة والاقليم يزود تركيا بكل حاجتها من الطاقة بدون مقابل هذا هم صوج المالكي يا من تدعي انك سومري
    9 - ياللفك
    سميرة العلي    24/08/2015 - 10:19:1
    يا داخل ما ترجع لاهلك ؟
    10 - ليس دفاعا عن الفاسدين
    غيث    24/08/2015 - 14:16:4
    لو اعتبرنا سنة 2011 نهاية الاحتلال الامريكي . فلمادا لم يحتج الشعب في 2012 و2013 على الفساد وكان الفساد موجودا من ايام ايهم السامرائي . في 2014 داعش احتل الموصل ووصل الى بغداد . في 2015 احتل داعش الرمادي وبعد ما نهضت القوات الامنية والحشد الشعبي لصد العدوان صار الصيف وانقطعت الكهرباء فخرجت الناس تتظاهر . الا يمكن ان نقول انقطاع الكهرباء هو مؤامرة ؟ خاصة كان الحديث عن زيادة رسوم الكهرباء في بداية الصيف والناس رفضت الموضوع جملة وتفصيلا وهو دليل على توفر الكهرباء لان اللي يطالب بزيادة الرسوم عنده كهرباء . في كل تلك الاحيان كان الفساد موجود . فالمؤامرة كان الهدف منها ولايزال هو فك الحصار عن الرمادي . اما الفساد فهو موجود في كل دوائر الدولة من الموظف الصغير الى الكبير . الاكثرية يتعاطون الرشوة . وربما حتى قسم من المتظاهرين .القضية بحاجة الى دراسة وتفكير .
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media