عودوا إلى بلادكم واتركوا بلاد الكفر!
    الأثنين 24 أغسطس / آب 2015 - 20:22
    عادل نعمان
    كاتب وإعلامي مصري
    سيدة سويدية لها من البنات اثنتان، ومزرعة أبقار صغيرة تديرها بأمانة، سعيدة بحياتها، تزور كنيستها للصلاة أسبوعيا، وترتدى لباس البحر هى وابنتاها، ليستمتعن بالسباحة مرتين فى الأسبوع. تتعجب من تصرفات المسلمين الذين جاءوا إلى بلادها هربا من بطش حكامهم، ومن الفقر والحروب التى يعيشون فيها وتقول: أول ما يفكرون فيه هو بناء المساجد، وليس لدينا مانع، ونحن نبنيها من أموال دافعى الضرائب، لكننى أتساءل: هل لو انتقلنا إلى بلادكم ستوافقون أن نبنى كنائسنا للعبادة؟ أبناؤنا فى المدارس يزورون المساجد لنعلمهم أن الأديان كلها أديان الله، يذكر فيها اسم الله، كما يقول قرآنكم. يذهب أولادنا إلى المساجد ويرفض أبناء المسلمين زيارة كنائسنا. هل أولادكم انعزاليون؟

    مشهد الحركات الإسلامية الجديد

    فى حمامات السباحة، إذا ارتدت بناتنا لباس البحر كما تعودن، يتهمونهن بالعهر.. هل أنتم معقدون؟ وعندما ينزل بناتكم إلى حمامات السباحة لا يلتزمن بالاستحمام قبل النزول لنظافة الجسم، حسب التعليمات، ويصر بعضهن على النزول بملابسهن الكاملة المتسخة دون استحمام؟ كيف ودينكم يدعو للنظافة قبل الصلاة خمسا؟

    نحن فى المزرعة، نخدر الحيوان قبل ذبحه حتى لا نعذبه، فلماذا حين الذبح الحلال تذبحونه وتتركونه يتعذب حتى الموت؟ وهل الذبح الحرام أكثر رحمة من الذبح الحلال؟ وأخيرا أتساءل: لماذا حين تأتون لبلادنا تظهرون عكس ما تبطنون؟ ولماذا لا تتركون بلاد الكفر نعيش فيها كما نحب وتعودون إلى بلاد الإسلام وتعيشون كما تحبون؟ سأجيبك يا سيدتى وأعترف لك بحقيقة أمرنا.

    عن سؤال بناء الكنائس، ديننا لا يسمح بذلك، واسمعى الفتوى (القرية التى يكون أهلها نصارى وليس عندهم مسلمون، فإذا أقرهم المسلمون على كنائسهم جاز ذلك، أما إذا سكنها المسلمون وبنوا فيها مسجدا فلا يجوز إقامة كنيسة لقول الرسول لا تصلح قبلتان بأرض). ويرى شيخ الإسلام (أن ولاة الأمور الذين يهدمون كنائسهم مؤيدون منصورون، وغير هؤلاء مقهورون مغلوبون. أما عن سؤالك الثانى انعزاليون؟ نعم ونقصى أنفسنا عن الركب، ونعزل أنفسنا عن الآخر).

    فى كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام ابن تيمية يحرم تقليد الكافرين. يقول: (لا تقلدهم حتى فيما فيه مصلحة لنا، لأن الله إما أن يعطينا خيرا منها، أو مثلها فى الدنيا، أو يعوضنا عنها فى الآخرة)..

    حتى فى العلاقات الإنسانية لا يجيزون لنا تعزية أهل الكتاب، ولا يجيزون لنا تشييع جثامينهم لأنهم أعداء الله، لكنهم لا يمنعون أن نستقبل منهم التهنئة والمواساة. وينهون أن يبدأ المسلم بالتحية لأن فى هذا إجلال وتعظيم للكافرين، ولا يبدأ المسلم بالمصافحة وعلى غيره أن يبدأ بها. لقد حرمونا يا سيدتى المودة والمحبة من المسلم لجاره أو صديقه غير المسلم، وهى أبسط قواعد المجاملات حتى تعزيتهم أو مواساتهم فى مصاب، أو تهنئتهم فى فرح أو فى عيد أو نجاح أو زيارتهم فى مرض، وهو واجب إنسانى تقتضيه أصول الجوار أو الزمالة. الأصل لدى السلفيين والوهابيين هو بغض وكره أعداء الله، حتى لو كنا فى ديارهم، وحتى لو سافر منا طالب علم أو طالب علاج عليه أن يُضمر لهم الكره والبغضاء، أما إذا طمعنا فى إيمانهم فلا مانع من معاملتهم برفق ولين، وذلك طمعا فى ضمهم للإسلام، وإلا عاملناهم بما يستحقون به من حقد وبغض وكره.

    شيخ الإسلام أوجب على المسلم إذا اقتضى الأمر أن يتشبه بالكافرين إذا كان لمصلحة أو لدفع ضرر. ويقول لهم ابن تيمية (فلو كنا ضعفاء فالمستحب لنا وربما الواجب علينا هو التودد للكافرين، فإذا قوينا فإن الواجب هو إهانتهم وإهانة مقدساتهم، وهذا هو الأصل فى تعاملنا معهم)، هكذا علمونا أن نُظهر عكس ما نُبطن.

    أخيرا يا سيدتى عن مسألتين أحتار فيهما كثيرا، الأولى لماذا إصرار المحجبات على نزول حمامات السباحة. والأخرى عن الذبح الحلال بهذه الطريقة البشعة. أما عن الأولى فكنت دائما عند رأى إذا تنازلت المرأة عن مباهج الحياة طمعا فى الآخرة فلماذا لا تتنازل عن نزول حمام السباحة أيضا، بدلا من ارتداء لباس البحر الإسلامى الأقرب إلى زى الدواعش، وتعتزله تماما فهو أقرب إلى التقوى!! ويتركن الغير دون تكفير أو إساءة. أما عن عدم الاستحمام قبل نزول حمام السباحة فهذا سلوك حضارى والتزام وانضباط، لكنى أعتقد أن لباسنا الإسلامى للمرأة والرجل المبتدع دعوة للكسل، ومخاصمة صريحة للرشاقة والأناقة والنظافة.. أما عن الذبح الحلال فهو أكذوبة لم يبق منها سوى التسمية على الذبيحة التى أؤكد أنها لا تتم فى الغالب الأعم. الذبح الحلال هو فى الأصل رحمة بالحيوان له شروط وضوابط إنسانية احترمتها الإنسانية وأيدتها الأديان، ولو اكتشف العلم وسيلة جديدة للرحمة وجب الأخذ بها. أقول لك بعد أن نتعلم ذبح الإنسان بالرحمة أعدك أن نحسن ذبح الحيوان.

    يا سيدتى لن يتركوا بلادكم فهى غنيمة بلا حرب، وفىء عاد بلا جهد، وأموال اكتسبوها بلا عمل، واسألى حكومات الغرب الرشيدة لماذا تركوا لهم الحبل على الغارب، ولماذا احتضنوا منهم مشايخهم ومتطرفونا. اسألوا المسؤولين عندكم لماذا قدمتم هؤلاء إلينا بديلا للدولة المدنية وهى سبب نجاحكم وتفوقكم.؟ إلا إذا كانت الإجابة أنكم تقصدون من وراء ذلك تخلفنا وانحدارنا.

    "المصري اليوم"
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media