العبادي لن يعدل الميزان!!!
    الأثنين 24 أغسطس / آب 2015 - 20:28
    مازن الحسوني
    لازال زخم التظاهرات في تصاعد مستمر رغم محاولة البعض المتضرر من هذا الحراك الجماهيري الكبير الذي يشهده البلد لاول مرة في تأريخه، حيث كانت كل الفعاليات السابقة سواء في العهد الملكي أو بعد تأسيس الجمهورية العراقية تنجز في يوم واحد إضافة إلى أن أي رئيس دولة أو حكومة لم يحضَ بدعم الشعب والمرجعية، لأجل تغيير الأوضاع المزرية التي يعيشها البلد، ولكن في نفس الوقت لازال هذا الرئيس مترددا في إجراء الاصلاحات الجذرية التي يحتاجها الوضع الراهن أما لماذا فأعتقد أن الأسباب تكمن بما يلي:
     - أن العبادي قد أتت به المحاصصة التي هي السبب الرئيس لهذا الخراب، وهو أي العبادي يعي ذلك جيدأ.
    - العبادي هو ابن الحزب الديني (الدعوة) وابن المؤسسة الدينية التي تطالب هذه الجماهير بعدم قيادتها لدفة الحكم في المستقبل بعد فشلها الذريع في السنوات الماضية
    -العبادي لم يكون تيار داخل حزبه أو داخل التحالف الشيعي لكي يتعاون معه إذا أراد الأخذ بزمام المبادرة وأصلاح الاوضاع- العبادي ما حركه لأجل هذه الاصلاحات الشكلية هو زخم الحراك الشعبي وليس قناعته وإلا لقام بهذه الاصلاحات حين تولى الحكم ووضع خطط عمله أمام الحكومة والبرلمان وبدأ بالقيام بها.
    - العبادي يعي خطورة المرحلة القادمة على التيار الديني الشيعي الذي عبث بمقدرات البلد وخرب أكثر مما فعله البعث طيلة سنواته الخمس والثلاثين، وبالتالي لن يسلم هو من المحاسبة في المستقبل لأن من سيسقط من حزبه لن يتوانى عن كشف كل الأوراق التي تمس قادة هذا الحزب وكيف كانت تجري عملية صياغة قراراته، والعبادي كان ضمن الخط الأول في الحزب والذي كان يتخذ هذه القرارات.
     - من كل ما تقدم وغيره من الأسباب، لن يكون العبادي الرجل الذي يقود البلد للاصلاح الحقيقي الذي تنشده هذه الجموع في تظاهراتها، وليس هو من يعدل كفة الميزان المختلة منذ سنين.                                           
    ما المطلوب إذن لأجل الاصلاح؟                                                              
    *الضغط على الحكومة عبر المطالبة بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد ستة أشهر، تسبقها قرارات بتغيير القضاء، وتغيير المفوضية المستقلة للانتخابات، والإتيان بأناس مهنيين وأكاديميين يقودون هذه المؤسسات الخطرة، والتي يعتمد عليها بناء الدولة مستقبلا حيث عشنا وشهدنا كيف عبث القضاء بكثير من الأمور الحساسة التي تهم مصلحة البلد وكذلك مفوضية الانتخابات ودورها التخريبي في عملية الانتخابات وما أفرزته أعمالهم من خراب. 
    لذلك أدعو المتظاهرين إلى توحيد الرؤى المستقبلية في المطالب والدعوة بأن يكون الشعار المركزي هو الانتخابات المبكرة وتهيئة مستلزمات نجاحها عبر تغيير القضاء ومفوضية الانتخابات.
    - إن شعبنا قد أثبت حقا أنه حيوي وهو الابن البار لأحفاد الثوار الذين قادوا تاريخه النضالي المجيد سواء في ثورة العشرين/ وثبة كانون، ثورة تموز، الحركات المسلحة ضد البعث وأنتفاضة عام واحد وتسعون أو في أية واحدة من هباته النضالية الثورية، وهو يستحق أن يعيش في حال أحسن من هذه الحال المزرية التي أوصلتنا إليها هذه الأحزاب الطائفية ومحاصصتها الكريهة, هذه الأحزاب لن تترك الحكم بسهولة، لكن شعبنا أقوى من كل أعمالهم وميليشياتهم ولنا جميعا في ميليشيات البعث البغيض وأجهزة حمايته الكثيرة خير مثال.  
     
    مازن الحسوني
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media