قبول منحة الحكومة النرويجية اساءة للشعب العراقي ..!.
    الأثنين 24 أغسطس / آب 2015 - 20:33
    علي فهد ياسين
    في الوقت الذي تعلن فيه وزارة النفط العراقية عن ايرادات تسويق شركة(سومو) لشهر تموز الماضي بمستوى غير مسبوق منذ عقود تبلغ(4،840) مليار دولار،مضافه الى ايرادات شهر حزيران (5،289) مليار دولار، يعلن وزير خارجية النرويج (بورغ برينده) في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية العراق يوم أمس تقديم حكومته (20)مليون دولار مساعدة للحكومة العراقية !.
    مجموع ايرادات النفط العراقي خلال شهري حزيران وتموز (10،129)مليار دولار ، والمساعدة التي أعلن عنها وزير الخارجية النرويجي لحكومة العراق(الرشيدة)لاتساوي مخصصات الضيافة التي تنفقها مكاتب المسؤولين في المنطقة الخضراء كما أعلنت اللجنة القانونية النيابية في مثالها عن نفقات الضيافة لاحد الوزراء التي تتجاوز المليار دينار عراقي سنوياً !.
    وزير الخارجية العراقي الذي اشاد بالعلاقات مع النرويج وثمن دورها الداعم للعراق في مواجهة الارهاب،كان الاولى به أن يعتذر باسلوب دبلوماسي راقي كرقي شعبه،عن تلك المنحة غير المبرره ،ليقدم سابقة تسجل له ولحكومته وسط أجواء الاحتجاجات العراقية المتصاعدة ضد الفساد والاداء الضعيف لطواقم السلطة منذ سقوط الدكتاتورية،خاصة وهو المسؤول عن أدائه شخصياً عندما شغل منصب رئيس وزراء والآن وزيراً للخارجية .
    معلوم أن حكومات البلدان المستقرة سياسياً وأمنياً تعتمد برامج تخدم مصالحها في علاقاتها الخارجية،وهذا ما اشار اليه الوزير النرويجي في سعي بلاده الى الاستثمارفي المشاريع النفطية في العراق،لكن المعلوم أيضاً والمتعارف عليه أصلاً،أن المنحة النرويجية بقيمتها ودلالاتها وفي هذا الوقت بالذات أقرب الى (صَدَقه على متسول) والعراق وشعبه أغنى وأكرم من ذلك، وكان على وزير الخارجية العراقي رفضها لينتظم النرويجيون مع أقرانهم من حكومات تدعي دعمها للعراق في المساهمة أولاً في دعم العراقيين ضد الأرهاب لتحقيق الاستقرار، وبعده سيكون لهم ولغيرهم فرص مفتوحة للاستثمارالنفطي المنتظم تحت سقف القوانين العراقية حين تعلن عنه حكومة العراق بعد تحقيقها الانتصارعلى الارهاب وبدء مرحلة اعادة البناء.
    على هذا تكون منحة الحكومة النرويجية مسيئة للشعب العراقي الغني بثرواته ،ويكون قبولها من وزير الخارجية تجاوزمنه على مشاعر شعبه،ويكون رفضها الآن واجباً عليه وعلى رئيس مجلس الوزراء،تصحيحاً لخطأ صمت الوزير وقت اعلانها !.
    وبغير ذلك تكون فرصةً للمحتجين في ساحات المدن العرقية لأضافة شعار جديد لحزمة شعاراتهم المطالبة بالتغيير،يتضمن رفضهم لمنحة حكومة النرويج أحتراماً لعزة شعبهم وقيمه وأخلاقه الكريمة .

    علي فهد ياسين 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media