الخروف العنيد
    الثلاثاء 25 أغسطس / آب 2015 - 03:41
    سيروان ياملكي
    وطنٌ بلا حريـّةٍ
    زِنزانةٌ..
    جدرانـُها من بؤسِنا
    قـضبانـُها من ضعـفِنا
    تاريخـُها من دمِنا
    سجَّانـُها من بينِـنا
    وشعبُها..
    حتى الأُنوفِ غارِقٌ بالمفخرَةْ

    قد يُخدِشُ الأسماعَ
    لفظٌ جانِحٌ
    أو هَنـّةٌ أدبيّـةٌ
    فيا أميرَ المؤمنينَ المعذِرةْ
     
    فعصـرُنا عوراتـُهُ
    مهما تأدبَ شاعِرٌ
    أو عَفَّ عنها 
    أو تغاضى راغِباً
    لن تستـُرَهْ

    كم شاعِرٍ 
    في راحتيهِ البحرُ ضاعَ
    وشاعِرٍ
    في القعرِ ضاعَ بمحبَـرةْ
     
    فالشاعرُ المرهونُ
    يدري أنـَّهُ يُألـِّـهُ السـلطانَ
    وهو حُـثالةٌ بل نكِرَةْ

    ذاكَ الذي قد اشتراهُ بابُـنا العالي
    حَـريٌّ أن يُـمزِّقَ شِعـْرَهُ
    ويلعنَ اليومَ الذي
    قد صارَ فيهِ شَفَةً مؤجَّرَةْ

    فالحرفُ إن لم يفضحِ الجُـبناءَ والرُّذلاءَ
     والقائدَ الميمونَ
     والمؤمنَ المجنونَ
    فالشـِّعرُ الذي بين الصحائفِ والقصورِ
    وفوقَ ألواحِ المنابـِرِ مَسْخـَرَةْ

    والشـِّعرُ إن لم يفضحِ الخـُلفاءَ والأُجراءَ
    أو من للوِلايةِ نـُصِّبوا في عصرِنا
    والساقطينَ الحاملينَ لواءَ خيبتِنا
    فليرمِ كلُّ شاعرٍ
    فوقَ الزِّبالةِ خِنجَرهْ

    مهما تنادَوا بالسَّلامِ وبالحضارَةِ
    لا تـُقاسُ بطولةٌ  أو رِفعَةٌ
    إلّا بحجمِ المَجزَرَةْ

    لايفضحُ التـّاريخَ إلّا نفسَهُ
    مهما تجاوزَ زُخرُفُ التلميعِ والترقيعِ
    في طـَمْسِ الأذى مـُتـَمَـشـْدِقاً
    إنَّ الحَصادَ
    لكلِّ رأسٍ كِافرٍهي مَغفِـرَةْ

    يا ليت شعري..
    أينَ ولّى ما تمشدقنا بهِ
    من كاظمٍ للغيظِ عند الإقتدارِ
    وأين ولى
    " العفـو عندَ المقدِرةْ " !؟

    في كلِّ عامٍ..
    يستفيقُ مُناضِلٌ
    يقودُنا مثلَ الخِرافِ لحتفِنا
    يبعثـُهُ الله ُ إلينا والياً
    من طينـَةٍ مُبتكـَرَةْ

    في كلِّ عامٍ..
    يستطيبُ لناقَصٍ
    لاطتْ بهِ الدُّنيا
    يُريدُ خلاصَنا
    عَجبي لِلوطيٍّ
    يصونُ كرامَةً
    لأمـَّةٍ بأسرِها
    مَنْ لمْ يصُنْ أليانـَهُ ومَبْـعَـرَهْ

    ما أصغرَ الشعبَ في معيارهِ
    وهل لديهِ
    بعد دُبرِهِ غالياً
    كي يخسرَهْ؟!  

    مِن آدمَ..
    والكلُّ يعرفُ ماجرى
    مِن آدمَ كان الخـَنا
    والقتلُ والإفـْكُ وفـَكُّ الآصِرَةْ

    مِن آدمَ ..
    والكلُّ يعرفُ إنـّما
    لايقبلُ الخروفُ..
    عَـبْرَ القـنْطرةْ


    سيروان ياملكي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media