فائق حسن وجاكلين بوفيس والحرية والسلام
    الثلاثاء 25 أغسطس / آب 2015 - 16:49
    إعداد: هيام الخياط
    کان یحب (جاکلین بوفیس) تلک الفرنسیة الجمیلة والحب لایعرف اسمر وابیض وأسود فکل الالوان جمیلة لهذه الرسامة التي جلست تتهامس مع فائق حسن ، رسمها في لوحة صغیرة أحتفظ بها في غرفته. مرت الایام وأفترقا . انقطعت صلته بها أثناء الحرب العالمیة الثانیة فتاهت جاکلین من مخیلة فائق .أخذ یبحث عنها شمالاً وجنوباً فلم یجدها . تزوجت جاکلین من شخص فرنسي اسمه سیفر لکنها لم تنسی حب فائق حسن . ذهب فائق لباریس بعد انتهاء الحرب بدعوة من صدیقه مدیر مخازن الاوروزدي باگ ببغداد آنذاک (المسیو روبیرت جیومارد) ، جلسا بالمصیف الجمیل هناک وسکن في الاوتیل (الپانسیون) باحثاً بمخیلته عن جاکلین . لیتعرف بعدها علی أبنة صاحب الاوتیل (الپنسیون) سوزان کوتیه ثم أظهر اعجابه بها حتی وافقته الزواج فکان التنظیم والترتیب والهدوء من سماتها بالاوتیل الصغیر . قبلت الزواج منه فجائت معه لبغداد لتغیر حیاته ولم ترضی بحیاة الصخب والضجیج التي کانت بالبیت في العیواضیة فأرادت تغییر کل نمط الحیاة هناک . أقنعته ببناء بیت أکبر وأجمل من هذا البیت ؛ أکمل فائق حسن بنیان البیت الجدید في محلة الصلیخ ، کان الذي یؤرق حیاة سوزان هذه المرة هي لوحة صغیرة موضوعه بالبیت وهي لفتاة أسمها جاکلین کانت تحب فائق حسن حباً جمیلاً أیام الدراسة بفرنسا . بدئت نیران الغیرة تطارد اللوحة الصغیرة التي أحبها فائق . فقررت أحراق اللوحة التي تؤرقها . فقد غیرت حیاته بالکامل وترک اصدقائه وصخبهم وترکوا المنزل القدیم المتهرئ بالعلوازية وهذه المرة (اللوحة الجمیلة لجاکلین) فلا بد من أحراقه . انها فرنسیة عنیدة جمیلة جائت من اریاف فرنسا... قرر فائق حسن أن یأخذ اللوحة سراً لأحد تلامیذه وهو ولید شیت راجیاً منه الاحتفاظ بهذه اللوحة . فسوزان غیرت أموره وقلبت ضجیج الاصدقاء وأحتفظت بفائق حسن بهدوئه وسکوته ورسومه لوحدها . لقد أخرجته من قفصه القدیم کالطفل وتضع بیده حمامة جمیلة لیرمیها بالسماء ، حتی جاء یوم 14 تموز لتشمخ جداریة السلام والحریة وترتفع وسط بغداد وأکمل الجداریة ببوابة حدیقة الامة . وبقیت ذکریات جاکلین معلقة ببقایا ذاکرة فائق حسن بکل قطعة صغیرة یتفنن بها عند وضع الموزائیک الصغیر جزئا جزئاً وکأنه یرمم قلبه الولهان بحب جاکلین .... من یدري لربما طرز بیدیه القفص طفلاً یطارد الحمامات علی النصب الشامخ . لربما . وألبس سوزان ثوباً أحمر اللون لحریة المرأة الفرنسیة التي تطمح لآسمی معاني الحریة .. همسوا ضاحکین (مو گتلکم تاخذون معیدیة ؟ أتشبعکم دهین وگیمر . وتکرشکم ؛ شوفوا الفرنسیات ؟) هذه کانت من همسات اصدقاء الفن ... اغلب الفنانین العراقیین تزوجوا من أجنبیات وأبدعوا الفنون کجواد سلیم من لورنا وفائق حسن من سوزان الفرنسیتن وآخرین ..

    في الصور فائق حسن وجداریته الحریة والسلام
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media